الشرق اليوم- مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في صفوفه إلى نحو 22 ألف إصابة، برز الجيش الأميركي كمصدر محتمل لانتقال العدوى محليا وخارجيا، وذلك بحسب مسؤولين في الصحة العامة العسكرية والمحلية.
وتضاعف معدل الإصابة بين الجنود 3 مرات على مدى الأسابيع الستة الماضية، وتتزايد الحالات بشكل أكبر في القواعد العسكرية في أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وجورجيا وتكساس، وهي ولايات شهدت جميعها ارتفاعا في حالات العدوى المؤكدة.
أما خارجيا، فقد أبلغت قوات مشاة البحرية الأميركية عما يقرب من 100 حالة في قاعدة في أوكيناوا في اليابان، مما أثار غضب المسؤولين المحليين، كما سجلت 98 إصابة بين الجنود الأميركيين المنتشرين في كوريا الجنوبية.
وفي مناطق الحرب في العراق وأفغانستان وسوريا، فقد انتشرت الإصابات بشكل ملحوظ، لكن –وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز– لم يتم الإبلاغ عنها، وواجهت القوات الأميركية حالات التفشي داخل صفوفها.
بؤر انتشار
ويخشى مسؤولو الصحة أن تشكل قواعد الجيش بؤرا لانتشار المرض، ففي مقاطعة تشاتاهوتشي بولاية جورجيا جنوب شرقي الولايات المتحدة، وهي منطقة قليلة السكان ذات معدلات إصابة عالية، قام مسؤولون محليون بتتبع حالات تفشي المرض فوجدوا أنها ذات صلة بقاعدة فورت بينينغ، كما شهد المسؤولون في كاليفورنيا وكارولينا الشمالية صلات بين المنشآت العسكرية والمجتمعات المحلية.
وتثير الزيادة في حالات الإصابة بالفيروس -خصوصا في الخارج- تساؤلات حول احتياطات السلامة العسكرية، حيث تصارع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من أجل احتواء الوباء ومعالجة المشاكل اللوجستية التي خلقها، مثل تخفيف الوحدات التي ظلت عالقة في الخارج لفترة أطول من المتوقع.
ويقول جيسون ديمبسي -وهو زميل بارز في مركز الأمن الأميركي الجديد- “إنه تحد مذهل، فمع عدم قدرتنا على السيطرة على الفيروس على الصعيد الوطني، أعتقد أننا سنرى دولا قد لا ترحب بنشر القوات الأميركية لأي شيء سوى المهمات الأساسية”.
بيئة لتفشي المرض
وتعكس زيادة عدد الإصابات في الوحدات العسكرية الوضع في بقية الولايات المتحدة، فحتى يوم الاثنين الماضي كان عدد الإصابات يقترب من 22 ألفا، مقارنة مع 7408 في 10 يونيو/حزيران الماضي، وفقا للبنتاغون.
كما توفي 3 من أعضاء الخدمة منذ مارس/آذار الماضي، بما في ذلك بحار على حاملة الطائرات ثيودور روزفلت، وتم نقل أكثر من 440 من أفراد الخدمة إلى المستشفى.
وتقول الباحثة في السياسة الصحية، ليندسي لينينغر: إن القواعد العسكرية تمثل مزيجا ديمغرافيا من الشباب وكبار السن في بيئة مؤسسية كثيفة، “مما يجعل الفيروس قابلا للانتشار بشكل سريع، كالنار في الهشيم”.
وتتابع أنه “لسوء الحظ”، فإن كلا من الكثافة والتركيبة السكانية تضع القواعد العسكرية في خطر تفشّ عالٍ، وبما أن العديد من الموظفين في القواعد ينتمون إلى المجتمعات المضيفة، فإن تفشي المرض بينهم يجعل من السهولة بمكان تفشيه في المجتمع.
تصدير الفيروس
وفي مؤتمر عبر الهاتف عقده مؤخرا مع الصحفيين، لاحظ وزير الجيش، رايان مكارثي، حدوث زيادات حادة في الحالات في فورت بينينغ وفي فورت ليونارد وود في ولاية ميزوري، وكلاهما من مدارس تدريب المشاة الكبيرة، وأقر بأن الجيش قد يضطر لإعادة فتح مواقع التدريب الأساسية مبكرا جدا ومن دون حماية كافية.
وأضاف: أن الجيش كان يدرس ما إذا كان سيغير بروتوكولات الاختبار الخاصة به في الوباء، أو تمديد فترة العزل لمدة 14 يوما، أو زيادة وتيرة اختبار الفيروس قبل إرسال الجنود للخارج.
وباعتبارها الدولة الوحيدة التي تنشر القوة العسكرية في عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم، فإن الولايات المتحدة قد تكون مصدرا محتملا لتصدير الفيروس، بالإضافة إلى إمكانيات تسهيل الانتشار المحلي في مناطق غارقة بالفعل بأعداد كبيرة من الإصابات الجديدة.