الشرق اليوم- احتضنت العاصمة الأردنية عمان الثلاثاء قمة ثلاثية جمعت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وسط تباين في مواقف المحللين حيال الرهانات التي يمكن أن تحملها معها لاسيما على الصعيد السياسي.
وأجرى العاهل الأردني لقاءين منفصلين مع الكاظمي والسيسي قبل عقد القمة الثلاثية التي تأتي على إثر زيارة أداها رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتحدة حيث التقى الرئيس دونالد ترامب وعددا من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونغرس.
وحاول البعض أن يربط بين زيارة الكاظمي لواشنطن والقمة التي عقدت خصوصا بعد تصريحات رئيس الوزراء العراقي عن مشروع إقليمي جديد أطلق عليه “بلاد الشام الجديدة” يجمع مصر والعراق والأردن.
ولم يأت البيان الختامي للقمة على هذا المشروع بالاسم وركز بيان القادة الثلاثة على الجانب الاقتصادي، وتمتين التنسيق في القضايا التي تلقى اهتماما مشتركا.
وشدد البيان على “أهمية تعزيز التعاون واعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية منها كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة، والاستفادة من الإمكانات الوطنية والسعي لتكامل الموارد بين البلدان الثلاثة الشقيقة خاصة في ظل التبعات العالمية لجائحة فايروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي”.
القمة لم تخرج عن إطار سابقتها، وما تم إشاعته قبيل انعقادها على أنها ستشكل نقلة نوعية ينطوي على مبالغة
سياسيا تطرق إلى “مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس”.
وأكد القادة على “أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة، وخصوصا الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة، وبما يحفظ وحدة هذه الدول واستقلالها ومقدرات شعوبها، ويحفظ الأمن القومي العربي، ويحول دون التدخلات الخارجية التي تستهدف زعزعة الأمن القومي العربي”.
وبشأن قضية سد النهضة، أوضح القادة وفق البيان “أن الأمن المائي لجمهورية مصر العربية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي”.
ويقول مراقبون إن البيان الختامي نسخة مشابهة لما جاء في القمة الثلاثية السابقة، وإن هذه القمة لم تخرج عن إطار سابقتها، وما تم إشاعته قبيل انعقادها على أنها ستشكل نقلة نوعية وتؤسس لمشروع إقليمي جديد “بلاد الشام الجديدة” بمباركة أميركية ينطوي على الكثير من المبالغة.
ويشير المراقبون إلى أن عوامل عديدة تحول دون تحقيق هذا المشروع، لاسيما في الحالة الراهنة للدول الثلاث حيث إن العراق لا يزال تحت السطوة الإيرانية رغم محاولات الكاظمي تفكيكها، والأردن يواجه تحديات كبيرة مع تراجع دوره في المنطقة والأزمة الاقتصادية التي تعصف به منذ سنوات والتي عمقها تفشي فايروس كورونا، وأما الوضع في مصر فلا يقل سوءا لجهة المشاكل الكثيرة التي تواجهها في الداخل وفي الخارج لاسيما المشكلتين الليبية والإثيوبية.
وتشير دوائر سياسية إلى أن الحديث عن ارتباط القمة بزيارة الكاظمي ووجود أجندة أميركية يجري التحضير لها ليس دقيقا، إذا ما أخذ بالاعتبار أن هذه القمة كان عقدها مقررا منذ فترة.
وتعد القمة الثالثة بين عمان والقاهرة وبغداد، إذ عقدت الأولى بمصر في مارس 2019، والثانية في الولايات المتحدة في سبتمبر من العام ذاته.
المصدر: العرب اللندنية