الرئيسية / الرئيسية / متى سنكون قادرين على صناعة قرار سياسي وطني؟

متى سنكون قادرين على صناعة قرار سياسي وطني؟

بقلم: جبار الدليمي

الشرق اليوم- إن عملية صنع القرار السياسي، تأخذ حيزا كبيرا في الاهتمام العلمي في بحوث العلوم السياسية بكافة مجالاتها، وإن البحث في هذه العملية يعطينا رؤية واضحة قدر الإمكان عن طبيعة النظام السياسي في الدولة موضوع البحث.

القرارات السياسية نوعين :

أولا: القرار السياسي المتعلق بالوضع المحلي : وهو ماتتخذه الحكومات في داخل حدودها الدولية بما تتمتع به من حقوق كونها دولة ذات سيادة لها الحق في التصرف وفق القانون بما يحقق مصلحة المواطن والوطن دون ان يشاركها احد في عملية صنع القرار بضغوطات داخلية او خارجية.

ثانيا: القرارات الخارجية والمتعلقة بالسياسة الدولية, وهو الأخطر بكل تأكيد , لما يترتب عليه من ارتباط بالعالم الخارجي , وما قد تنعكس سلبياته على العملية السياسية في الداخل , فيقصد به تحويل الهدف العام للدولة إلى قرار محدد , ويبنى انطلاقا من جهات تبدأ من رئيس الحكومة , ووزير الخارجية , والأجهزة الحكومية الأخرى , والسلطة التشريعية , ووسائل الإعلام والرأي العام في ذلك .

وللمقارنة بين صناعة القرار السياسي في العراق صاحب التجربة الديمقراطية الحديثة و المتعثرة.. وأمريكا؛ البلد العريق في الديَمقراطية، الذي لا يشك أحد فيه، تتم بعد جمع الآراء والأفكار والبحوث والدراسات من كل من :

دوائر البنتاغون والخارجية والـ CIA ومراكز الدراسات البحثية think tank؛ وتذهب المقترحات لاتخاذ القرار إلى الكونغرس وهو مزيج من مجلس الشيوخ ومجلس النواب هذا بالاضافة إلى دوائر البيت الابيض ويملك الرئيس بعض الصلاحيات وحق الفيتو على كثير من قرارات الكونغرس.هكذا يتخذ القرار الذي يجب أولا وأخيرا يصب في مصلحة أمريكا والشعب الامريكي.

أما في النظام ( الديمقراطي التوافقي ) في العراق، فيتم صياغة القرار السياسي بدون دراسات عميقة أو أطراف متعددة وإنما خدمة لارضاء المكونات السياسية والمذهبية والقوميات والطوائف حتى الأقلية جدا منها.

حيث تقول دراسة لطالب ماجستير في جامعة النهرين يشيد بها بعملية صناعة القرار السياسي في العراق بهذه الطريقة وكأنه يشيد بطريقة لبننة العراق والتي أوصلت لبنان لما حصل مؤخرا في ميناء بيروت.

لندخل في صلب الموضوع.. فالرجل السياسي حامي العلاقات العراقية الإيرانية وهذا صحيح، والناقم على العملية السياسية حسب ماعرفته قناة العراقية وهذا غير صحيح…

الشابندر هو ناقد للعملية السياسية وليس ناقم عليها.. وهو الرجل الخطير في تفكيره وجرأته وعمق تحليلاته ويصيب الهدف بدقة في تغريداته حسب المقال الذي نشرته الواشنطن بوست قبل عدة سنوات وكبير المفاوضين حسب تعريف الشرقية سابقا والذي رفضه بنفسه وطلب من الشرقية بعدم تكرار هذا التعريف لانه لايحمل صفة رسمية بالدولة العراقية.وهو أيضا رجل التوازن في العلاقات العراقية – العراقية.ومانع للفتن والتصادم بين الكتل السياسية.

لنكن صادقين مع أنفسنا من منا لايترقب لقاء الشابندر على الفضائيات ؟؟ومن منا لايقرأ تغريداته.؟؟. عندما يستمع ويرى المشاهد حديث الشابندر على الفضائيات لايجد الا حقيقة مايجري في العراق من دهاليز السياسة العراقية.

السيد الشابندر هو لوحده بمثابة مركز دراسات استراتيجية مستقبلية لرسم السياسة العراقية الداخلية والخارجية وهو لايصنعها بل يهيأ كل الأسباب والمسببات للكتل السياسية المتناحرة ويؤخذ برأيه في القضايا الكبيرة والمهمة.

صاحب علاقات محلية وإقليمية ودولية لايمتلكها أي سياسي عراقي مستقل ، وقام بتوظيف جميع هذه العلاقات لصالح العراق.

لاتربطه علاقات ود أو صداقة مع الأمريكان  إطلاقا ويزعل منه الإيرانيين في كثير من تغريداته.

وعليه فإن العراق بأمس الحاجة إلى الشابندر وأمثاله الخيرين في اتخاذ القرارات المصيرية الصائبة والعلمية التي تخلص العراق وتنقذه من المشاريع الخارجية التي تواجه العراق الآن للنيل من خيرات وسيادة العراق..

وللحديث بقية..

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …