الرئيسية / الرئيسية / السباق الانتخابي يبدأ مبكرا!!

السباق الانتخابي يبدأ مبكرا!!

بقلم: مازن صاحب  

الشرق اليوم– بلا جمهور..اكتظت ملاعب الانتخابات العراقية باجتماعات الغرف المغلقة لإعادة تنظيم صفوف المرشحين الجدد  والقدماء  من خلال قناعة تولدت ما بعد لقاء المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني مع ممثلة  الأمم المتحدة في العراق، أن ساعة الأزفة قد بكرت دقاتها وأن أرواح أحزاب مفاسد المحاصصة وسلاحها المنفلت والأجندات الإقليمية والدولية باتت أمام حساب ربما يكون عسيرا أمام صناديق اقتراع يراد لها أن تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة .

هناك أكثر من مدخل لهذا التحول الكبير في عراق الغد المنظور أقرب إلى التغيير بدخول الدبابة الأمريكية ومن ركب عليها أو لحق بها لتكوين دولة الاشباح بعد 17 عاما على التغيير حسب وصف كبير خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، انتوني كروزدمان، وحين سألته في حوار نظمته (ديوانية المستقلة) وهي مجموعة نخبوية يديرها الصديق، منقذ داغر، عن تلك الآثام التي خلفتها واشنطن في العراق خلال حقبة بول برايمر، قال كروزدمان: مطلوب من العراقيين التغيير في صناديق الاقتراع، وتبدو الإجابة أقرب الى التطابق في البيان الصادر عن مكتب السيد السيستاني الداعي الى هذا التغيير من خلال الانتخابات .

لذا يحاول “كهنة المعابد” الحزبية التقليدية العمل على الخروج من عباءة الجيل القديم والتعامل مع شرنقة تولد أسماء جدد لقيادة قوائم انتخابية تعمل خلف الزعامة التقليدية، الأمر الذي وصفه باقر رئيس حركة انجاز، جبر الزبيدي، بأن  شباب حركته بحاجة الى “راي” يسيرون خلفها، وهكذا ستكون رايات الأحزاب القديمة في الانتخابات المقبلة أمام جيل تسعيني، وربما حتى من مواليد عام 2000 وما بعده، وصولا الى أعمار 18 عاما العمر القانوني للمقترعين وفق قانون الانتخابات العراقي.. ذات الأعمار التي خرجت تهتف في ساحات التحرير العراقية.. نريد وطن!!

في المقابل، يبقى الوضع الإقليمي أمام حافة حادة في قبول أو رفض العراق الانضمام الى “صفقة القرن” بعنوان آخر هو ” الشام الجديد” فالحديث عن متغيرات كبرى في الإدارة الأمريكية لن يتجاوز حدود التغيير في الأساليب والحفاظ على الاستراتيجية المؤسساتية، فيما تمضي واشنطن، فاز الرئيس ترامب أم لا، نحو  تحقيق ما يعتبره اللوبي الإسرائيلي الأكثر نفوذا على المؤسسات الأمريكية الرسمية بكونه الانتصار الحقيقي لإسرائيل بعد عقود من الرفض العربي، وهكذا ستظهر هذه الجدلية في الانتخابات المقبلة، ربما في شعارتها  الحزبية، وربما أيضا في النتائج المتوقعة منها لخلق برلمان مستجيب ومن ثم حكومة أكثر استجابة  للاندماج في الأمن الإقليمي بقيادة إسرائيل .

على طرف نقيض، هناك مواقف عراقية ربما تكون الفيصل الحاسم في هذا السباق الانتخابي المبكر، تتبلور في احتمالات ظهور أحزاب أو تحالفات برلمانية جديدة، تكون الجناح السياسي الأكثر قدرة على التعبير عن إرادة محور المقاومة الاسلامية بعقلية مدنية تخلق تحالفات عابرة للمكونات طائفية كانت أم عرقية، وتعمل في الفراغ المرفوض دوليا لبقاء السلاح بيد مجموعات تتهم بالموالاة لإيران، بل حتى تلك التي انضمت الى الحشد العشائري، وتعد ولادة مثل هذا المكون السياسي بالتحالف مع  قوى كردية مهمة الى إطلاق السباق الانتخابي بقائمة تعتمد خطوط الطول لإعادة الاعتبار لهوية المواطنة العراقية، مضمون الفهم العام  لما ذكر في بيان مكتب المرجع السيستاني، من يدري ربما نعم وربما لا، وتبقى الحقيقة على أعتاب تعديل قانون الانتخابات بالصيغة النهائية.. ولله في خلقه شؤون.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …