بقلم: مازن صاحب
الشرق اليوم– يكثر الحديث عن وسائل صناعة السياسات العامة للدولة العراقية ما بعد 2003 وينتقد الكثير فشل الآباء المؤسسون في صناعة دول حكم رشيد منذ مؤتمر لندن لأحزاب المعارضة العراقية ومن ثم مجلس الحكم والتصويت على الدستور العراقي النافذ وتبادل السلطة من داخل صندوق العملية السياسية وفق نظام مفاسد المحاصصة!
السؤال لمصلحة من حدث ما حدث؟
الجواب عندي واضح وصريح ومباشر كل ما حدث في العراق إنما لمصلحة المشروع الاسرائيلي بأدوات عراقية بامتياز.. إما عن معرفة ودراية أو كردود أفعال غاضبة أو ردود أفعال غبية وكل منها كان يعمل لصالح المشروع الاسرائيلي مباشرة أو بالتدحرج نحو أهداف هذا المشروع بشكل غير مباشر.
في أي مراجعة لمجريات الأحداث منذ الخروج الأمريكي من فيتنام وارتكازه في الشرق الأوسط.. نلحظ وجود النفوذ الايراني والسعودي وتطور الدور المناط بكل منهما بعناوين مختلفة مضمونها استثمار أموال البترودولار لتنفيذ ما أطلق عليه إسحاق شاهاك أحد ابرز المفكرين الاستراتيجيين الصهاينة بلعبة تفتيت دول الشرق الأوسط التي لا توافق على تنفيذ ما يطلب منها لضمان سيطرة اسرائيل على الشرق الأوسط الكبير.
هذا المضمون لأفكار شاحاك كان من نتاجه مصطلح الاحتواء المزدوج للعراق وإيران.. ثم اضيف له مصطلح محور الشر بعد أن اضيفت سورية حافظ الأسد… فتطور المشروع الاسرائيلي في العراق الجديد إلى نموذج متجدد لإدارة مفاسد المحاصصة بما يخلق تفاعلا كبيرا يجعل ردود أفعال الشعب غاضبة على الاحزاب المتصدية للسلطة.. وهكذا تم فرز خنادق الصراع بمسميات لا تظهر حقيقة الادوار الاقليمية والدولية للأحزاب المهيمنة على مفاسد المحاصصة.. كل يطلق يوميا مصطلحات شتى عن مناهضة المشروع الأميركي في عراق اليوم وهو يدري او لا يدري بأنه مجرد حجر على رقعة الشطرنج الاسرائيلي تقوده هذه الدولة أو تلك لتنفيذ مخطط شاهاك في تقسيم العراق والغاء وجوده التاريخي ومحو وجوده البشري عن جغرافية المشروع الاسرائيلي لإدارة الشرق الأوسط الكبير.
هل هناك من يرفض الاعتراف بالمشروع الاسرائيلي للشرق الأوسط الكبير؟
ربما ينبري أحدهم مدافعا عن هذا البلد أو تلك الدولة لأسباب عقائدية ولائية.. لكن على الجميع التعلم من التاريخ.. السعودية صممت مشروعها المستقبلي لمرحلة ما بعد النفط ضمن هذا المشروع بدهاء الصحراء ومشروع نينوم الاستراتيجي المقرر أن يكون فعالا من عام 2030 متزامنا مع استبعاد النفط عن وقود النقل البري للأغلبية الدول الأوروبية والكثير من الدول الاسيوية والامريكيتين!
اما تركيا فتقوم هذه الايام بأعداد رؤية استراتيجية لما بعد 2023. موعد انتهاء معاهدة لوزان بعد مائه عام على توقيعها.. وتحاول فرض نفوذها على مجال حيوي يصل إلى ليبيا جنوبا ويؤسس لوجود عسكري دائم في عراق معروض للتقسيم في مزاد مفاسد المحاصصة!
كذلك إيران كانت وستبقى تبحث عن مجال حيوي لها بعنوان الولائية المذهبية لكي تمتلك أوراق المساومة الاستراتيجية.. على طاولة تسوية نهائية لتحصل على حصتها من عراق ما بعد التقسيم!
السؤال الآخر.. اترك الإجابة عليه للقارئ الكريم.. كيف نفذت احزاب مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للأحزاب المهيمنة على السلطة كل المخطط الاسرائيلي في العراق؟ ولله في خلقه شؤون!