الشرق اليوم- تصاعد التوتر في مدينة كربلاء إثر اندلاع اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن العراقية والحشد الشعبي قرب ضريح الإمام الحسين خلال إحياء مئات الآلاف من الشيعة أربعينية الإمام الحسين حيث تم الإعتداء بالعنف على المحتجين.
وعمد عناصر الحشد الشعبي إلى استخدام القوة لتفريق التظاهرات في مسعى لإخماد صوت المحتجين الذي علت هتافاتهم ضد الوجود الإيراني وهيمنة الأحزاب الشيعية المرتبطة به.
وامتدت التظاهرات الى محافظة الناصرية حيث تم حرق مقرين لأحزاب شيعية تابعة لإيران.
وقال ضابط بشرطة ذي قار إن “عددا من المتظاهرين أشعلوا النيران في مقري منظمة بدر بزعامة هادي العامري، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم في مدينة الناصرية”.
وأضاف الضابط، أن “فرق الدفاع المدني أخمدت النيران، دون وقوع خسائر بشرية، إذ كان المقران فارغان لحظة إضرام النيران فيهما”.
ونقلت مصادر صحافية عن 3 شهود عيان، من المتظاهرين غير المشاركين في إشعال النيران، أن “بعض المحتجين كانوا غاضبين من قمع زملائهم في كربلاء (جنوب)، لذلك أقدموا على إشعال النيران في مقري منظمة بدر (زعيمها هادي العامري) وتيار الحكمة (لعبد عبدالعزيز الحكيم)”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، وقعت صدامات بين متظاهرين وأفراد الأمن، خلال محاولة المئات من الداعمين والمشاركين بالحراك الشعبي الدخول إلى ضريح الحسين بن علي، لإحياء مناسبة زيارة الأربعين الدينية.
ومنعت قوات الأمن، التي تحرس الضريح، المتظاهرين من الدخول، وفرقتهم بالقوة، ما أدى لإصابة عدد من المتظاهرين بجروح طفيفة.
وأوضح شهود أن مسيرة المحتجين انطلقت من ساحة التربية ساحة المظاهرات الرئيسية في كربلاء إلى منطقة بين الحرمين إلا أن قوات الحشد الشعبي وعناصر من منتسبي الأمن منعتهم من الدخول إلى منطقة ما بين الحرمين المكتظة حيث أوقعت الاشتباكات عددا كبيرا من الإصابات في مكان يكتظ بمئات الآلاف من الزوار.
وهاجم ناشطون قيام القوات الأمنية بالاعتداء على المتظاهرين بعد قيامهم بترديد أهازيج منددة بإيران.
وكانت الجماعات الموالية لإيران قامت خلال الزيارة الأربعينية بتوزيع وحمل صور كثيرة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية مطلع العام الجاري.
ويستغرب ناشطون سماح قوات الأمن برفع صور شخصية إيرانية في موسم الزيارة، فيما لا تسمح برفع أعلام العراق والمطالبة باستقلاله بذريعة عدم جواز رفع شعارات سياسية في موسم الزيارة.
وقالت وزارة الدفاع العراقية، إنها اتخذت إجراءات “حازمة” ضد من وصفتهم بـ”المندسين” باحتجاجات محافظة كربلاء جنوبي البلاد.
وأوضحت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع في بيان إنه “خلال مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين في مدينة كربلاء، تجمعت أعداداً مِن المتظاهرين”.
وأكدت أن “المتظاهرين توجهوا إلى ضريح الإمام مِن طريق غير مخصص للدخول وجرى تنبيههم مِن قوة الطوق الأول”.، مستدركة “لكن بعض المندسين افتعلوا احتكاك مِن خلال استخدام الحجارة ورميها باتجاه القوة الأمنية المكلفة بحماية الزائرين”.
وأضافت “جرى اتخاذ الإجراءات الحازمة بحق المندسين الذين حاولوا العبث بأمن الزائرين”.
وتعد “ذي قار” مركزا ساخنا للاحتجاجات الشعبية، التي بدأت في أكتوبر 2019، ولا تزال مستمرة على نحو محدود، ونجحت في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عبد المهدي.
وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف واسعة النطاق، خلفت 565 قتيلا من المتظاهرين وأفراد الأمن، بينهم عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين، وفق أرقام حكومية.
وطوال الاحتجاجات، أضرم المتظاهرون النيران في عشرات المقرات التابعة للأحزاب والفصائل الشيعية النافذة جنوبي البلاد. ويطالب الحراك الشعبي العراقي، حكومة الكاظمي، بمحاربة الفساد، وتقديم قتلة مئات المتظاهرين إلى العدالة.
المصدر: العرب اللندنية