الشرق اليوم- قال “ديفيد سميث” مراسل صحيفة “الغارديان” في واشنطن، إن دونالد ترامب، الذي صعق العالم بفوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، واحتفل مع عائلته بفندقه في نيويورك، يواجه اليوم خطرا من ابنة أخيه “الليبرالية”، في وقت يجابه فيه أزمة مذكرات “جون بولتون”، مستشاره السابق للأمن القومي.
ويشير الكاتب في تقريره، الذي ترجمته “عربي21″، أن مشهد احتفال ترامب وذويه في تلك الليلة غابت عنه “ماري ليا”، ابنة أخيه، التي كتبت في تغريدة، آنذاك: “هذه أسوأ ليلة في حياتي”، متسائلة: “ماذا حدث لهذا البلد؟ أخشى أن تكون التجربة الأمريكية قد فشلت”.
وتستعد “ماري ليا”، وهي محللة نفسية سريرية، لنشر كتاب عن عمها، بعنوان: “أكثر من اللازم ولا يكفي أبدا: كيف أنجبت عائلتي أخطر رجل في العالم”.
وقال “سميث” إن العديد من الموظفين السابقين في إدارة ترامب نشروا كتبا حول تجربتهم في البيت الأبيض تحت حكمه، إلا أن كتاب قريبته سيكون “جارحا” لأنه، سيكشف تفاصيل شخصية وعائلية.
وينقل التقرير عن “مايكل دانطونيو”، وهو مؤلف كتاب عن ترامب، قوله: “أعتقد أنه متضايق ولن يعاملها بلطف”.
ويوضح أن حياة ترامب لطالما ظلت شأنا عائليا ولا أحد يعرف أين تنتهي العائلة وتبدأ التجارة. فصور والديه معلقة فوق مكتبه البيضاوي، كما أن وفاة شقيقه الأكبر تركت ظلا على حياته، فيما يعمل أبناؤه في شركته أو حملته الرئاسية للبيت الأبيض.
وماري (55 عاما) هي ابنة “فريد ترامب جونيور”، الأخ الأكبر لترامب، الذي توفي عام 1981 في سن الـ42 عاما نتيجة سكتة قلبية وإدمان على الكحول. وتحمل شهادة جامعية ودرجة الماجستير باللغة الإنكليزية ودكتوراة في علم النفس السريري من جامعة “أدلفي” بنيويورك.
ويقول دانطونيو: “يجعلها ذلك شخصا يخشاه ترامب في كل مستوى. فهي تفكر وتحلل بنفسها عندما يتعلق الأمر بالبشر ويمكنها التعبير عن رأيها الخاص وهي بهذا كابوس له”.
وتدعم “ماري ليا” حركة “حياة السود مهمة” وتحديد النسل، وتتابع ديمقراطيين عبر تويتر مثل “ألكسندرا أوكاسيو – كورتيز” وممثلين ليبراليين مثل “ستيفن فراي”.
وموقفها الكاره لعمها ترامب سابق على دخوله المعترك السياسي. فعندما توفي فريد ترامب الأب وزعت ثروته على أبنائه باستثناء والدها.
واحتج أبناء فريد ترامب جونيور بأن والدهم كان في الميراث قبل أن يتم تشخيص فريد ترامب الأب بمرض الخرف وقاموا بتقديم دعوى قضائية.
وقالت ماري ليا لصحيفة “نيويورك ديلي نيوز” إن أعمامها وعماتها يجب أن يخجلوا من أنفسهم. وبعد تقديم الدعوى قام ترامب بتغيير ضمان صحي يغطي حفيد فريد ترامب الذي يعاني شلل دماغي. وتمت تسوية الدعوى القضائية لاحقا وأعيد الضمان الصحي للولد.
ويشير تقرير “الغارديان” إلى أن الرئيس يعتزم تقديم دعوى ضد ابنة أخيه بسبب مذكراتها التي ستصدر في 28 تموز/يوليو. وستكشف تفاصيل تشكيلها مصدر التحقيق الذي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” في مالية ترامب ونالت عليه جائزة “بوليتزر”.
وبحسب المواد المنشورة عن المذكرات فهي ستكشف عن موقع دونالد ترامب في العائلة وعلاقته بوالده بعد إصابته بالزهايمر، وعلاقة إيفانكا مع جدتها، وغيرها من التفاصيل المحرجة لأسرة الرئيس.
وظلت علاقة ترامب مع والده محلا للتخيلات، خاصة أن فريد ترامب الأب كان قاسيا واعتقد أن الفوز هو كل شيء. ونظر ترامب إلى نفسه كرئيس عائلة مثل رجل العصابة الذي يستخدم ذويه كوسيلة لتوسيع سلطته وفرضها، فابنته إيفانكا وزوجها جارد كوشنر مستشاران له في البيت الأبيض، أما ابنه دونالد جونيور وإريك فيديران أعماله الخاصة.