الشرق اليوم- تناولت صحف عربية زيارة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، للولايات المتحدة الأمريكية، التي تعد الأولى لواشنطن منذ توليه السلطة في ايار الماضي.
وبحسب تقرير للـ”BBC” فأنه من المتوقع أن يلتقي الكاظمي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وعددا من المسؤولين الأمريكيين لمناقشة وضع القوات الأمريكية في العراق ومساعدات واشنطن العسكرية لبغداد لتطهير البلاد من التنظيمات الإرهابية، لاسيما تنظيم “داعش”.
زيارة “إملاءات” من واشنطن
تقول مينا العريبي، في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: “إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مواجهة التوسع الإيراني في المنطقة، والتهديدات المتعددة للدول العربية، فعليها أن تدعم الدولة العراقية وتقلص النفوذ الإيراني فيها”.
وتضيف: “إذا كان مشروع القرار الأمريكي لتجديد حظر السلاح على إيران قد فشل، فزيارة الكاظمي تتيح لترامب فرصة لدعم العراق وبناء مشروع أهم وأضخم لصد طموحات الحرس الثوري الإيراني وسادته”.
وتقول باهرة الشخلي، تحت عنوان “رحلة الكاظمي إلى ماما أمريكا” في صحيفة العرب اللندنية: “طمأنت حكومة الكاظمي الأمريكيين إلى أنها ستجرد الميليشيات من سلاحها الدموي، لكن الصراع الأمريكي مع إيران يخلط الأوراق، لذا وجدت حكومة الكاظمي نفسها بين السندان الأمريكي والمطرقة الإيرانية”.
وتضيف: “سيطالب الأمريكيون في الجولة الثانية من الحوار بإنهاء رجال النظام القائم في العراق بالكامل، وسيضعون الكاظمي أمام خيار أن يذهب معهم أو أن يكون مع ثوار تشرين ومطالبهم، وإذا ما تعاون الكاظمي مع الأمريكيين فستكون إيران الخاسر الأكبر في هذا اللقاء”.
وتؤكد الكاتبة أن “كل المنتمين إلى الطبقة السياسية، التي جاءت، برفقة عربة الاحتلال، ومنهم مصطفى الكاظمي، ينطلقون جميعا من مصلحتهم الشخصية أولا وتاليا، ولا أثر لمساع يبذلونها من أجل العراق، ولذلك فإن الكاظمي لن يذهب إلى واشنطن لمفاوضات أو حوار، وإنما لسماع إملاءات من الجانب الأمريكي، وهذا ما لم يقله أحد، صراحة”.
“رسائل إيرانية”
كما سلطت بعض الصحف الضوء على زيارة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، لبغداد قبيل زيارة الكاظمي لواشنطن وما إن كان الكاظمي سيحمل أي رسائل من طهران لواشنطن.
وتحت عنوان “قاآني في بغداد قبيل زيارة الكاظمي لواشنطن”، تقول صحيفة الأخبار اللبنانية: “في توقيت دقيق، وقبيل زيارة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، للعاصمة الأمريكية واشنطن، ولقائه الرئيس دونالد ترامب، حلّ قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، ضيفا على العاصمة العراقية بغداد، حيث التقى الكاظمي”.
وتضيف الصحيفة: “رَجّحت مصادر سياسية عديدة أن يكون قاآني قد حَمّل الكاظمي رسائل إيرانية للإدارة الأمريكية، ربما تستبطن تهديدات في حال رفضت واشنطن الالتزام بالقرار البرلماني العراقي القاضي بجدولة انسحاب القوات العسكرية الأجنبية المنتشرة على طول خارطة بلاد الرافدين”.
أما صحيفة العراق الإلكترونية فقد أبرزت رد الكاظمي الحاسم حول ما قيل عن حمله رسالات من طهران إلى واشنطن، حيث قال: “نحن لا نلعب دور ساعي البريد في العراق”.
وتضيف الصحيفة: أن الكاظمي قد أكد “أن بلاده لا تزال بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، وإن إدارته ملتزمة بإدخال إصلاحات في قطاع الأمن مع شن الجماعات المارقة هجمات شبه يومية ضد مقر حكومته”.
“تأسيس علاقة جديدة”
كما اهتمت العديد من الصحف العراقية بالزيارة، حيث يرى موقع “شفق نيوز” أن الكاظمي يتعرض إلى “ضغوطات متزايدة من قوى سياسية بشأن زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.
ويضيف الموقع: “الكاظمي مُطالب بتأسيس عمل استراتيجي في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية على مختلف الأصعدة، فيجب تأسيس علاقة جديدة مع واشنطن، دون التدخل في الشأن الداخلي العراق”.
كما يقول عبد الحميد الصائح في صحيفة “الزمان” العراقية إن “بعض الكتل السياسية العراقية تعول على أن تلبي الزيارة رغبتها في فرض مطالبها على إدارة الرئيس ترامب ونقل وجهات نظرها خلال لقاء الرجلين، وقد أوصت الكاظمي بأن يكون إخراج القوات الأمريكية من العراق الطلب الأول الذي يجب أن يتصدر المباحثات”.
ويؤكد الصائح أن الكاظمي “يعرف جيدا أن الزيارة العراقية للولايات المتحدة الأمريكية هي زيارة استماع أكثر منها زيارة مطالب، لأن المطالب بحاجة إلى قوة أو مقابل، والعراق اليوم لا يملك ذلك”.
ويقول سامان سوراني في مقال تحت عنوان “تساؤلات مشروعة بشأن زيارة الكاظمي إلى واشنطن” نشرته الصحيفة ذاتها “ترامب هو رجل أعمال بامتياز وليس رجل سياسة، وهو يرغب في كل محاولاته الوصول لصفقات سياسية ذات طابع اقتصادي بشكل سريع. من وجهة نظرنا هذا ما سوف يحدث في لقائه المزمع مع رئيس الوزراء العراقيّ في واشنطن”.
ويتساءل الكاتب “هل باستطاعة هذه الحكومة إقامة حوار بناء مع أمريكا لتوطيد العلاقات بين الطرفين على أساس التبادل المثمر والبنّاء، قبل انحسار الدور الإيراني القوي في العراق، الذي يرفض جهارا دعوة بعض القيادات في العراق إلى “الحيادية” ويؤكد دوما عزمه على تثبيت قواعد الاشتباك مع الولايات المتحدة عبر العراق؟ هل من الممكن إصلاح الفكر الديني قبل هزيمة المشروع الإسلامي السياسي؟”.