الشرق اليوم- يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة على المستوى الوزاري، عبر تقنية الفيديو برئاسة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في إطار بند جدول الأعمال “صون السلم والأمن الدوليين” حول مراجعة شاملة للوضع في منطقة الخليج، من ضمنها الأزمات في العراق واليمن وسوريا.
وسيشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، روبرت مالي، ومدير معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيتالي ناؤومكين.
ويمثل هذا الاجتماع حدثا مميزا لرئاسة روسيا للمجلس في أكتوبر، وهو عبارة عن رؤية روسية للأمن الجماعي في منطقة الخليج العربي شاركتها بعثة موسكو في الأمم المتحدة مع أعضاء مجلس الأمن، من خلال رسالة وجهت إلى الأمين العام في يوليو العام الماضي.
ووفقا للرسالة، فإن المبادئ الأساسية لهذه الرؤية حول أمن الخليج الجماعي سوف تستند، إلى الالتزام بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن واحترام المصالح الأمنية للجهات الإقليمية الفاعلة، وغيرها من الجهات الرئيسية الفاعلة، واتخاذ القرارات وتنفيذها من خلال نهج متعدد الأطراف.
وإضافة إلى مكافحة الإرهاب الدولي، فإن القضايا ذات الأولوية، التي ترى موسكو أنه من الضروري معالجتها هي الأزمات في العراق واليمن وسوريا، وكذلك تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وفقا للرسالة، سيكون الهدف طويل المدى هو إنشاء منظمة للأمن والتعاون في منطقة الخليج تضم دول المنطقة، وروسيا، والصين، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والهند، بالإضافة إلى دول أخرى، وجهات فاعلة مهتمة، قد تكون أعضاء مشاركين أو مراقبين في المنظمة.
وقدمت روسيا في يوليو 2019 اقتراحها لممثلي الدول العربية وإيران وتركيا والأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ودول البريكس (روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وواصلت روسيا تعزيز رؤيتها الأمنية الجماعية للمنطقة في الأشهر الأخيرة، وفي أواخر أغسطس من هذا العام اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بمشاركة ألمانيا وإيران، لوضع آليات بناء الثقة في منطقة الخليج.
ووزعت روسيا أمس الاثنين ورقة مفاهيم للمساعدة في توجيه المناقشة وتحديد أهداف الاجتماع، بما في ذلك النظر في العوامل الرئيسية، التي تميز الوضع الحالي في الخليج، والتعرف على وجهات النظر المشتركة بين دول المنطقة، لتحديد الأولويات المشتركة، التي يمكن للشركاء من خارج المنطقة أن يتحدوا حولها لمساعدة دول الخليج على إبرام الاتفاقيات، ومناقشة سبل تخفيف التوترات في الخليج واستكشاف أفكار لآليات الأمن الجماعي في المنطقة.
وفي اجتماع اليوم، من المرجح أن يناقش الأعضاء القضايا الشاملة والتحديات الأمنية المشتركة في المنطقة، مثل التهديدات التي يشكلها الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل، ومناقشة سبل تعزيز التعاون في منطقة الخليج والمساهمة بشكل أكبر بشكل فعال للسلم والأمن الإقليميين.
وعلى الرغم من هذا التركيز الواسع، قد يختار بعض الأعضاء مشاركة آرائهم حول قضايا محددة، على سبيل المثال البرنامج النووي الإيراني وخطة العمل الشاملة المشتركة وانتقادها من قبل الولايات المتحدة التي تعارض الاتفاقية وتميل إلى التأكيد على “دور إيران المزعزع للاستقرار” في المنطقة.