الرئيسية / الرئيسية / التلوث الفكري وأساليب الوقاية منه

التلوث الفكري وأساليب الوقاية منه

بقلم: الدكتورة نبأ الدلوي

الشرق اليوم- الفكر هو قوة وأساس وجوهر الوجود الانساني الفاعل المبدع المنتج ومثلما يتعرض جسم الانسان الى أنواع مختلفة من الملوثات الفايروسية والبكتيرية ويصاب بالعديد من الأمراض يمكن معالجتها بالتداوي والتطبيب .

كذلك الفكر الانساني يتعرض للكثير من الملوثات البكتيرية الضارة التي تلوثه وأن التلوث الفكري أخطر أنواع التلوث لأنه يبدل مبادئ الانسان وقيمه وأفكاره ومعتقداته إلى صورة سلبية سيئة تؤثر على سلوكه في المجتمع، ولأن الأخلاقيات والمبادئ الباطلة ركيزة من ركائز الإنسان الذي يعاني من هذا التلوث بما يؤدي إلى تدمير المجتمعات الإنسانية . ويصيب التلوث الفكري النفس الإنسانية، بسبب  خلل في الأفكار والمعتقدات والقيم ويؤثر على سلوك الفرد وأدائه الاجتماعي وقد يؤدي به إلى الانحراف عما هو مألوف والى تدني في السلوك القويم  .

وانسان اليوم إذ يعيش في بؤرة عواصف التغيير والتطور والنزاعات والصراعات والحروب والازمات، فإن الافكار الشريرة والملوثة بالبكتريا الهادمة المعدية  تحلق فوق الرؤوس ولا يمكن منعها من التحليق ولكن يجب أن لا يسمح لها بأن تبني أعشاشها وتتسلل بشكل غير محسوس داخل العقول وتصبح هذه العقول حاضنة لها لتباشر بتدمير ثقافة العقل والعصف بمعلوماته وغربلتها وإعادة صياغتها كما تريد وتسعى فتقوم بتوسعة الجهل وتنامي خلايا الفقر العلمي وإضعاف الوعي الوطني وإحداث خلخلة في الاخلاق والمبادئ والعقيدة .

إن العقول التي تتعرض بسرعة لاختراق بكتريا التلوث الفكري هي العقول غير المحصنة فكرياً وعقائدياً وتربوياً وقد تكون هذه العقول الملوثة معدية ويتسع تأثيرها وانتشارها بسرعة بين من يفتقرون الى الحصانة الفكرية والعقائدية أيضاً .

ومن الاسباب التي تسبب التلوث الفكري:-

  1. 1-      ارتفاع هرمون الجهل وتدني  في الثقافة ومستوى الوعي، مع تدمير الحصانة التربوية.
  2. 2-      التقهقر الفكري: أي أن يعيش الانسان بنمط تفكير معاكس للاهتمام، فيهمل الأفكار المهمة ويعتبرها شيئا لا يعنيه.
  3. 3-      تبني الأفكار المغلوطة الجاهزة: وهي الأفكار التي يستمدها الإنسان من محيطه و من واقعه المعيشي، والتي تكون دون الصواب، ويعتقد أنها صحيحة.
  4. التشتت والتمزق الذي يحصل في جسد وبنية المجتمع نتيجة الازمات التي تعصف به .
  5. 5-      التمسك بالعقلية الفردية والرؤى الارتجالية المتخلفة .
  6. 6-       التأثير القوي لوسائل الاعلام الخارجية والمأجورة التي اصبحت منصة مفتوحة لبث الأفكار الملوثة والتحريضية باتجاه الانحراف وممارسة السلوكيات المنافية لطبيعة وقيم المجتمع.
  7. 7-      التطرف وضعف الروابط وكثرة المشكلات الاجتماعية.
  8. ضعف الوازع الديني السليم والبناء والمتوازن .

وللتصدي لهذا التلوث ذو المردود الاخطر على جسد المجتمع وبنيته ونسيجه القيمي والاخلاقي لا بد من تحفيز وتعزيز الوعي الفكري السليم بتغذيته بافكار صحيحة وواقعية. وبث ثقافة الحوار البناء والمنطقي وتقبل الرأي الاخر، وتأسيس منصة فكرية ثقافية تتبنى تصحيح الافكار المغلوطة الدخيلة بافكار منطقية اصيلة وسليمة، كذلك استخدام أساليب علمية فنية لتعديل اتجاهات وأفكار ومعتقدات وقيم وأخلاقيات هؤلاء الذين يعانون من هذا التلوث الذي انعكس على سلوكهم وتشكل في صورة أفعال سلبية ضارة بأنفسهم وبالمجتمع والبيئة المحيطة بهم، ويعد العمل على إزالة التلوث الفكري وأسبابه والقضاء على مفرزاته واجب وطني وأخلاقي وإنساني .

شاهد أيضاً

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

محمد الرميحي- العربية الشرق اليوم– كعادتها وزارة الخارجية في دولة الإمارات تدعو إلى لقاء” منتدى …