الشرق اليوم- عاد التصعيد على الحدود الشمالية بين أرمينيا وأذربيجان بعد حوالي شهرين من جولة من المواجهات العنيفة مع تجدد الاشتباكات بين الطرفين.
وأعلن نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا أن بلاده فعّلت الأحكام العرفية والتعبئة لمواجهة أذربيجان.
وشنت أذربيجان حملة قصف على تجمعات سكنية مدنية في منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية في مؤشر إلى أن الأزمة قابلة للتصعيد أكثر في وقت تصب فيه تركيا الزيت على النار بدعمها لباكو.
ويأتي التصعيد الأذري بعد تقارير عن إرسال أنقرة لمئات المرتزقة من سوريا إلى المنطقة الحدودية المتنازع عليها.
ولم تتورع تركيا عن الانخراط بشكل أوسع في زعزعة استقرار القوقاز بإرسالها للمرتزقة لدعم أذربيجان لتأجيج الوضع المتوتر بين هذا البلد وجارته في مغامرة غير محسوبة العواقب.
وفي ردها أكدت وزارة الدفاع الأرمينية أن قواتها أسقطت طائرتين هليكوبتر وثلاث طائرات مسيرة لأذربيجان بعد الهجوم الذي استهدف التجمعات السكنية ومن بينها العاصمة الإقليمية خانكندي.
وأضافت الوزارة في بيان “سيكون ردنا متناسبا والقيادة العسكرية السياسية في أذربيجان تتحمل المسؤولية الكاملة عن الموقف”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع في أذربيجان قولها إنها شنت عملية عسكرية عند “خط الاتصال” وهي منطقة ملغومة بشدة وغير مأهولة تفصل بين القوات المدعومة من أرمينيا وقوات أذربيجان في المنطقة.
وأدانت وزارة الخارجية الأرمينية ما وصفته بأنه “اعتداء القيادة العسكرية السياسية في أذربيجان” وقالت إن الجانب الأرميني سيرد ردا عسكريا وسياسيا متناسبا.
ويدور الصراع حول منطقة ناغورني قره باغ وهي منطقة انفصالية في أذربيجان تدعمها أرمينيا وتشهد حربا منذ بداية التسعينات أدّت إلى مقتل 30 ألف شخص.
ويقع إقليم ناجورنو – قرة باغ، وهو جيب جبلي داخل أذربيجان، تحت إدارة سكان منحدرين من أصل أرميني أعلنوا استقلاله خلال صراع بدأ مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وعلى الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار جرى إبرامه عام 1994، فإن أذربيجان وأرمينيا لا تزالان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات في الإقليم وعلى الحدود بينهما.
ويتابع المجتمع الدولي بقلق التصعيد بين أرمينيا وأذربيجان وسط مخاوف من انعكاساتها على منطقة القوقاز، في وقت عزز الإنخراط التركي في هذا التوتر الإقليمي المخاطر من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة.
وجاء الموقف التركي المساند لأذربيجان على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين الذي أدان ما وصفه بالاعتداء الأرمني على أذربيجان، وعبر عن تأييد أنقرة لباكو في ظل هذه الظروف.
وكتب قالين عبر “تويتر” اليوم الأحد أنه “يدين بشدة هجوم أرمينيا على أذربيجان”، مضيفا أن “أرمينيا بهجومها على المناطق المدنية أخلت مرة أخرى بوقف إطلاق النار، وأظهرت وقوفها ضد الاستقرار والسلام”.
ومنذ اندلاع المواجهات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا سارع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لإعلان الاصطفاف إلى جانب أذربيجان وتاكيد وقوفه معها ضد أي هجوم عسكري في تصريحات وصفها مراقبون على أنها ضوء أخضر للمساندة العسكرية.
ويندرج دعم أنقرة لباكو حسب مراقبين في إطار حماية مصالح البلاد الطاقية وحماية خط باكو-تركيا النفطي وأنظمة أنابيب الغاز، إلا أن العداء التاريخي بين الأتراك والأرمن أهم أسباب الدعم لباكو المناوئة لأرمينيا.
وتعود جذور الخلافات بين تركيا وأرمينيا إلى قضية إبادة الأرمن خلال الحقبة العثمانية، حيث ترفض أنقرة الاعتراف بوجود جرائم حرب ارتكبها العثمانيون وكان ضحيتها الأرمن.