الشرق اليوم- نفذت تركيا طيلة الأشهر السبعة الماضية وحتى الآن أكثر من 280 اعتداء بواسطة طائرات ومدافع وأسلحة ثقيلة، طالت قرى عراقية حدودية، ومناطق في عمق الأراضي العراقية، تحت ذريعة ملاحقة عناصر “حزب العمال الكردستاني” أو ما يطلق عليهم الـ”PKK”.
كشف الأمين العام لوزارة البيشمركة التابعة لإقليم كردستان، الفريق جبار ياور، في تصريح خاص لمراسلة “سبوتنيك” في العراق، اليوم الاثنين، أن “حصيلة عدد مرات القصف التركي للمناطق الحدودية العراقية والتابعة للإقليم، بلغت 170 قصفا بواسطة الطائرات”.
وأضاف ياور، أن “الحصيلة تشمل عدد مرات القصف منذ الأول من يناير/ كانون الثاني العام الجاري، وحتى 31 تموز/ يوليو الماضي، منوها إلى أن عدد مرات القصف التركي بالمدفعية ارتفع إلى 117 مرة”.
ولفت إلى أن “عدد مرات القصف الذي نفذته القوات التركية بواسطة الأسلحة الرشاشة الثقيلة للفترة المذكورة ضمن الحصيلة، بلغت 5 مرات”.
وذكر الأمين العام لوزارة البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، “من جهتها نفذت إيران 5 ضربات واحدة بالطائرات، وأربعة بالأسلحة الرشاشة، استهدفت المناطق الحدودية العراقية، بالتزامن مع القصف التركي المستمر”.
وأسفر قصف نفذته تركيا بواسطة طائرة مسيرة في منطقة “سيد كان” شمالي البلاد، الثلاثاء الماضي، 11 أغسطس الجاري، عن مقتل آمر اللواء الثاني حرس حدود العراقي، المنطقة الأولى، وآمر الفوج الثالث/ اللواء الثاني، وسائق السيارة العسكرية.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية سفير جمهورية تركيا في بغداد، فاتح يلدز، الأربعاء 14 أغسطس الجاري، على خلفية ما وصفته بـ”الخروقات والانتهاكات المستمرة للجيش التركي، ومنها: القصف الأخير بطائرة مسيرة والذي طال منطقة سيدكان بمحافظة أربيل في كردستان”.
وحمّلت المذكرة، التي سلمها وكيل الوزارة السفير عبد الكريم هاشم إلى السفير التركي، حكومة الأخير مسؤولية هذا الاعتداء الآثم، كما طالبت الجانب التركي بتوضيح ملابساته ومحاسبة مرتكبيه المعتدين.
وشددت الوزارة في المذكرة على “ضرورة أن تباشر الحكومة التركية بإيقاف القصف، وسحب قواتها من الأراضي العراقية كافة، التي استهدفت ولأول مرة قادة عسكريين عراقيين كانوا في مهمة لضبط الأمن في الشريط الحدودي بين البلدين”.
وعدت الوزارة في بيان أن “ما قامت به تركيا عمل عدائي، وانتهاك لسيادة وحرمة البلاد”.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بالعراق الثلاثاء، 11 أغسطس: “ندين الاعتداء السافر الذي قامت به تركيا من خلال طائرة استهدفت منطقة سيد كان في إقليم كردستان”.
وتابع البيان: “إن الخروقات العسكرية التركية المتكررة للأراضي العراقية تعد انتهاكا خطيرا لسيادة العراق ومخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية وعلاقات حسن الجوار”.
وأردف: “نحن إذ نشجب هذه الأعمال العدوانية التي أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين الأبرياء إضافة إلى ضباط من حرس الحدود الأبطال، فإننا ندعو إلى الإيقاف الفوري لهذه الاعتداءات، والجلوس إلى طاولة الحوار والتفاهم لحل المشاكل الحدودية بين البلدين الجارين بالطرق والوسائل السلمية وبما يحفظ أمن واستقرار المنطقة”.
وينفذ الجيش التركي منذ سنوات عمليات عسكرية ضد المسلحين الأكراد الذين يعتبرهم إرهابيين، وذلك ردا على هجمات نفذها أو خطط لها عناصر “حزب العمال الكردستاني”.
وبنت تركيا 37 قاعدة عسكرية شمالي العراق منذ انطلاق عملية “مخلب النسر” وحتى الآن، واعترضت بغداد على العملية العسكرية التركية شمالي العراق واستدعت سفير تركيا وطالبته بسحب بلاده لقواتها من الأراضي العراقية.
وتنفذ القوات التركية، في السنوات الماضية، عمليات مكثفة ضد المسلحين الأكراد، الذين تعتبرهم إرهابيين، في كل من العراق وسوريا، قائلة إن ذلك يأتي ردا على هجمات شنها أو خطط لها عناصر “حزب العمال الكردستاني”، الذي تحاربه تركيا منذ نحو أربعة عقود داخل البلاد وخارجها.
المصدر: سبوتنيك