الرئيسية / الرئيسية / الحوار الوطني المسؤول..كيف ولماذا؟؟

الحوار الوطني المسؤول..كيف ولماذا؟؟

بقلم: مازن صاحب 

الشرق اليوم- منذ أعوام .أكرر الدعوة لحوار وطني مسؤول يدار من قبل مجلس حكماء من خارج صندوق العملية السياسية برمتها لإنقاذ العراق من نتاج فوضى غير خلاقة.. لم تسمع كلماتي من بهم صمم.. وكما هو الحال دائما.. مع اشتداد وطيس ساحات التظاهرات.. تتصاعد حمى التصريحات بأهمية مثل هذا الحوار المسؤول المنتظر للإصلاح الشامل المنشود .

السؤال: لماذا فشل الحوار الوطني.. وكانت له وزارة ثم مكتبا أعتقد أنه ما زال موجودا ضمن تشكيلات الأمانة العامة لمجلس الوزراء ؟؟ 

الجواب عندي ببساطة.. رغبة الانتقام التي جاءت بها أحزاب المعارضة العراقية للتعامل مع إنتاج شريحة اجتماعية طفيلية تعتاش على فتات موائدهم من أموال السحت الحرام لمفاسد المحاصصة.. وهذا الأمر ينطبق على الأغلبية السياسية المتصدية للسلطة.. لذلك لم تنتج لا الوزارة ولا المكتب الرئاسي في مجلس الوزراء أي سياسات عامة حاكمة لإجراءات الدولة في هذه المصالحة المجتمعية الملتزمة بالهوية الوطنية.

السؤال الثاني.. لماذا تكرر الدعوة لمثل هذا الحوار مع ابيضاض نيران الغضب الشعبي من مفاسد المحاصصة؟؟ 

أيضا الإجابة واضحة ومباشرة لديمومة إنتاج ذات المفاسد بعناوين براقة للإصلاح الشامل.. وربما هذه المرة بنموذج الإزاحة الجيلية حيث يقدم كل حزب أولاد قياداته كبدلاء للأباء في التصدي للانتخابات البرلمانية المقبلة.

السؤال الثالث: هل يوجد بديل؟؟ 

الجواب الكبير.. نعم بتشكيل مجلس للحكماء من خارج صندوق العملية السياسية المتصدية اليوم للسلطة.. من أجل توفير القناعة عند المتظاهرين أن ثمة حلولا أفضل يمكن الإتيان بها.. وأيضا إخضاع السلطات الاتحادية الثلاث إلى نموذج متجدد لإدارة مخاطر الأزمات المتوالدة واحتمالات مواجهة الأسوأ.. ومثل هكذا حلول منهجية تتوافق مع روح الدستور العراقي النافذ.. يحافظ على الهيكَل العام لما هو موجود في الدولة العراقية ويدفع بها نحو الأحسن في بناء دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد تساوي بين المنفعة الشخصية للمواطن الناخب والمنفعة العامة للدولة .

السؤال الرابع: ما البديل المعاكس بالضد من التغيير السلمي للسلطة؟؟ 

الجواب تحكي عنه أحوال البصرة وذي قار.. مواجهات حرة بانفلات أمني فج.. يمكن أن ينتهي إلى إسقاط العملية السياسية برمتها.. ولات حين ساعة مندم !! 

كل هذه التساؤلات.. طرحت للنقاش في مقالات سابقة.. من دون الالتفات إليها بل بالعكس جاءت ردود أفعال غاضبة ومهددة أن القبض على السلطة ربما يوصل عراق اليوم إلى الأسوأ بعنوان (الإمارة ولو على حجارة) ربما تكون هذه الحجارة في مفترق طرق يستطيع توظيف الموقع من أجل فرض النفوذ لهذا الطرف أو ذاك.. أما الشعب فهو الشيء الأخير الذي يمكن لأحزاب مفاسد المحاصصة أن تفكر به.. ولله في خلقه شؤون!!!

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …