بقلم: مازن صاحب
الشرق اليوم- معضلة الكثير من يدعون أنهم محللون استراتيجيون التعبير عن الأجندات الحزبية التي تدفع بهم التقافز مثل القرود في القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وكروبات المحادثة بصخب الحديث عن أنمذجة متصاعدة لتصدير ما في جعبة تلك الأجندات الحزبية باعتبارها تمثل مواقف وافعال وردود الأفعال للرأي العام الجمعي العراقي… واحدة من الحالات أعتبرت أن القوات الأمريكية احتلت العراق 2003 من دون دعوة اتفق عليها في مؤتمر لندن لأحزاب المعارضة العراقية حينها ..أو أن مجلس الحكم ومن تعاون مع قوات الإحتلال الأمريكي ليسوا اليوم ذاتهم من الاحزاب المتصدية للسلطة بمفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والأجندات الإقليمية والدولية لهذه الأحزاب من الفاو حتى زاخو ومن مندلي حتى القائم !!
السؤال لماذا كل هذا التبرير ما بين الانغماس كليا في امتيازات مفاسد المحاصصة التي جاءت بها قوات الاحتلال الأمريكي وبين نبرة وقاحة التضليل للرأي العام أن ذات من انغمسوا في امتيازات هذه المفاسد يعملون على إخراج القوات الأمريكية من العراق !!؟؟؟
الإجابة عندي مجرد استمرار لاستثمار عواطف الجمهور المتلقي الرافض لاحتلال وطنه ليقفز هؤلاء وأمثالهم مرة أخرى إلى مقاعد مجلس النواب العراقي في انتخابات تبدو مبكرة بحدود عام أو أقل عن موعد الاستحاق الانتخابي في نيسان 2022… ولم يعد أمامهم غير التهديد بهذا الملف الذي ينطبق عليه القول ( كلمة حق اريد بها باطل ) …
لذلك أكرر القول الفصيح لمن يدعون إلى خروج القوات الأمريكية المحتلة لوطني عراق الغد الأفضل… أن محاربة الاحتلال الأمريكي تبدأ أولا كما كانت توصيات الأمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام ونحن في ذكرى بيعة الغدير … تبدأ بمحاربة النفس الامارة بالسوء ..ليس من المعقول أن يدعو هذا أو ذاك لمحاربة الاحتلال الأمريكي وموكبة غير الرسمي من عشرات سيارات الدفع الرباعي .. ومواقعه الحزبية وقنواته الفضائية تمول من اللجان الاقتصادية في مفاسد المحاصصة !!!
من يريد محاربة الاحتلال الأمريكي عليهم أن يعيشون مثل أبا تراب قائدا وحاكما ويعتمدون توصياته لعماله … هذا الفارق الواضح والصريح والمباشر بين من يريد مقاتلة إسرائيل ومشروعها الأمريكي في محو العراق بالأفعال والأقوال أما أن تكون طريقتهم الإعلامية مثل ذلك القول (الصلاة وراء علي اتم والقصعة عند معاوية أدسم) ..
مطلوب أن يفهم الرأي العام العراقي الجمعي أن ثمة هوية للمواطنة العراقية مطلوب الدفاع الاستراتيجي عنها في مواجهة تحديات الأسوأ في المشروع الأمريكي الإسرائيلي لمحو هذه الهوية والاكتفاء باجندات حزبية متضاربة متعارضة ومتشابكة ليس من مظلوم فيها غير العراق ومستقبل أجيالنا المقبلة… مطلوب أن يفهم من يتقافز في الفضائيات ويتجول في مواقع التواصل الاجتماعي لنفث سموم أجنداته الحزبية التضليلية عليه أن يفهم أنه مجرد قطعة شطرنج في رقعة المشروع الإسرائيلي الأمريكي لمحو شخصية المواطنة العراقية والمساهمة باستبدالها وفق هذا المشروع الأمريكي الإسرائيلي بهويات المكونات المتصارعة… هذا ما اتفقت عليه أحزاب المعارضة العراقية في مؤتمر لندن برعاية زلماي خليل زادة، وركز في قانون الدولة الانتقالي خلال مجلس الحكم بادارة بول برايمر… ثم كتب في الدستور. وابسط مثال عليه علاقة الإقليم الكردي مع الحكومة الاتحادية… وما يجري الحديث عنه حول الإقليم السني !!!
وحين أطالب وأدعو لاخراج الاحتلال الأمريكي ومواجهة تحديات المشروع الإسرائيلي في مساعي متصاعدة لمحو العراق …فإن الأداة الرئيسية لكل ذلك تتمثل في انتخابات حرة ونزيهة تلغي مفاسد المحاصصة… لأن فاقد الشئ لا يعطيه وفقط برلمان يمثل إرادة العراقيين وحده القادر على إخراج قوات الاحتلال الأمريكي ومواجهة تحديات المشروع الإسرائيلي… عندها لن يبرز من يقول هذا قرار للنواب الشيعة فقط !!!..
لأن أصل مفهوم التمثيل البرلماني إنما يمثل هوية المواطنة العراقية لاغير…ولله في خلقه شؤون!!!