الرئيسية / الرئيسية / وعاظ شياطين مفاسد المحاصصة مرة أخرى!

وعاظ شياطين مفاسد المحاصصة مرة أخرى!

بقلم: مازن صاحب

الشرق اليوم- تزدحم مواقع التواصل الاجتماعي وكروبات المحادثة بصخب من أصفهم بوعاظ الشياطين مفاسد المحاصصة.. هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم في الانتقال من كروب إلى آخر ومن حزب أفلس إلى حزب يدفع أكثر فيما لا يتوقفون عن إطلاق الرصاص على أي مسمى مجتمعي أو سياسي.. فقط لإرضاء من يدفع أكثر!

ما أريد تثببته في هذا المقال هو المسؤولية الأخلاقية التي تروج لها هذه الأصوات المسيطرة على المشهد الثقافي لحالة اللادولة لتحقيق أجندات الأحزاب المتصدية لمفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والأجندات الإقليمية والدولية للأحزاب المهيمنة على السلطة في عراق اليوم.

هناك هيئة الاعلام والاتصالات مكلفة بمراقبة البث العام .. كما هناك مفوضية حقوق الانسان التي تراقب حق الانسان في التعبير عن رايه وفق منظور بناء الدولة لا عدم اركانها .. وهناك شبكة الاعلام العراقي لها مسؤولية تعزيز مضمون سيادة الدولة ونفاذ القانون والحكم الرشيد .. كما هناك العديد من النقابات والاتحادات المهنية والحقوقية مثل نقابة المحامين والصحفيين اضافة إلى عدد كبير من النقابات التي اسست ولم تحصل على التخويل القانوني الا كافتراض للأمر الواقع.

كل هؤلاء لم ينجحوا في التوصل الى اتفاق مهني يحدد ضوابط النشر العام في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بما يتطابق مع العقد الاجتماعي الدستوري النافذ لبناء دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد تساوي بين المنفعة الشخصية والمنفعة العامة للدولة .. وترفض جميع أنواع وجبات دس سم التفرقة والطائفية والبغضاء المجتمعية في معسول الضخ المتكاثر على هذه المنصات وبترويج من قنوات وبعوض اليكتروني لايريد للاجيال العراقية المقبلة الا كما تريد احزابهم في توليد الكراهية والبغضاء المجتمعية .. فيما يفترض أن يكون الطريق الاصعب والاخطر يتمثل في ادوارد ينهض بها الاعلام بكل انواعه لالغاء نماذج التحليل والتفكير السلبية بنماذج الحلول الفضلى للتفكير الإيجابي في مواجهة تحديات الأسوأ من أجل بناء دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد.. هذا المطلب المشروع دستوريا.. والمطلوب العمل على إيجاد منظومة لانتاج سياسات عامة حاكمة لاجراءات الدولة وردود الافعال الإيجابية ورفض الممارسات البلهاء لأغراض الدعاية والتصيد الحزبي لصالح هذا أو ذاك الذي بات يوصف بالمقدس ويديه موغلة بمفاسد المحاصصة!

اعتقد ان نقطة الانطلاق الحقيقية لاي مشروع اصلاحي شامل لبناء مستقبل اجيالنا المقبلة ..لابد وان يبدأ بخطاب مجتمعي واسع يجبر احزاب مفاسد المحاصصة على تصحيح اخطاء التاسيس الدستورية واثارها على بناء الدولة .. وهكذا جاءت شعارات ساحات التحرير العراقية ( نريد وطن) من هذا المضمون والمعنى للإصلاح الشامل المنشود وليس في نماذج متصاعدة لحالة اللادولة لتحقيق التأثيرات الخطيرة على الرأي العام الجمعي للعراقيين.. ومن يبادر؟
ولله في خلقه شؤون!

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …