بقلم: نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- الهذيان كلام مفكك وغير معقول لا يفهم معناه ويتناول امور بعيدة عن الواقع، ويمثل أيضاً الإحساس المبالغ فيه بالأهمية والعظمة الذي يشوبه ارتباك فكري ووعي مشوش وقلق شديد.
وكارثة هذا الهذيان أته أصبح وباءً يجتاح معظم النظم السياسية في العالم وتظهر اعراضه على رجال السياسة فبالرغم ان هناك شخصيات سياسية لهم كاريزما في الحديث، ويكسبون المستمع والمتلقي لحديثهم، خصوصاً عندما يتحدثون عن فترة تاريخية باحداثها الماضية.
ولكن وكنتيجة للازمات السياسية والصراعات الدولية والاقليمية التي عمت معظم مجتمعات العالم من اجل السيطرة بالقوة وبشتى الوسائل لفرض الهيمنة على الشعوب واعتماد اساليب عديدة تجعل الشعوب تستسلم لسيطرة شخصيات فرضت وجودها بالقوة وبالدعم على شعوب هذه الدول.
والعراق احد هذه الدول التي فرضت عليه شخصيات تتولى حكمه بعد الاحتلال عام ٢٠٠٣ ومنذ ذلك التاريخ استعرض المسرح السياسي العراقي مجموعة من الشخصيات البعيدة عن الميدان السياسي لانها كلفت لاغراض خاصة بالمحتل وخدمة مخططاته.
وارادت ان تثبت هذه الشخصيات نفسها وتملي اوامرها على الشعب حتى ولو بالقوة بعد ان انغمست بتحقيق رغباتها وملذاتها.
ولكي تبرر فسادها وظلمها للشعب فبدأت تتخبط بالتحدث بكلام مربك وبعيد عن الواقع ويعكس قلقها وخوفها من الفضائح ومصيرها الذي ينتظرها.
ولكنها تفاجأت بالواقع العراقي المزري والمثقل بالازمات الذي خلفته الحروب والاحتلال فلم تكن متهيأة لمواجهة هذا الواقع لان المحتل اعطاهم صورة مفبركة عن العراق وشعبه .
واول خطواتهم لاستمالت الشعب نحوهم وصفهم الفارغ للانفسهم انهم منقذين ومصلحين وسيثأرون للمظلومين من الظالمين وهذا كله كلام مهرجين لا يستطيعون تنفيذه على ارض الواقع لانهم مسيرين .
وعندما ايقن الشعب العراقي وعودهم الفارغة المخادعة سأم من هذه الشخصيات الهوجاء وقرر وضع حد لاكاذيبها وكلامها المعسول .
فتنبهت هذه الشخصيات السياسية بنوايا الشعب للاحتجاج عليها فاخذت تغذي نفسها بكلام وعبارات مؤثرة في النفوس ومنمقة لتستعطف الشعب وخاصة شريحة الجهلة والتابعين لها.
فازدانت قنوات وشاشات التلفاز بمظهرهم البراق من الخارج والخائف القلق من الداخل وظهر ذلك في خطاباتهم وكلامهم المتناقض والخالي من المصداقية واي سند للتطبيق واستمروا في هذيانهم لانهم يشعرون بالعظمة المزيفة نتيجة طغيانهم وقمع الشعب المحتج والرافض لهم.
الا ان هذا الشعور يشوبه ارتباك فكري ووعي مشوش وقلق شديد وخوف من ردة فعل الشعب الذي يطالب بتغييرهم ونظامهم السياسي لانه كشف ان هذيان هؤلاء و خلال فترات الحكم للحكومات المتتابعة لم ينقذ مظلوم ولم يشبع جائع ولم يكسوا عريان ولم يشفي مريض ولم يوظف عاطل ولم يعمر بنى تحتية مهدمة ولم يعلم جاهل ولم يواسي عوائل شهداء ولم يرجع نازح ومهجر الى مدنهم ولم يوفر ادنى مستوى من الخدمات واي شيء من متطلبات الحياة اللائقة بالانسان العراقي.
فكان حكم هؤلاء لدولة العراق مجرد وجود مرضي اعراضه الهذيان لا يعالج الا برحيلهم ليسترد العراق ودولته عافيته وكيانه وسيادته واستقلاله.
عاش الشعب
عاش الجيش