بقلم: مازن صاحب
الشرق اليوم- ما علاقة واقعة الطف بمستقبل عراقنا اليوم؟ في أي مقاربة عقلية بين واقعة ألطف بمروياتها التاريخية المتفق عليها وبين واقعنا يمكن ملاحظة الكثير من وقائع تدخل في هذه المقاربة اولها ما يمكن ان يرجع الى الاصل في مقولة (الصلاة وراء علي أتم والقصعة عند معاوية أدسم) كمرتكز لهذه المقاربة والثاني ما يروى عن صلاة المعسكر الاخر وراء الامام الحسين والثالث قول ذلك القسيس عند رؤيته راس أبي عبد الله الحسين (انكم تقولون أبناء نبيكم) والرابعة في خطبة السيدة زينب في مجلس يزيد.. والخامسة والأهم في هذه المقاربة أبيات شعر الفرزدق جوابا على ابن مروان عندما استنكر معرفة الامام السجاد ورد السجاد عليه ثم عطايا ابن مروان لإسكات لسان الفرزدق.
هذا منهج رسم الأصول وتطبيقاتها.. اعتدت في محاضراتي عن الحكم الرشيد والنزاهة المجتمعية طرحه لمقارنته بواقع اليوم ومحاولة فهم افضل لعراق الغد.
السؤال كيف يمكن نقل هذا المنهج كسياسات عامة للدولة؟
يعارض الكثير تكرار مقولة ( مفاسد المحاصصة ) فيما تعبر بشكل كامل عن مقولة ( الصلاة وراء علي اتم والقصعة عند معاوية ادسم ) فجميع الأحزاب المشاركة في سلطان الحكم اليوم من زاخو حتى الفاو ومن مندلي حتى القائم انما تتحدث عن العدالة المجتمعية في عقد دستور نافذ وتروج ذلك في خطابها السياسي الا ان لكل منها أجندة اقليمية او دولية تدار بشكل مباشر او غير مباشر ضمن مفردات برنامج المشروع الإسرائيلي فتنتهي الى ان القصعة عند أصحاب هذه الاجندات الاقليمية والدولية ادسم ..من دون اي اعادة تقييم او تقويم لمعنى ان الصلاة وراء علي اتم !!
المقاربة الثانية ان هذه المشاركة في المشروع الإسرائيلي بوعي او كردود افعال تقارب مقولة ذلك القسيس (انكم تقولون اولاد نبيكم) واقع حال عراق اليوم يقتل مرات ومرات بمسميات مختلفة منها ما يجعل البعض يفاخر بشهدائه في حين يشارك بقتل الهوية الوطنية العراقية.
المقاربة الرابعة في خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد للمقارنة بين سلطان الحكم وصوت الشعب.. فشعار (نريد وطن) أصل القضية.. عراق واحد وطن الجميع.
اما المقاربة الخامسة فتتمثل في ابيات شعر الفرزدق بحق الامام السجاد سلام الله عليه ..تقارب وعاظ مفاسد المحاصصة اليوم حين ينكرون على الشعب حق الحياة خارج اجندات احزابهم المتصارعة على سلطان الحكم فتنكر على الشعب مطالبته ان تكون ( الصلاة وراء علي اتم) فيما تحاول هذه الاصوات ان تضلل الوعي الجمعي بذلك من دون الإجابة على سؤال محوري هل لهم تطبيق شفافية الإمام علي عليه السلام عندما اخبر القوم انه اتى الكوفة براحلته (الجمل الذي حمله) فهل قام اي حزب متصدي لسلطان الحكم بالكشف عن ذمته ما قبل 2003 وما هي اليوم؟
هكذا افهم منهج الحسين شهيد العبرات في تطبيقات النزاهة المجتمعية والحكم الرشيد.. ولله في خلقه شؤون!