بقلم: أياد السماوي
الشرق اليوم- الصاروخ المنفلت الذي أصاب أحد البيوت في منطقة آل بو عامر في الرضوانية عصر يوم أمس والذي أدّى إلى استشهاد ثلاثة أطفال وامرأتين وجرح طفلين آخرين وتدمير البيت بالكامل , لم يكن الصاروخ المنفلت الأول الذي يصيب منازل المواطنين الآمنين في العاصمة بغداد , ولن يكون الصاروخ الأخير في ظل هذه الحكومة الضعيفة والهزيلة .. لست عسكريا ولا خبيرا متخصصا بشؤون الأمن لأتحدّث عن الجانب الفني لهذه الجريمة البشعة .. لكني أعرف أنّ الجيوش والدول تمتلك أجهزة استمكان متطورة تستطيع أن تحدد وبالمليم من أين انطلقت القذيفة وتحدد مكان انطلاقها .. وهذا ما كان يجب أن تفعله الحكومة مع كلّ الصواريخ المنفلته التي استهدفت المطار الدولي والمنطقة الخضراء , وتحدد الجهة التي تقف وراء إطلاق صواريخ الكاتيوشا .. وثمة سؤال آخر أهم هو أين هي الأجهزة الأمنية والاستخبارية التي يصل عددها ( للطعش ) جهازا أمنيا وعشرات الآلاف من المنتسبين ؟ وأين هو جهازالأمن الوطني وماذا يفعل منتسبوه الذين يتعدون الخمسة عشر منتسب ؟ عشرات الصواريخ المنفلته وقعت على محيط المطار والمنطقة الخضراء من دون أن تحدد الحكومة الجهة التي تقف وراء إطلاق هذه الصواريخ .. وهذا مما دفع الإدارة الأمركية المعادية للحشد الشعبي منذ تأسيسه أن توّجه الاتهامات للحشد الشعبي وتهدد بضرب معسكراته ومقراته واستهداف قياداته .. وإذا كانت حكومة مصطفى الكاظمي قد فشلت في معالجة الملّفين الاقتصادي والصحي , فينبغي لهذه الحكومة أن لا تفشل بمعالجة الملّف الأمني .. باعتبار أنّ رئيس الوزراء هو رئيس جهاز المخابرات الوطني لأكثر من ستة سنوات ويعرف تفاصيل الوضع الأمني في البلد , خصوصا وأنّه أناط مسؤولية قيادة الوزارات والأجهزة الأمنية لعسكريين محترفين , وبالتالي فلا مجال للقبول بأي عذر للفشل في الملّف الأمني .. وحين تفشل الحكومة في معالجة الملّف الأمني المتدّهور , فما جدوى استمرار هذه الحكومة في ظل هذا التدهور الأمني والاقتصادي والصحي ؟ وهل يعقل أنّ هذه الحكومة قد تشّكلّت حتى يأتي فلان من الإعلاميين وفلان من الصحفيين المغمورين ( ليستصرموا ) برؤوس العراقيين المغلوب على أمرهم ؟ كنت حتى يوم أمس أشّكك بالتقارير التي تقول أنّ حكومة مصطفى الكاظمي هي حكومة ( الجوكرية ) , لكنّ الصورة التي نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي عن الجوكري المجرم الهارب فيصل علي حسين العبودي داخل مقر جهاز مكافة الإرهاب مع أحد ضباط الجهازالكبار , قد اثبتت بما لا يقبل الشّك أنّ حكومة الكاظمي ليست حكومة للإعلاميين والكتاب ( المستصرمين ) فحسب , بل هي حكومة المجرمين وأبناء الشوارع والجوكرية الذين يعبثون بأمن البلد ويهددون حياة وأمن المواطنين الآمنين ويحرقون مؤسسات الدولة .. والشعب العراقي يا مصطفى الكاظمي يعلم أنّك لست كرئيس جهاز الكي جي بي ( أندروبوف ) الذي خلف الزعيم السوفياتي ( برجنيف ) , ويعلم ايضا أنّ سلفك عادل عبد المهدي ليس كزعيم الاتحاد السوفياتي ( برجنيف ) .. ويعلم أن الذين جاؤوا بك رئيسا لجهاز المخابرات العراقي ومن ثمّ رئيسا للوزراء , قد نّفذّوا الأوامر والإرادة الأمريكية .. ولو كنت قد حققت للشعب العراقي الأمن والاستقرار وعالجت الوضع الاقتصادي والصحي المترّدي , لقبلنا بك حتى لو كنت عميلا للشيطان .. والعراقيون يعتقدون بعد هذا الانفلات الأمني , أنّك غير صالح للاستمرار بمنصب رئيس الوزراء .. وعلى قادة الكتل السياسية تدارك الأمر قبل فوات الاوان .. وجريمة الرضوانية سبب كاف