الرئيسية / الرئيسية / ازدواجيات ثقافية!

ازدواجيات ثقافية!

بقلم: مازن صاحب

الشرق اليوم- سرعان ما تفجرت قريحة من يصفون ذواتهم بوصف الثقافة للارتقاء بالـ “آنا” عندهم مراتب متقدمة على غيرهم.. فقط لاستغلال فاجعة وفاة اللاعب العراقي المعروف احمد راضي، بمرض الكورونا والعياذ بالله.

وبدلا من أن يتحول حب الجمهور العراقي لبطله إلى منقبة تتوحد فيها الهوية الوطنية العراقية التي طالما جمعتها تلك اللعبة الأكثر شعبية بين العراقيين في المستطيل الأخضر ..تحولت المقالات إلى تحليلات طائفية مقيتة واخذت كروبات التواصل الاجتماعي تأن برائحة تلك النتانة المتقرحة من آثام مفاسد المحاصصة وخطابها الطائفي ..

وهي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مثل هذه الازدواجيات التي تصدر إلى الجمهور المتلقي بكونها (نتاجات ثقافية) يفترض بهذا الجمهور الموافقة عليها والمضي بما يريده اصحابها .

واقعنا اليوم تتجلى فيه الكثير من هذه الازدواجيات حيث يبدأ الحديث عن عراق واحد وطن الجميع.. فيما ليس في تطبيقات الاجندات الحزبية للمكونات السياسية المتصدية للسلطة غير طائفية مقيتة وتهميش صارخ!!

في ذات الظرف.. زار رئيس اقليم كردستان بغداد ولم تتوفر على هذه المنصات الحوارية أي مناقشة للأفكار المستقبلية عن استدامة العلاقات غير المنتظمة حتى اليوم بين سلطة الاقليم والسلطات الاتحادية.. وليست بصدد تقديم عرضا للاستشهاد به على ذلك.. لماذا لا يناقش هذا الموضوع؟

الجواب واضح وصريح ومباشر.. هناك مصالح بين احزاب مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية تجعل تلك الأصوات العالية بصخب الحديث الطائفي.. تصمت صمت القبور عن فهم أعمق وأفضل من خلال المناقشات المجتمعية من أجل واقع افضل لعراق الغد بعربه وكرده وجميع مواطنيه على أساس هوية وطنية عراقية جامعة شاملة لدعم بناء الدولة الاتحادية.

نموذج ثالث يفضح هذه الازدواجيات (الثقافية) في التعامل اليومي مع توقعات الأسوأ في إدارة مخاطر الأزمات المتوالدة بسبب جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط فيما تسير التظاهرات للمطالبة بحقوق وامتيازات (جهادية) لتسويق مواقف وافعال احزاب مفاسد المحاصصة فقط لضمان ديمومة وجود حكومتها العميقة ومن دون ذلك لينتشر وباء كورونا حتى وان اصاب المتظاهرين فضلا عن عدم ضبط التباعد الاجتماعي المفترض أن يكون الإنجاز المتوقع لذات هذه الأحزاب.. فيما يقوم رجال أعمال بتوزيع سلة غذائية بصمت وكذلك تقوم فرق من الحشد الشعبي بعمليات التعفير من دون ان تميز بين منطقة واخرى ناهيك عن التسارع في الإنجاز لتهيئة مشافي البناء الجاهز.. بعد أن قدم اولادنا دماؤهم الزكية تعبيراً عن هوية عراق واحد وطن الجميع.. ولكن ثمة ازدواجيات تتصدر مشهد ثقافة اليوم تتكلم باسم تلك الدماء الغالية لتسويق مفاسد المحاصصة.. بعناوين مضللة تجمع رموز محور المقاومة والممانعة مع رموز دعم داعش الإرهابية.. وحين تسأل ياتيك الجواب.. عن تقية سياسية مفترضة.. من اجل نصرة ذات الاجندات الاقليمية والدولية التي حولت عراقنا العزيز إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية!!

فاذا كانت فعلا كذلك.. لماذا الاستمرار في تسويق الخطاب الطائفي والمناطقي أليس الاجدر العمل على مصالحة وطنية فعلا لا قولا من اجل تمرير صفقات مفاسد المحاصصة بين جميع اطرافها من زاخو حتى الفاو؟؟

ويبقى كل ما تقدم مثار شكوك واقعية عند المواطن/ الناخب وهو يتلقى يوميا سيلا من التحليلات المضللة التي تنحت في وعيه هذه الازدواجيات عن حقوق وواجبات.. ونصرة مظلومية متجددة مرة بمنهج طائفي واخرى مناطقي.. وثالثة عشائرية مسلحة.. من دون وحدة كلمة ولله في خلقه شؤون!

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …