BY:Rym Momtaz – Politico
الشرق اليوم- دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أوروبا إلى إنهاء اتكالها على الأسلحة الأمريكية واسترجاع قدرتها على تقرير مصيرها بنفسها.
وخلال مناظرة مع طلاب من جامعة “فيلنيوس” في ليتوانيا، دعا أوروبا مجدداً إلى تولي دور قوي وأكثر استقلالية في العالم، ما يعني ألا تخضع لواشنطن ولا بكين.
حاولت المفوضية الأوروبية في السنوات الأخيرة إقناع دول الاتحاد الأوروبي وشركات الأسلحة بالتعاون في مشاريع مشتركة، فأنشأت صندوق الدفاع الأوروبي لتوسيع الشراكات في مجال تطوير التقنيات والمعدات العسكرية وإجراء الأبحاث عنها.
لكن واجهت تلك الخطط انتكاسة بارزة حين اتفق قادة الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ماكرون، على تخصيص أموال أقل بكثير من مطالب المفوضية الأصلية للصندوق في شهر يوليو الماضي. وقّع القادة على خطة تمويل تقتصر قيمتها على 7 مليارات يورو تقريباً خلال فترة سبع سنوات كجزءٍ من اتفاق حول ميزانية الاتحاد على المدى الطويل، أي أقل من مبلغ 11.4 مليار يورو الذي طلبته المفوضية في البداية بنسبة 40%.
أضعف اتفاق الميزانية أيضاً خطة أخرى للمفوضية تقضي بإنفاق 5.7 مليارات يورو على التنقلات العسكرية لتسهيل نقل الجنود والمعدات في أنحاء القارة، فاقتصر الرقم النهائي على مليار ونصف يورو. على صعيد آخر، دافع ماكرون عن تواصله مع الرئيس فلاديمير بوتين، فأوضح أن هذه الاستراتيجية لا تعني أنه ساذج أو غير مستعد لمجابهة الزعيم الروسي عند الحاجة.
في الوقت نفسه، استنكر الرئيس الفرنسي تسميم المعارِض، ألكسي نافالني، واجتمع بزعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيكانوفسكايا في عاصمة ليتوانيا “فيلنيوس”، ورداً على سؤال حول فسلفته خلال مناظرته أمام الطلاب، قال الرئيس الفرنسي: إن دراساته الخاصة علّمته الكثير عن “التوتر الدائم بين الفكر والفعل”.
أزعج ماكرون معظم شركائه الأوروبيين حين أطلق حواراً استراتيجياً مع موسكو في أغسطس 2019، فكانت خطوته مفاجئة لهم. لكن شكّلت زيارته إلى ليتوانيا ولاتفيا جزءاً من جهوده الرامية إلى تفسير مقاربته وطمأنة الأطراف التي تعيش حتى الآن صدمة الحرب والظلم بسبب روسيا.
سلّط ماكرون الضوء على حضور فرنسا في عملية حلف الناتو المتقدمة في دول البلطيق وبولندا، وزار 300 جندي فرنسي ينتمون إلى مجموعة قتالية في مدينة “روكلا” في وسط ليتوانيا، فصرّح أمام الجنود: “يتأثر أمننا الخاص أيضاً هنا، على حدود أوروبا”.
قاصداً روسيا، ففرنسا قدمت مساهمات كبرى لتعزيز حضور الناتو في المنطقة، لكنها فضّلت ألا تستلم دوراً قيادياً.
وقد سمّى ماكرون روسيا صراحةً في مجال دفاعي واحد، وهو الأمن الإلكتروني وحملات التضليل، في 2017، وبعد وقتٍ قصير على انتخابه، اعتبر شبكة “روسيا اليوم” ووكالة “سبوتنيك” من أدوات التضليل حين كان يقف إلى جانب بوتين في “فرساي”، كما أنه يتكلم في مناسبات كثيرة عن قرصنة حملته الرئاسية.
أخيراً، وقّع ماكرون خلال جولته في دول البلطيق على بيان مشترك مع ليتوانيا ولاتفيا للمطالبة بصدور تشريعات أكثر قوة عن الاتحاد الأوروبي لكبح أي محاولة للتلاعب بالانتخابات أو إطلاق حملات تضليل مكثفة.
وعندما طُلِب من ماكرون في نهاية المناظرة في جامعة “فيلنيوس” أن يحدد ثلاث مزايا تطبع أداءه القيادي، ذكر شجاعته في أخذ المجازفات وحده، وقدرته على إقناع الشركاء، ونجاحه في تحقيق نتائج ملموسة.
أصبح الرئيس الفرنسي معروفاً بميزته الأولى على الساحة الدولية لكن لم يتأكد الجميع في دول البلطيق وأماكن أخرى بعد من الميزتَين الأخريين.
ترجمة: صحيفة الجريدة