بقلم : نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- في تراث كل أمة توجد شخصيات تاريخية يضرب بها المثل في صفة من الصفات.. ففي تراثنا العربي لا يزال يضرب المثل بشخصيات تميزت بالكرم والذكاء والحلم والشجاعة، وهذه الشخصيات لها في الغالب أصل حقيقي ولكن الزمن يضيف إليها الكثير من الصفات التي تثري وجودها ودورها الاجتماعي والانساني والوطني .
وفي عصرنا الحديث ونتيجة تفشي النزعة العدوانية وتغييب الحق وتنامي وانتهاك حقوق الانسان وتفاقم الافكار المشجعة على نصرة الباطل واصطفاف اهل الباطل لاجهاض الحق وقمع واسكات صوته.
فقد نجد في المقابل نخبة من أصحاب العقول الواعية والنفوس الخيرة التي سعت باستمرار لحمل راية الحق واختراق اجواء الباطل والإجهار بصوت الحق دون هوادة . وهؤلاء هم فرسان الحق الذين يجاهدون في إدراك الحقيقة أينما وجدت ومهما أحاطتها من مواقف شائكة ويختارون الحكم الصائب على معطيات الواقع ولديهم القدرة على تمييز الحق عن الباطل في كل المجالات والاتجاهات وهم على يقين من قدرتهم في فرز من يعملون على افتراس الشعوب وإثارة الرعب والرهبة والخوف وغرس انياب الباطل خاصة في الدول التي لايمتلك شعبها حصانة لنبذ الباطل والتصدي له .
كما انهم يتيقنون ذهنياً وعينياً من رصد الحقيقة وفق قوانين ومبادئ راسخة وثوابت فكرية عميقة ملئت نفوسهم وعطرت أرواحهم وأيقضت عقولهم …
وفي العراق وبعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 ونشر سمومه في كل ماهو حي في العراق من خلال أفاعي وحيتان السياسة التي تدربت تحت امرته وفي بيئات نتنة ونفذت تفاصيل خططه الإرهابية التي استهدفت أمن وسلامة الوطن وأهله وحرفت الحقائق وقصدت إدانة من يصرح بالحق ويشهر بالباطل .
ولكن هذه الافكار والخطط التوليفية الجهنمية لم تنجلي على أصحاب العقول النيرة والضمائر المتشبعة بقيم الحق والمرتكزة على دعائم الحقيقة والمتمثلة في رموز وفرسان الحقيقة الذين يتصدون دائما لغول الباطل ومن يحتمون به ويجهضون مشاريعهم المدمرة في كافة مجالات الحياة ومؤسسات الدولة العراقية .
وهؤلاء الفرسان لا يمثلون فئة أو طائفة معينة بل إنهم يمثلون العراق بكل طوائفه ودياناته وقومياته ويحملون راية العراق التي تتبارك باسم الجلالة اسم الحق .
إن أفعالهم وإنجازاتهم واضحه ولا يمكن نكرانها، فشمس فرسان الحق الدافئه والتي تشع بحب الوطن لا تغطى بغربال، وكلنا يعلم الأوضاع الإقليميه والدوليه والتي شكلت وما زالت تحديات سياسية واقتصادية وتربوية واجتماعية أمام الوطن .
ورغم محاولات خفافيش الليل والخلايا الإرهابيه للنيل من أمن الوطن وسلامة شعبه والعبث بمقدراته وسرقة ثرواته الا أن جهود فرسان الحقيقية ستبقى دائماً متربصة لهذه التحديات الباطلة لحين إفشالها وإخماد جذوتها بقوة وكفاءه عاليه وباحترافيه وطنية متميزه .
فهؤلاء الفرسان سلاحهم كلمة الحق التي تصدح بها حناجرهم وهم يمتطون صهوة الْعز والكرامة والمنزلة الرفيعة في سباقهم لنصرة الحق .
ورغم أن الفرسان يتعرضون لقمع واغتيالات واعتقالات ومضايقات من شرذمة أهل الباطل الا أنهم لا يستسلمون لإيمانهم المطلق أن الحق سيعلو وينتصر لحماية الوطن ضد هجمات الباطل، وإن رسالة فرسان الحق منسجمة تماما مع تحقيق العدل واحترام حقوق الانسان وكرامته وحرياته الأساسية. وأن استقرار وسيادة وأمن الوطن خط احمر لا يمكن تجاوزه وهو قبل كل شيء وأولى من أي شيء .
وليرحم الله ممن استشهد من فرسان الحقيقة الذين قدموا أرواحهم ودمائهم رخيصه ليسقوا بها شجرة الحق ويخلدوا ذكراهم في أجيال تقتفي آثارهم في سلك طريق الحق مهما تشابكت فيه ادغال الباطل .
وسيبقى العراق بخير ما دام هناك فرسان الحقيقة الذين يتعاهدون على نصرة الحق مهما غلت التضحيات .