الشرق اليوم- استضافت مجموعة “حوار العراق أولاً” على برنامج التواصل الاجتماعي “وتساب” السفير والخبير الدولي بالشؤون الخارجية الأستاذ غازي فيصل، وتحدث عن موضوع المفاوضات الامريكية العراقية.
أدار الحوار الأستاذ نوفل الحمداني، وشاركه في طرح الأسئلة على الضيف، الدكتورة نبأ الدلوي، والسيد وائل العبودي، والمهندسة زينة الصعب، والسيد سيف العزاوي، والسيد أحمد عياش السامرائي، وغيرهم من السادة أعضاء المجموعة.
وكانت الأسئلة التي طرحت على الأستاذ فيصل كالآتي: بما ان العراق ساحة صراع بين إيران وأمريكا فلماذا لم يستدعى الطرف الإيراني لهذه المفاوضات؟ وهل نتوقع أن أمريكا سيكون لها قرار حازم في تفكيك المليشيات الإيرانية وبضمانات عراقية؟ وهل نتوقع أن هذه المفاوضات هي تمهيد لحلحلة الأزمة بين أمريكا وإيران؟ وهل أن هذه المفاوضات التي سيتم عقدها قريباً في العراق تمثل دعم مادي ومعنوي لرئيس الحكومة العراقية الجديد مصطفى الكاظمي وكابينته الوزارية؟ وما مدى التفاؤل بنتائج هذه المفاوضات لانتشال العراق من أزمته الاقتصادية والسياسية وتحقيق استقرار ولو جزئي؟ وهل سيطلب الجانب الأمريكي من الجانب العراقي محاسبة الذين ساهموا بقمع وقتل المحتجين السلميين وتقديمهم للعدالة؟ وهل نتوقع أن ممثلي العراق في هذه المفاوضات يمتلكون القدرة على التفاوض باستقلالية بعيداً عن الإيعازات الإيرانية لهم وحصد نتائج إيجابية لصالح العراق ومستقبله؟ وكيف ستتم الاتفاقية والبرلمان قد صوت بالأغلبية على خروج القوات المحتلة؟ وفي حال فشل المفاوضات على أرض الواقع ولم ينفذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ماهي مردودات هذا الفشل؟ وهل سيواجه العراق عقوبات أمريكية عليه وبشكل اوسع؟ وما مدى تطابق المفاوض العراقي من التصويت لاجلاء القوات الامريكية من خلال التناقضات الواضحة في العملية السياسية من الرفض والقبول وهذه مهمة جسيمة بحفظ التوازن العراقي في الاتفاقية… ما هي فرص حنكة ورصانة المفاوض بين التخوين وحفظ اللحمة الوطنية؟ وهل تعتقد ان زيارة قاآني و وزير الطاقة الإيراني الى العراق و قيامهم بفرض توقيع عقد تجهيز الطاقة الكهربائية لمدة سنتين هي محاولة استباقية لإفشال هذه المحادثات بإعتبار ان أمريكا ابلغت العراق بالبحث عن مصادر طاقة بديلة و لمحت الى ان لا استثناءات للعراق لأستيراد الطاقة من إيران؟ وبكون إيران لاعب مهم بالساحة العراقية وبامكانها عرقلة المفاوضات العراقية الامريكية.. هل ستنجح حكومة الكاظمي بالحوار العراقي الامريكي؟ وهل يستطيع أن يلعب الكاظمي دورا في موضوع الحوار الإيراني الأمريكي؟ وإذا فشلت المفاوضات و أصرت الأحزاب الموالية لإيران على انسحاب القوات الأمريكية، هل تعتقد ان أمريكا ستسحب قواتها بالكامل أم ستبقي على قواعد لها ضمن أقليم كردستان و الأنبار؟ وهل سيكون هناك ضغط دولي او امريكي على ايران لا سيما وأننا نشاهد حجم التدخل من قبل المليشيات الموالية لايران وبلا شك من خلال اوامر ايرانية حتى لا يخرج العراق من دائرة نفوذهم، ما هي الخطوات التي ستتبعها الادارة الامريكية للحد من ذلك؟
ووفقا لما طرح سابقا من أسئلة أجاب السفير والخبير الدولي، غازي فيصل، قائلاً: أعتقد أن المليشيات والحشد الشعبي، أصبح موضوع معقد، أي أن مجموعة من المليشيات مرتبطة بالحوزة والنجف والأشرف والتي لا تمارس أعمال قتالية خارج الحدود العراقية وهي غير عابرة للحدود كالعصائب وحزب الله، وغيرها ماهو مرتبط بالمخابرات الايرانية والحرس الثوري الإيراني، ونذكر أن العبادي أعن عن وجود 100 مليشيا خارج سلطة القانون، وتسمى أسلحة منفلتة، وإن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى تعارض استمرار هذه الظاهرة الخطيرة في النظام السياسي العراقي التي تتعلق بالمليشيات المرتبطة بالأجندة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني.
