الشرق اليوم- حذّر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مساء الثلاثاء تركيا من أنّ “كل الخيارات مطروحة على الطاولة” للدفاع عن مصالح التكتّل إن هي لم تسلك نهجاً “بنّاءً” في حلّ النزاعات الراهنة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتأتي التحذيرات الأوروبية في وقت يخيم فيه التوتر على منطقة شرق المتوسط، مع تواصل الخروقات التركية وسعي أنقرة للتصعيد خاصة بعد قيامها لمناورات بحرية بالقرب من المياه اليونانية الثلاثاء في خطوة وصفها مراقبون بالاستفزازية.
وفي رسالة الدعوة إلى هذه القمة، أوضح رئيس المجلس الأوروبي أنّ الاجتماع الذي سيعقد مساء الخميس سيخصّص حصراً لبحث الوضع في شرق البحر المتوسط والعلاقات مع تركيا.
وقال ميشال “هدفنا خلق مساحة للحوار البنّاء مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها، وضمان الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول الأعضاء وحقوقها السيادية”، في إشارة إلى اليونان وكذلك أيضاً إلى قبرص.
وحذّر رئيس المجلس الأوروبي من أنّ “هذا لن يكون ممكناً إلا إذا التزمت تركيا بشكل بنّاء. جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن المصالح المشروعة للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء”.
وسيكون هذا الملفّ الحساس على طاولة مباحثات رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون في بروكسل في قمة تعقد يومي الخميس والجمعة.
وأثار اكتشاف احتياطيات من الغاز والنفط قبالة قبرص نزاعاً مع تركيا التي يحتل جيشها الثلث الشمالي من هذه الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي.
وعمدت أنقرة، التي تعارض حقّ قبرص في استكشاف موارد الطاقة واستغلالها، الى استعراض قوة في الأشهر الأخيرة بإرسالها سفن تنقيب إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص على الرّغم من تحذيرات وجّهها إليها كلّ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويثير التوتر اليوناني التركي قلق المجتمع الدولي من تحوله مواجهات مباشرة بيت البلدين، ما قد يؤدي إلى كارثة في منطقة تعتبر أغنى مناطق العالم بالثروات النفطية.
وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تدعم “بقوة” حواراً بين اليونان وتركيا، لإيجاد حل لنزاعهما في مناطق التنقيب عن مشتقات النفط في شرق المتوسط.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب الأسبوع الماضي من نظيره التركي رجب طيّب أردوغان الالتزام “بشكل لا لبس فيه” بوقف تصعيد التوتّرات مع اليونان وقبرص.
وبالإضافة إلى الوضع في شرق المتوسط والعلاقات مع تركيا، سيبحث القادة الأوروبيون في قمتهم ملفات دبلوماسية عديدة أبرزها الوضع في بيلاروسيا، وتسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني، والمعارك المستعرة في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي عن أذربيجان والمتّهمة تركيا بالتدخّل في النزاع الدائر فيه سياسياً وكذلك عسكرياً.