الرئيسية / الرئيسية / الكاظمي وحدود السلطة

الكاظمي وحدود السلطة

بقلم: د. صباح ناهي

الشرق اليوم- لم يكن للسيد الكاظمي سجلاً سياسيا بارزاً بين العشرة الكبار الذين تصدوا لمرحلة ما بعد الاحتلال 2003، إذا ما اخترنا عشرة أسماء بارزة ظهروا في حقبة بريمر المليئة بالتناقضات وأفلام هوليود وبوليود معاً، فقد ظل السيد مصطفى الكاظمي ينحت بالصخر بعيدا ً عن تلك الزفة السياسية التي تلخص بمفردتين الاستحواذ والانتقام من خصومهم، الذين أنتجوا قوالب لإبعاد المنافسين وهي قد اتضحت فيما بعد،،

وأعود للسيد الكاظمي فأنا لا ازعم باني اعرفه كثيرا، إلا من لقاء عابر خارج العراق، لكني لمست في الرجل دماثة خلق وطيب واضحين، وفروسية عراقية بادية عليه، بتوقد ذكاء واصرار على أن القادم أجمل، كما يوحي لمجالسه.

لا اعرف من أين يأتي بهذه الثقة التي لمستها، ودون أن يعلم بأني صديق لشقيقه الكبير مالك دون أان اخبره، مالك الذي اجده حكيما رصيناً من اسرة تشدني اليها ذكريات خبيئة لا يعرفها السيد مصطفى الذي يصغرني بسنوات، لكني وجدت فيه انساناً طموحاً  ودمث الاخلاق كما قلت، تابعته سنوات لأعرف سر ذلك الشاب ذا السحنة السمراء التي تذكرني بأهلي في الشطرة أكبر أقضية العراق، التي تجمع عشائر العراق وأسرها كلها من دون تميز ، لكني عرفت انه ولد خارجها ونكهة أهله وسمعتهم الطيبة تلاحقه،  وهو في عالمه البغدادي الذي ينتمي اليه ، حتى رحيله معارضاً، فمصطفى الطموح الحالم بوطن أجمل الذي بدأ حياته متدرجا صبورا ً عميق التصورات عن شعب يعاني اختار طريقاً محفوفا ً بالمخاطر و هو طريق المعارضة، ولم يك قياديا ً فيها لكنه مؤثر يسعى ليختط له طريقا ًبين جيل من الحالمين الكبار ممن سبقوه، بمواقع وقيادات بمخازن هائلة من النوايا المشروعة وغير المشروعة وبصراع طاغي بين الخاص والعام،

لكنه التزم درب مغايرا ًمن خلال كم المعلومات بل والانكفاء على المراجعة لقراءة تاريخ وطنه من وجهة نظر السلطة التي يناكفها ويعارضها حتى علم سر ها ورموزها ومسوغاتها وتدرج فيها بنجاح وبصمت وحكمة، ليكون وريث جهاز معني بالمعلومات ولكن بتاريخه الهادئ المختلف عن اسلافه ممن قادوا الجهاز الذي يحظى بتقدير ومباركة العراقيين لأنه أحسن قيادته، في ألا يكون جهاز للقمع بل لمعاونة الدولة التي خذلها الكثيرون.

نجاح مصطفى الكاظمي في تحالفاته مع الاقوياء في الداخل والخارج بخطوط رسمية، اذ كانت الدولة هاجسه حتى شعر المتظاهرون على سبيل المثال بانه يحمي ظهورهم او يحاول ذلك ، لقد افاده كثيرا ً لقاءه بنظراء له في المهنة الذين قربوا اليه صورة العالم حين تملك المعلومات والارادة معا ً ،

اليوم هو مصطفى اخر يفتش عن المهنيين الذين يمكن ان يعينوه في مهمته، نجح الى حد ما بنسبة ‎%‎60 تقريبا ، ويحاول ان يحيّد خصومه ويمسك شعرة معاوية معهم ( ان شدوا ارخيت وان ارخوا شددت )،

هل نجح حتى الان؟.. نعم سينجح لثلاث أسباب:

  • إدراك عمق الشارع ومحركاته.
  • معرفة حاجات الناس المتقاطعة مع رغبات ونوازع النافذين المتمسكين في السلطة لحلبها، وشعوره بأنه مقبول من الناس، ومؤيد منهم فيما يقوم به ويتحرك ازاءه، وهذا مهم بعكس سلفه.
  •  كذلك اعتماده على قيادات شابه تجدد دم السلطة وتمحي ترهلها.

السؤال الأهم ؛

  • ما الذي يجب ان يسلكه الان في هذه المرحلة الصعبة؟

هذا ما سنكتبه لاحقاً.. تمنياتنا له بالنجاح والمؤازرة الشعبية.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …