بقلم: مازن صاحب
الشرق اليوم- طالما طرح السؤال عن آليات التغيير نحو دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد تساوي بين المنفعة الشخصية والمنفعة العامة للدولة من خلال صناديق الاقتراع؟
تأتي الإجابات الواضحة والمباشرة من بين زوايا مواجهة تحديات الأسوأ في إدارة مخاطر الأزمات المتوالدة بسبب وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط لإعادة هندسة الدولة ما بين نموذجي ترسيخ مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للأحزاب المهيمنة على السلطة والتي يدافع عنها من يتمسك بالسلطة وتدوير الأشخاص من موقع إلى آخر حتى بات رموز هذه المفاسد يشغلون مواقع مهنية متعددة.. ما بين الاقتصاد والنفط والصناعات الهندسية.. إلخ… ولهؤلاء بعوضهم الالكتروني المزعج في التواصل الاجتماعي للدفاع عن هذا النموذج الذي يرفض من الاغلبية الصامتة.. ويجري تجميله وتحسين مخارج تطبيقاته من اجل تمرير صفقاته مرة بتجديد عقود شركات الاتصالات واخرى لعودة البيشمركة إلى كركوك.. وصولا إلى انتخابات قيل عنها مبكرة ولكنها اضحت اليوم مؤجلة.
في المقابل.. هناك من يدعو إلى نموذج متجدد لإدارة السلطة من داخل صندوق مفاسد المحاصصة ذاته وهناك مجاميع برلمانية وسياسية تتشكل بدأت بائتلاف عراقيون وهناك معلومات عن ظهور تشكيلات أخرى تباعا.. بعد أن ظهرت حركة التغيير في كردستان العراق.. هناك حركات مشابه في البيت السياسي السني وهناك تحالفات سياسية ربما تظهر بين شيعة وسنة وكرد على هامش التحالفات المكوناتية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
من جانب آخر ..هناك تظاهرات ساحات التحرير العراقية ..وهتافها ( نريد وطن) لتأكيد وجهة نظر معتبرة ومحترمة جدا ان ثمة جدب في الهوية الوطنية العراقية وقحط في القيادات المجتمعية والسياسية التي يمكن أن تتصدى لهوية وطنية عراقية جامعة شاملة تساوي بين المنفعة الشخصية للمواطن الناخب وبين المنفعة العامة للدولة ..هذا الفارق الكبير جدا جدا جدا بين منفعة مفاسد المحاصصة وبين مساعي تلطيف مساوئ هذا النموذج الفج والقبيح الذي سيطر على مقدرات العراق ما بعد 2003 وبين جوهر الاصلاح الحضاري المنشود في بناء دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد .
كل ما تقدم يتطلب مواقف وافعال مشهودة من فعاليات مجتمعية شاملة ومرجعيات دينية من جميع الأطراف ومشاركة من قوى اقتصادية واكاديمية.. تخرج الاغلبية الصامتة عن هذا الصمت.. وتوالد الثورة الشعبية التي لم تعد عبارات الطائفية السياسية في مفاسد المحاصصة تقنع أي مواطن/ ناخب عراقي.. فهدير الثورة مقبل.. وقادة مفاسد المحاصصة على صفيح ساخن.. وإذا كانت تظاهرات ساحات التحرير العراقية في تشرين الخالد جولة.. فالمقبل ثورة الجياع للإطاحة بمفاسد المحاصصة حتى النصر.
ويرونه بعيدا ونراه قريبا ولله في خلقه شؤون!