الرئيسية / الرئيسية / تقرير: ماذا حقق العراق من الحوار مع الولايات المتحدة؟

تقرير: ماذا حقق العراق من الحوار مع الولايات المتحدة؟

الشرق اليوم- انتهت الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية بشأن ترتيبات التواجد العسكري والتعاون بين الجانبين، على أن تبدأ الجولة الثانية في واشنطن الشهر القادم … فماذا حقق العراق؟

تأكيد الانسحاب

قال الدكتور معتز محيي عبد الحميد‏ مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية والاستراتيجية في العراق، إنه “على ضوء ما سمي بالحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، ذكر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أنه حقق إنجازا فيما يتعلق بالسيادة ومصلحة العراق، وأنه جرى تأكيد الانسحاب الأمريكي وعدم وجود أي قواعد، وهذا الحوار أعتقد أنه يستند على اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة عام 2008، والتي حددت الفحوى العامة لما سيأتي من مفاوضات حول جدول أعمال الجلسة الثانية المقررة في يوليو/تموز المقبل في العاصمة الأمريكية واشنطن بحسب البيان المشترك الصادر عن الحكومتين”.

وأضاف ‏مدير المركز الجمهوري، أن “استمرار المفاوضات لعدة شهور يحيط عملية الحوار ببعض الشكوك بسبب قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، والتي تتزامن مع انتخابات عراقية يعمل رئيس الوزراء على ترتيبها مع القوى السياسية”.

تهيئة الأوراق

وأكد عبد الحميد أن “هناك توافق بين واشنطن وبغداد على خفض عدد القوات الأمريكية مما يدل على رغبة أكيدة بين الجانبين، لكن خفض تلك القوات يحتاج إلى تسويق فكرة نجاح الجانب العراقي في الضغط على واشنطن لتلبية قرار التوصية الصادرة من البرلمان العراقي بضرورة خروج  القوات الأمريكية من العراق، وتخفيض القوات ليس إلا خطوة مهمة في طريق طويل ينتهي بانسحاب كامل لتلك القوات، كما يستطيع  رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأن يقنع الشعب العراقي بأن العام 2022 سوف يكون موعد لإعادة ترتيب القوات والقواعد بعد أن تكون بغداد قد تمكنت من مجابهة تنظيم داعش الذي تزايد نشاطه الفترة الأخيرة وكان يحتاج إلى القوات الدولية في الدعم والمساندة والعمل الاستخباري وملاحقة المسلحين الذين يصولون ويجولون عبر الحدود العراقية السورية والحدود الأخرى المشتركة مع دول الجوار”.

وأشار عبدالحميد، إلى أن “هذا الحوار بداية لمرحلة عصيبة على الجانبين في الأشهر القادمة يحتاج إلى تهيئة اوراق كثيرة وأجواء صريحة بين الطرفين لمعالجة الأخطاء التي حدثت خصوصا في موضوع  السيادة العراقية والأجواء ويستند كذلك الحوار إلى مبدأ اقتصادي وثقافي بين الجانبين ركزت عليه تلك المباحثات”.

موازين القوى

من جانبه قال الدكتور عبد الستار الجميلي أمين الحزب الطليعي الناصري العراقي، إن ‏أي حوار بين دولتين يجب أن يقوم على التكافؤ في موازين القوى والمركز السيادي والقانوني وما تحت الطاولة من مصادر قوة وأوراق مؤثر.

وأضاف أمين الحزب الطليعي، أن “لحوار الحالي لا يقوم على التكافؤ فهو يجري بين دولة محتلة إحتلال عسكري وسياسي واقتصادي واستراتيجي هي العراق دولة إحتلال بثماني قواعد عسكرية مدججة، وتم وضع سياسي واقتصادي وأمني في كل مفاصل الدولة تحت عناوين مستشارين ومدربين ودبلوماسيين وهي أمريكا، فهل تملك الحكومة العراقية مصادر قوة وأوراقا كافية، يمكن لها أن تؤثر على ما تريد من النتائج ولو في الحد الأدن، وتابع الجميلي، لا أعتقد أن الحكومة ومفاوضيها يمتلكون مصادر قوة كافية للمطالبة بالحدود الدنيا من العلاقة المتكافئة”.

