بقلم: إياد الإمارة
الشرق اليوم- لستُ مطلعاً بالكامل على تظاهرات الناصرية المطلبية الشرعية، كما أنني لست مطلعاً على ما يحدث في هذه المحافظة الساخنة من فوضى غير مقبولة، وإن كانت مطالب المتظاهرين غير المرتبطين بأجندة معينة تكاد تكون واحدة في كل محافظاتنا الجنوبية إلا إن الفوضى فيها مختلفة من محافظة إلى اخرى في هذه المرحلة تحديداً.
انا لا أتحدث هنا عن التظاهرات ومطالب الناس وإنما حديثي عن الفوضى وبالتحديد فوضى البصرة التي لا تعني التظاهرات ولا علاقة لها بمطالب المتظاهرين السلميين الذين خرجوا من أجل تحقيق مطالب شرعية واضحة تماماً.
الفوضى التي قلت عنها انها في الجنوب “مختلفة” من محافظة إلى أخرى، على إعتبار أن فوضى البصرة تهدف إلى شيء واحد لا غير هو «سرقة» منصب المحافظ لصالح كتل معينة لم تجد في السيد أسعد العيداني ضالتها -يؤمن لها مصالحها “سرقاتها”- فتسعى جاهدة بطرق مختلفة للإطاحة به وإبداله بغيره يستجيب لها ويحقق مطامعها بميزانية المحافظة الكبيرة وما فيها من مصادر دخل أخرى في الموانئ والنفط “وشغلات ثانية” يعلمها الراسخون في التآمر ومعرفة الزواغير، ومن هذه الطرق إثارة الفوضى التي تريد لها أن تكون فوضى خلاقة “وما يصح بيدها”.
هذه الكتل تحاول إعاقة عمل المحافظ وبالتالي تعطيل مشاريع المحافظة، ولا تريد أن يستتب الأمن في المحافظة فتهدد وقد تقتل وتشيع الرعب بين البصريين، وتحاول من خلال إعلامها المسموم وأُجرائها “المرتزقة” المكشوفين لأهل البصرة خلط الأوراق وإثارة البصريين في ما بينهم، وهي لاتنفك تعمل جاهدة مع أطراف من داخل المدينة ومن خارجها تهدد بعضاً، وتمنى بعضأ آخر، وتحتال على البقية، كل ذلك بهدف واحد هو الإستحواذ على المدينة وتحويلها إلى مصدر من مصادر التمويل والحصول على الثروة “غير الشرعية” لصالحها.
البصريون شخصوا ذلك بدقة وبالأسماء وزاد حنقهم على هذه الكتل الطامعة بغير وجه حق بمدينتهم على حسابهم، وأصبحت هذه الكتل لا تملك رصيداً في داخل المحافظة إلا من الشذاذ والمرتزقة، وفي أغلب الأحيان تدفع بأشخاص مارقين من خارج البصرة لتُكثر بهم سواد وجودها -ووجوهها- دون جدوى فكل ما قامت به هذه الكتل كان مصيره الفشل وسيكون مصير كل أفعالها وممارساتها غير السوية القادمة الفشل أيضاً بإذن الله تبارك وتعالى.
البصريون في مدينتهم كما كل الناس في بقية مدننا العراقية يبحثون عن فرصة للحياة ولا يقبلون بمَن يُريد لهم الموت مهما كان الثمن، هذا هو القرار البصري الذي يرفعه المتظاهرون وغيرهم داخل أسوار المدينة وهم حريصون جداً وساعون هذه المرة أكثر من ذي قبل لأن يكون قرارهم بصرياً نابعاً من معاناتهم وآمالهم وتطلعاتهم فقط وفقط.