بقلم: مازن صاحب
الشرق اليوم- يتكرر في بعض المقالات وكروبات المحادثة.. ما أصفه بـ (صخب الإصلاح) وربما يحذر الكثير من الوقوع في فخ المقاربة بين واقعنا اليوم وما كان في عهد النظام السابق قبل 2003 بل أن بعض المنشورات تقارن بين عهد وآخر في حكومات مفاسد المحاصصة منذ انتخابات 2005 وحتى اليوم.
السؤال المطروح للنقاش: هل نجحت أي من القوى السياسية المتصدية للسلطة تشكيل دولة أم أن كل منها منشغلا بأجندات حزبية لا تمثل قاعدته الشعبية التي ما انفكت تتباهى بأمجاد جهادية تنال عليها امتيازات مالية!! سواء للبشمركة أو الحزب الشيوعي أو الحزب الإسلامي وبقية أحزاب المعارضة العراقية في مؤتمر لندن برعاية زلماي خليل زادة!!
لست بصدد مجادلة الحقائق عن ذلك الموروث الجهادي لكني أحاول فقط اثارة التساؤلات عن حقائق الانجاز لما ورد من افكار لم يتم التصدي لتجديدها مثل كتب الصدر الأول فلسفتنا واقتصادنا ناهيك عن أطروحات فكرية للمرجع الأعلى السيد السيستاني في مجموعة الاستفتاءات والمقابلات الصحفية عن الشؤون العراقية.. هنا تبرز معضلة الازدواجية المركبة في سياسات ذات الاحزاب التي خرجت من معطف تلك الأفكار التي يمكن بحق وصفها بالجهادية.. مقابل ما قامت به هذه الاحزاب من تصريف لأمورها في المشاركة في إدارة الدولة فقط تلعب في وسط الملعب السياسي من دون ان تحقق في ما سبق من افكار او ما طرح من أفكار متجددة حتى صرخت المرجعية الدينية العليا بأنها بح صوتها في طلب الإصلاح !
خلال تطبيقات هذا النمط من الازدواجية السياسية الفاشلة خنع وخضع ما يوصف من قبل الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط بالمركب الحضاري لبناء دولة حضارية منشودة في العراق إلى شروط المحاصصة البغيضة ومفاسدها بدلا من النهوض بهذا المركب الحضاري الوارد في الفكر السياسي الإسلامي وهناك تكمن العبر التي يرفض الاعتراف بها الكثير والكثير جدا من حماة الجهاد الإسلامي مما جعلهم أيضا مجرد لاعبي وسط بلا أهداف في صميم النهوض الحضاري المقصود فيما سالت دماء اولادنا في الحشد الشعبي من دون ان يبادر لاعبي الوسط تحقيق الأهداف الحضارية في بناء دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد وهكذا يظهر من يصنف نفسه على محور المقاومة والممانعة الإسلامية مجردا من قيمة الشهادة المتجددة في دفق دماء اولادنا من الحشد الشعبي فقط للمناكفة في زمن ذا مسبغة يعاني فيها الجميع آثام مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للأحزاب المهيمنة على السلطة للمطالبة بحقوق وامتيازات جهادية!
كل اليقين عندي إذا ما قدر لأي من الشهدين الصدر الأول والثاني.. أقول إذا ما قدر ظهور من يمضي على نهجهم فعلا لا قولا… سيقول قولة الحق أن لا امتيازات جهادية في يوم ذي مسبغة …وان للعراق رب يحميه من هذه الآثام الدنيوية.. على قاعدة راتب واحد لكل عراقي.
فالعدالة الاجتماعية لبناء دولة الحكم الرشيد تتطلب مساواة المنفعة الشخصية والمنفعة العامة للدولة وهذا يتطلب أن لا تكون التحالفات المكوناتية هي الأساس لفرز الخنادق بل الهوية الوطنية العراقية الجامعة والشاملة … ولله في خلقه شؤون!!