الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- منذ أن انطلقت تظاهرات تشرين والشعب يطالب بتغيير المنظومة السياسية وفق اجراء انتخابات نزيهة عادلة ومبكرة ترتقي الى مستوى تطلعات الشعب تحكمها ضوابط قانونية عادلة وفق إطر وطنية نزيهة ومشروعة …
فالانتخابات المبكرة النزيهة هي مطلب جماهيري لاستعادة هيبة ومقومات الدولة العراقية المستقلة ذات السيادة ولتحقيق الحياة الكريمة الأمنة للشعب العراقي….
نعم الانتخابات المبكرة ضرورية ولكن بوجود إقرار حكومي يدعو بانبثاق لجنة حقيقية لقراءة الواقع العراقي بشمولية وتقوم بصياغة دقيقة لقوانين الانتخابات ضمن واحة قضاء نزيهة تتمثل بقضاة عراقيين من الشعب العراقي من خارج فلك الأحزاب ودون ارتباطهم بأي حزب وليس لديهم مصالح سوى مصلحة العراق وتحقيق العدالة وإعلاء صوت الحق ضد الباطل…
والسيد الكاظمي منذ تسنمه مقاليد رئاسة الحكومة العراقية ورغم تخبطه باتخاذ القرارات على الصعيد الوطني والاقتصادي والشعبي وبدون دراسة مستفيضة مسبقة مما يساهم في إثارة مشاكل تضاف الى ما يغرق به الشعب من أزمات وبخطوات سريعة يتنقل الى قرارات جديدة تاركا ورائه مشكلات دون أي حلول جذرية واقعية مُرضية للشعب …
ولكن موافقته باتخاذ قراره على اجراء انتخابات مبكرة تعد خطوة مهمة تضعه أمام مسؤولية كبرى ترتبط بمصير العراق وبالمستوى النوعي لمخرجات هذه الانتخابات التي يجب أن تلبي مطالب الشارع العراقي …
ولكي تنسجم هذه الانتخابات المبكرة مع متطلبات الشعب فعلى حكومة السيد الكاظمي أن تتبنى هذا المشروع وتقر قانون فوري قبل حل البرلمان تضمنه آليات كشف الذمة المالية لكل حزب من الأحزاب ومصادر أموالها وتمويلها وجهات التمويل …
وبهذا ستتاح الفرصة لمن يرغب بالمشاركة بالانتخابات وليس لديهم سيولة مادية أن يبدأ بتوفير ما يلزمه من تمويل للانتخابات وبالطرق المشروعة كأن يكون بالاقتراض أو جمع التبرعات بالاشتراك بالحزب أو مصادر مشروعة أخرى …
فمن استقراء الواقع نرى أن مافيات الأحزاب متهيئة بقوة وحادة أسلحتها وليست أسنانها على اقتناص هذه الانتخابات لصالحها …
هنا يتبادر سؤال أين سيكون موقع
النخب المثقفة النزيهة المحصنة قيمياً ووطنياً والتي ترغب في المشاركة في الانتخابات وتمتلك قاعدة جماهيرية ولكنها لا تملك سوى مرتباتها وليس لديها اموال كافية تيسر لها هذه المشاركة بهذه الانتخابات…
إذ أن التمويل المالي ضروري لمشاركتها وخوض الانتخابات وضمان النتائج المرجوة منها خاصة وأن هذه النخب تضع نصب أعينها مطالب الشعب وتوفير الحياة الكريمة له …
إذاً لا بد من تهيئة الأجواء الصحية المناسبة لاجراء الانتخابات المبكرة وتوفير مستلزمات إجراءها المادية واللوجستية وتحقيق عنصر النزاهة لكي تأتي نتائجها بما يلبي طموح الشعب والشارع العراقي ….
