الرئيسية / الرئيسية / هيبة الدولة.. ومتوالية الأزمات!

هيبة الدولة.. ومتوالية الأزمات!

بقلم: مازن صاحب

الشرق اليوم- واحدة من معضلات عقليات الصحراء.. تلك التي ترى حرية الإنسان في أمنه وأمانه ترتبط بالماء والعشب وقوة العشيرة ثم القبيلة وتحالفاتها.. هكذا انصهرت قبائل الجزيرة العربية في الإسلام لكن سرعان ما عادت مظاهر القبلية من جديد.. وكان ما كان من أحداث في التاريخ العربي الإسلامي المعروفة ما بين الدولتين الأموية والعباسية، حتى غزو المغول.. وهناك ظهر نموذج متجدد للولاء بقبول معنوي لحكم الأجنبي بعد اعتناقه الإسلام.. وهناك تفسيرات معرفية مؤثرة في منهج انتاج تفسيرات الشريعة الإسلامية.. حتى بان الفارق بين دين الله سبحانه وتعالى الحق.. مقابل ادعاء كل مفسر حسب نوع مذهب التفسير أنه الفئة الناجية من النار يوم القيامة .. حتى ظهور تفسيرات معرفية جديدة للحكم الإسلامي ما بين وهابية الجزيرة العربية وحاكمية الإخوان المسلمين وحكم ولاية الفقيه.. وما نواجهه في عراقنا اليوم إنما يمثل تجسيدا لآثام هذه التفسيرات عن هيبة وسيادة الدولة المدنية وفق الدستور العراقي النافذ!

كان لابد من هذه المقدمة الفضفاضة لطرح السؤال كيف يمكن للدولة أن تفرض سيادة القانون الوضعي في ظل تضارب مصالح الاحزاب المتصدية للسلطة وتشتت هيبة الدولة أمام تفسيرات ترى أن ولاية القانون الوضعي لا يمكن الالتزام بها أمام مفاعيل تفسيرات اجتهادية لحاكمية الدين الإسلامي؟؟

ليست مفتيا ولا مجتهدا .. لكني أتوقف عند مبدأ دستوري للتمثيل المجتمعي بالحقوق والواجبات .. وهذا مبدأ لا يتعامل مع الدولة العراقية ومؤسساتها بمنهج تلك التفسيرات التي تتيح لمن يؤمن بها أن يلغي هيبة الدولة ويقدم تفسيره الحزبي عن التعامل مع هذه الدولة أو تلك .. أو الأمر بقتل هذا المذنب أو قطع رقبة تلك الزانية ..نعم هناك نماذج متعددة الاشكال كانت عصابات داعش الارهابية النموذج الاقبح لكن هذا النموذج إنما ولد من رحم تلك الأفكار التي ظهرت نطلع القرن الماضي واستثمرت في حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي السابق وانقلب السحر على الساحر ..في إعلان ابن لادن تنظيم القاعدة الارهابي .. وهذا لا يمنع وجود مفردات بهذا القدر أو ذاك عند بقية الاحزاب المتصدية للسلطة بذات المنهج العقائدي والاساليب التفسيرية للإسلام ولعلّي اليوم احصرها في عنوان هذا المقال عن هيبة الدولة والازمات المتوالية.. هذا ما حصل في مصر ويحصل في تونس ويحصل اليوم في ليبيا واليمن ولبنان ناهيك عن العراق !

السؤال المقابل من المستفيد من هدر الدماء والأموال؟ هل الإعلان عن دولة اسلامية بعقلية داعش هو مطلب هذه الاحزاب العراقية من زاخو حتى الفاو؟؟ ام تحسين ظرفي لتكون تركيا او ايران هي النموذج الأفضل للحكم المطلوب حتى تنصاع هذه الاحزاب العراقية لهيبة الدولة وتحترم نفاذ القانون؟؟

والسؤال المؤلم.. هل انغماس هذه الاحزاب في مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية هو الحل المطابق لتلك العقائد التفسيرية للشريعة الإسلامية؟؟

الجواب عندي واضح وصريح ومباشر .. كل منهم فعل أفعاله لصالح المشروع الاسرائيلي في العراق والمنطقة اما على دراية ومعرفة وسبق إصرار بنية الاستقلال عن العراق لذلك يصدر النفط العراقي الى اسرائيل كما يقول مسؤول نفطي عراقي سابق.. أو انه محاولة للهرب إلى الأمام وصولا إلى الحصول على ذات المنافع الممنوحة للإقليم الكردي والاعلان عن الاقليم السني .. فيما تبقى الاحزاب الشيعية تعاني من ضياع بوصلة واضحة لإنتاج الدولة أو على الأقل إخراج المحافظات العراقية من خانة الفقر مقابل التطبيقات الولائية للولي الفقيه الايراني .

الجميع يخدمون اسرائيل ومشروعها بعقلية الانغلاق السياسي الاعمى والذي تسيره الحرب الناعمة الأمريكية …فلا الشعب حصل على مكاسب من فجاجة هذه السياسات .. وحدهم أمراء طوائف الاندلس يتقاتلون من اجل نصر اسرائيل على أرض العراق !!

وهكذا يتوهم من يدعي انه يقاتل في سبيل عقديته أو فكر الاسلام السياسي فهذا قمة التضليل من أمراء طوائف الحرب فقط للحفاظ على امتيازات مفاسد المحاصصة .. وترك العراقيين في خضم تزايد الاهمال بعناوين براقة تشتت السلم الاهلي .. فلا نجاح المشروع التركي أو السعودي أو الايراني يقدم خيرا للعراقيين فالجميع يعملون من أجل مشروع اسرائيلي واحد .. وتحمل بطون الكتب الكثر من الامثلة على دلالة هذه الحقيقة باعترافات إسرائيلية أو من خلال تسريبات الوثائق الاستخباراتية الأمريكية … لكن يبدو أن موشي ديان سبق وأن صح قوله أن العرب لا يقرأون وان قرأوا لا يفهمون !!

ما الحل؟!

الحل بكلمة واحدة فقط.. هيبة الدولة وسيادة ونفاذ القانون.. من دون ذلك يبقى الجميع مجرد بيادق على رقعة الشطرنج .. ولله في خلقه شؤون!!!

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …