الشرق اليوم- قالت مصادر مطلعة في مدينة النجف العراقية إن المرجع الديني الأعلى علي السيستاني قد يدعو مقلديه الشيعة إلى المشاركة الواسعة في الاقتراع المبكر المقرر إجراؤه صيف العام القادم لاختيار برلمان جديد، في مسعى يقول مراقبون إن هدفه إعادة إكساب العملية السياسية شرعية انتخابية بعد أن فشل العراق منذ 2003 في الخروج من نفق المحاصصة ودفع الناخبين إلى مقاطعة واسعة.
وسجلت الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت العام 2018، أدنى معدل مشاركة، بعدما قاطعها العراقيون على نطاق واسع، احتجاجا على مشاركة الفاسدين فيها، وغياب أيّ آفاق للتغيير، ما اعتبر إعلانا شعبيا بفشل هذه الممارسة الديمقراطية التي تجيد أحزاب الإسلام السياسي استغلالها لتكريس نفوذها السياسي في البرلمان والحكومة.
وتعد دعوة السيستاني للمشاركة في الانتخابات حاسمة على مستوى ضمان نجاحها، نظرا لتأثيره الواسع في صفوف مقلديه الشيعة الإثني عشرية في العراق.
ولا ينوي المرجع الأعلى علي السيستاني تفضيل مرشح على آخر أو حزب دون سواه، لكنه سيدعو إلى مشاركة كثيفة “إذا لمس عدالة في قانون الانتخابات ونزاهة في الإجراءات التحضيرية”.
ويقول مراقبون إن المشاركة الواسعة في الانتخابات ربما تحد من حظوظ القوى السياسية التقليدية التي تجيد أساليب تزوير الانتخابات أو اختطاف نتائجها أو شراء أصوات الناخبين المشاركين فيها.
وسيتلاشى تأثير التزوير، الشائع بكثرة في الانتخابات العراقية، في حال شارك الناخبون بكثافة، لأن عدد الأصوات المطلوب للفوز سيكون أكبر.
والسبت، وجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، “مفوضية الانتخابات بمضاعفة جهودها لتسريع إكمال تسجيل الناخبين العراقيين في أقرب وقت، استعدادا للانتخابات المبكرة”، داعيا العراقيين المؤهلين للتصويت إلى “الإسراع بتحديث بياناتهم الانتخابية للحصول على البطاقة الانتخابية البايومترية الخاصة بكل منهم”.
وكان الكاظمي تسلم الجمعة تقريرا عن اجتماع وفد حكومي رفيع المستوى مع رئيس وأعضاء مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات خصص لبحث سبل إنجاز التسجيل البايومتري الكامل للناخبين العراقيين المؤهلين للانتخابات المقبلة والذين يتجاوز عددهم الكلي 26 مليون ناخب، بمن فيهم المواليد الجدد المستحقون وهم مواليد أعوام 2001 و2002 و2003 فضلا عن النازحين.
وخلال مراجعة التقرير، شدد الكاظمي على “أهمية تمكين كافة الناخبين من التصويت في الانتخابات النيابية المبكرة، المقرر إجراؤها في شهر يونيو المقبل”، مشيرا إلى أنّ “مشاركتهم الواسعة في التصويت دليل على ثقة الشعب العراقي بالديمقراطية والنظام المدني الدستوري، كما يساهم في قطع الطريق على المسيئين لنزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها”.
وأشاد الكاظمي بـ”القدرات التقنية والمهنية لخبراء المفوضية وموظفيها وبما يبذلونه من جهود وحرص في تسجيل وتنظيم بيانات عدد متزايد من الناخبين ومنحهم بطاقاتهم الانتخابية في الوقت المطلوب”، داعيا “المواطنين المؤهلين للتصويت إلى الإسراع بتحديث بياناتهم الانتخابية عبر الذهاب شخصيا إلى مراكز التسجيل القريبة تمهيدا لاستلام بطاقاتهم الإلكترونية البايومترية التي ستسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات”.
ويربط المراقبون بين الإشارات القادمة من النجف بشأن دعم السيستاني لمشاركة شعبية واسعة في الانتخابات وبين تحركات الكاظمي لضمان استكمال الإجراءات الفنية الخاصة بالاقتراع، وسط تكهنات بأن الانتخابات قد تُجرى في موعدها فعلا، وهو يونيو 2021.