ترتيب العلاقة

وحول إطلاق إسم أو مصطلح “حوار” وليس “مفاوضات”، على اللقاء الأمريكي العراقي قال الجميلي، “هذا يرجع إلى أن الحوار تختلف نتائجه عن المفاوضات، الحوار لايُفضي إلى تعديل جوهري للعلاقة وإنما ترتيبها، بما لا يمس جوهرها القائم على علاقة تبعية بين محتَل وطرف إحتلال، أما المفاوضات تتضمن تعديلا جوهريا قد يفضي إلى علاقة تحرر ومساواة وندية، وهو ما لاتريده أميركا، خصوصا وأن العراق بموقعه الجيوسياسي والاستراتيجي في ظل منحى العلاقات الدولية الذي بدأ يشهد استقطابا واضحا بين قطبين يتمثل أحدها بأمريكا وتوابعها من بعض الأوربيين، والآخر يتمثل بروسيا والصين وبعض الدول النامية، والذي قد يفضي إلى حرب ساخنة وفق أكثر التوقعات”.

تخوفات شعبية

وأشار أمين الحزب الطليعي إلى أن “هناك تخوفات من قطاعات شعبية واسعة من أن الانسحاب الأمريكي كاملا من العراق بدون أرضية وطنية جامعة، قد يتركهم ضحية لتدخل إيراني وتركي ودعمهما لإختراق إرهابي لتنظيم داعش وغيره، لذلك فالموقف الشعبي مثلما هو حريص على الاستقلال والسيادة وإنهاء كل أشكال الوجود الأجنبي أمريكي وغيره، فهو متخوف في نفس الوقت من الفراغ الأمني، الذي ستستغله حتما إيران وتركيا وبعض القوى الانفصالية الطائفية والعنصرية لفرض أمر واقع بتقسيم العراق إلى محميات لهذا الطرف الإقليمي والدولي أو ذاك”.

حوار لا تفاوض

قال أحمد الكناني النائب في البرلمان العراقي، “كان هناك طلب للحكومة العراقية بإجلاء القوات الأجنبية عن البلاد في الشهور الماضية، وتم تأييد هذا الطلب من جانب مجلس النواب وكانت هناك مظاهرات شعبية، بعدها جاءت إستجابة الولايات المتحدة الأمريكية وهي من طلبت الحوار بعد تلك التداعيات التي تنامت مع مرور الوقت والمطالبة بخروج تلك القوات”.

وأضاف الكناني، “الحكومة الأمريكية طلبت حوار وبكل تأكيد هذا الحوار جاء بعد طلب الحكومة العراقية السابقة والبرلمان بإخراج تلك القوات، وما يجري ليس اتفاقيات وإنما هو حوار لمعرفة وجهات النظر المختلفة، مع العلم أن الحوار ليس به مكاسب أو تنازلات لأي طرف من أطراف الحوار”.

وأشار الكناني إلى أن “الأطراف الرافضة لتواجد القوات الأجنبية في العراق هى مع بناء علاقات استراتيجية مع أي طرف دولي، والآن هناك نقاط واضحة في الحوار، هناك قوى سياسية تطالب بإخراج تلك القوات وأخرى لا تريد، وكان يجب على القوى السياسية حسم أمرها على موقف موحد”.

وصوت البرلمان العراقي، في الخامس من يناير/ كانون الثاني الماضي، على قرار يلزم الحكومة بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، بضغط من فصائل “الحشد الشعبي”، وقوى مقربة من طهران، بعد يومين على مقتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس “الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.

المصدر: سبوتنيك

شاهد أيضاً

ارتفاع تحويلات المغتربين الأردنيين بنسبة 3.2% في أول تسعة أشهر من العام الجاري

الشرق اليوم– أظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزي الأردني، اليوم الأحد، أن تحويلات المغتربين الأردنيين …