الشرق اليوم- كشفت مجلة “فوربس” الامريكية، في تقرير لها نشر أمس الثلاثاء، عن مصير طائرات إف 16 العراقية، حيث حذرت من مشاكل تهدد أهم أسلحة العراق لتصبح جاثمة من دون صيانة دورية لها، خاصة بعد مغادرة المتقاعدين الأمريكان لقاعدة بلد الجوية.
وذكر التقرير أن أحد الخبراء اقترح نقل العديد من الطائرات الحربية العراقية من بلد إلى أربيل أو بغداد، حيث يواجه سرب الطائرات المقاتلة الأكثر تطورا في العراق مشاكل تقنية ما جعلها جاثمة على الأرض منذ 6 أشهر بعد انسحاب أميركي من عدة قواعد في جميع أنحاء العراق على خلفية التوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة.
وأضاف التقرير ان “إجلاء الأميركيين من قاعدة بلد الجوية، التي تضم مطارا لطائرات إف-16 العراقية، كان جزءا من خفض الوجود الأميركي بعد تفاقم التوتر بين واشنطن وطهران إلى درجة كبيرة منذ مطلع العام الجاري، اثر اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وما أعقبه من ضربات إيرانية على قاعدتين تستضيفان قوات أميركية في محافظة الأنبار غرب العراق وإقليم كوردستان”.
وبحسب التقرير فإن “سحب المستشارين والمهندسين الأميركيين من القاعدة الواقعة في محافظة صلاح الدين كان بسبب الخطر التي تشكله الهجمات الصاروخية”، مبينا ان “العديد من تلك الطائرات جاثمة على الأرض لعدم وجود دعم فني وصيانة.”
ونقلت المجلة عن أحد كبار المسؤولين العراقيين قوله إن “الأسطول العراقي من طراز إف-16 انتهى تقريبا، والعراق لم يعد بإمكانه في الوقت الراهن مواصلة الطلعات الجوية باستخدام طائرات إف-16 في الأنبار لمراقبة عمليات تسلل عناصر داعش من حدود سوريا”.
من جانبه أفاد مايكل نايتس، وهو زميل في معهد واشنطن ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق، بانه ” من المستبعد أن تستغني بغداد عن أسطول أف-16 وطياريها”، مؤكدا ان “العراق لن يكون الدولة الأولى التي تخفض عدد ساعات الطيران… بسبب نقص التمويل، وهذا يحدث في دول الناتو ايضا”.
وأشار التقرير إلى ان “التحرك الأخير للحكومة باعتقال عدد من عناصر حزب الله العراقي، يمكن أن يساعد في إقناع المستشارين والمقاولين الأميركيين بالعودة إلى العراق ومواصلة مساعدة بغداد في الحفاظ على طائرات إف-16 وتشغيلها، وحماية المواطنين الأجانب ضرورية لاستئناف دعم إف-16”.
وقد أكد نايتس، أن “تمركز طائرات إف-16 العراقية في قاعدة بلد الجوية كان مقلقا دائما بسبب وجود كل من الميليشيات وتنظيم داعش في المنطقة، كما تعد بلد موقعا مثاليا من منظور المدى، لاسيما وأن مقاتلات إف-16 هي قصيرة المدى بينما يفتقر العراق إلى القدرة على تزويد الطائرات بالوقود من الجو.”
واقترح نايتس، نقل العديد من طائرات إف-16 إلى قواعد أخرى في البلاد، حيث يمكن أن تشمل القواعد البديلة مطار بغداد أو أربيل، أو قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار.
وبين ان ” طائرات إف-16 العراقية ليست مهمة للغاية في الوقت الحاضر بسبب وجود التحالف الدولي وسلاحه الجوي، لكن مع مرور الوقت، سيزداد الضغط لكي تكون جميع الضربات الجوية عراقية، وليست من التحالف الدولي، وبالتالي ستزداد الحاجة إلى طائرات إف-16 العراقية أو الطائرات السريعة الأخرى”.
جدير بالذكر ان العراق بدأ في استقبال أولى دفعات طائرات إف-16 منتصف عام 2015، وادخلت إلى الخدمة في غمرة المعارك ضد تنظيم داعش، واستقبل الدفعة الأخيرة في أيار 2020.