الشرق اليوم– كشفت مصادر أمنية عن تفاصيل خطة تعكف الميليشيات العراقية التابعة لإيران على تنفيذها في بغداد منذ شهور، بهدف محاصرة المنطقة الخضراء، حيث تقع مقرات الحكومة والبرلمان والبعثات الدولية والسفارات وفي مقدمتها سفارة الولايات المتحدة.
ويأتي الكشف عن هذه التطورات في ظل مساع حثيثة يبذلها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمنع بعثة الأمم المتحدة وسفارات الولايات المتحدة ودول أوروبا والخليج من مغادرة العاصمة العراقية، بسبب التهديدات الأمنية الجادة التي تتعرض لها، وشيوع عملية قصف مقرات البعثات الأجنبية بالصواريخ، فضلا عن تزايد عمليات استهداف الأرتال التابعة للتحالف الدولي الخاص بمحاربة تنظيم داعش.
وعززت عدة ميليشيات شيعية وجودها العسكري في منطقتي الجادرية ضمن جانب الرصافة والصالحية ضمن جانب الكرخ، بحجة حماية مقرات تملكها هناك من تهديد حركة الاحتجاج الشعبية الواسعة التي انطلقت في أكتوبر 2019.
وتقع المنطقة الخضراء بين الجادرية والصالحية على مسار نهر دجلة، وهي تضم أجزاء منهما عمليا.
وتعد الجادرية، وهي إحدى أرقى مناطق بغداد، وجهة مفضلة لسكن زعماء الميليشيات ومكاتبهم الخاصة، فيما تقع السفارة الإيرانية ضمن منطقة الصالحية، ما يعني أن الوجود العسكري الميليشياوي أمر مفروغ منه.
لكن المصادر الأمنية تقول إن غطاء حماية مقراتها من المتظاهرين سمح للميليشيات التابعة لإيران بنشر ما يقرب من 4 آلاف مسلح في محيط المنطقة الخضراء خلال الشهور الماضية، ليرتفع بذلك عدد المسلحين، غير الرسميين، إلى نحو 7 آلاف.
وبالإضافة إلى نحو 3 آلاف مسلح ينتمون إلى الحشد الشعبي رسميا وينتشرون داخل المنطقة الخضراء بشكل فعلي حاليا، تقول المصادر إن لدى الميليشيات قرابة 10 آلاف عنصر جاهز للسيطرة على قلب الحكومة العراقية في أي لحظة أو اقتحام أي سفارة عربية أو أجنبية.
وتؤكد المصادر أن سفارات غربية وعربية لديها تقدير شبه دقيق لهذا الموقف، وقد شاركته مع الحكومة العراقية التي وعدت باتخاذ إجراءات تطمينية.
ويتجه الكاظمي نحو نزع فتيل هذا التهديد دون مواجهة واسعة قد لا تكون القوات الرسمية التابعة للحكومة جاهزة لها.
وتقول المصادر إن الأمم المتحدة رعت، عبر بعثتها في العراق، جهدا لإيصال رسائل إلى أطراف نافذة في الحشد الشعبي تتعلق بأمن السفارات الأجنبية، موضحة أن الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت أبلغت هذه الأطراف بأن عدة بعثات عربية وأجنبية تفكر في مغادرة بغداد فعلا، وشرحت ما يمكن أن يترتب على ذلك من تداعيات كارثية على البلاد.
ومساء الأربعاء، بحث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع بلاسخارت في بغداد “مستجدات الأوضاع في العراق، ولاسيما تعزيز الأمن في المناطق الحيوية”، إذ أكد الوزير أن حكومته “بذلت جهودا كبيرة في سبيل بسط الأمن” في المناطق الحيوية، “ومنها المنطقة الخضراء والمطار، كما أطلعها على نتائج اللقاءات السياسية التي أجراها”.
من جهتها عرضت بلاسخارت أهم اللقاءات الأخيرة التي أجرتها مع مختلف الأطراف العراقية بشأن تطورات الوضع السياسي والأمني.
بعد ذلك بساعات، عقد حسين اجتماعًا مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في العراق، استعرض خلاله “جهود الحكومة العراقية في مجال تأمين البعثات وتنظيم عملها في العراق”.
ويقول مراقبون إن أمن البعثات الدولية في العراق سيبقى ورقة في يد إيران، ما دامت الميليشيات التابعة لها تملك مثل هذا الحضور في قلب العاصمة بغداد وبالقرب من مقرات الحكومة.
ومثلت منطقة الجادرية منطلقا للعديد من الأعمال العدائية ضد السفارة الأميركية تحديدا، فيما تروي مصادر أن الحرس الثوري الإيراني يملك مقرا هناك، يحتوي أسلحة ومعدات تجسس.
وتذكّر المصادر بأن العملية الجريئة التي نفذها الحرس الثوري ضد قصر رئيس الجمهورية برهم صالح، عندما أطلق طائرة مسيرة لمراقبته خلال مشاورات تكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة، أديرت من داخل منطقة الجادرية.
وتقول هذه المصادر إن العديد من الميليشيات تملك مقرات متقدمة في منطقة الجادرية، اتخذ بعضها معتقلات لتعذيب المتظاهرين والنشطاء المناهضين للنفوذ الإيراني في البلاد.
المصدر: العرب اللندنية