وإن هذه المليشيات لديها أجندة عالمية وإقليمية تمتد إلى سوريا، لبنان، اليمن، ودول أخرى في إفريقيا للدفاع عن عقيدة دينية مذهبية أممية، على غرار الأخوان المسلمين فإن كل الحركات الإسلاموية هي حركات أممية عابرة للحدود، والتي انتهت بتشكيل حركات إرهابية كتلك التي في الجزائر وأفغانستان ومصر، إذا الحرب مستمرة عبر هذه المؤسسات أو المنظمات الميلشياوية سواء كانت سنية او شيعية، وعلى هذا الأساس أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى تواجه الأسلحة المنفلتة غير الخاضعة لسلطة القانون، فلا يمكن أن يكون هناك أفراد وجماعات منظمة تخضع للتدريب وتمتلك آليات توازي ما يمتلكها الجيش وطائرات مسيرة وأسلحة ثقيلة تخضع لأجندة خارجية، إذا فإن هذا الوضع يشكل وضع خطير، ووضح بومبيو أن استقلال العراق وسيادته وفرصته ليملك لحفظ حقوق الانسان والتنمية أنها مسألة حيوية للعلاقات الأمريكية العراقية .
كما أشار الخبير غازي الفيصل، إلى أن المشاورات ليست متعددة الأطراف وانما هي تتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية والعراق حصرا، والممتدة بشكل حيوي لاتفاقية الإطار الاستراتيجي في 2008 ، واتفاقية وضع القوات المريكية في العراق، واستمرار الاتفاقية في 2014 ، فبتالي إيران ليست طرف في الحوار، كما أن إيران في مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، في كافة المجالات.
وأجاب الخبير حول الدعم الاقتصادي للحكومة العراقية من الولايات المتحدة، قائلا: نعم أي دعم اقتصادي أمريكي للعراق يشكل دعم للسلطات القضائية والتنفيذية، ولكن يمكن أن يكون هذا الدعم مشروط، وكمواجهة الفقر والبطالة، ودعم حقوق الانسان.
ووضح أن المفاوضات يمكن أن تكون جزء من حلحلة الوضع بين إيران وأمريكا، ولكن هذا الموضوع يرجع لموقف وقرار إيران من العودة للقانون الدولي واحترامه، واحترام سيادة الدول.
وبين الخبير أن قرار التصويت على اخراج القوات من العراق كان قرار تحت سلطة التهديد لعدد من الكتل السياسية والمنظمات السياسية والمنظمات المرتبطة بإيران وإن هذا القرار لم يعبر عن الروح الوطنية العراقية، كما أنه يلغي كل الاتفاقيات الرسمية بين العراق والولايات المتحدة، وهذا قد يعرض البلاد للخطر، وخاصة أن تصبح العراق دولة تابعة لإيران، وهذا يعد كارثة، لأنه يسمح لتطبيق النموذج الإيراني في العراق.
ووضح أن هناك استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية توضح المرتكزات الأساسية للمفاوضات وبالنسبة للجانب العراقي يجب أن يكون هاك ملفات مهمة على الطرف العراقي التركيز عليها وعلى الحكوم العراقية أن تظهر جدية مواجهة الفساد المالي والسياسي، وذلك عبر استراتيجية واضحة.
ووجد أن الطرف الأمريكي يذهب لضمان العلاقات استراتيجية ثقافية سياسية اقتصادية طاقوية مع العراق، إذا الولايات المتحدة جادة في تحالفها مع العراق، وأرى أن العراق هو جاد بالمثل، وأشار إلى أنه بعد 17 عام من الحروب والتخلف والديون، علينا أن ننتقل بالعلاقة مع الولايات المتحدة من عدو إلى حليف، كما لا بد من توثيق العلاقات مع الدول الكبرى مثل الصين والاتحاد الاوروبي وروسيا، ومع الدول الاقليمية، وأن نتخلص من العداوات الأيدولوجية، و ان نبحث عن مصلحة العراق بشكل أساسي.
وأجاب على سؤال اخراج القوات الأمريكية قائلا: هناك مصلحة من التعاون العسكري مع الولايات المحدة كما كان مع الاتحاد السوفييتي وسوريا مثلا، وغيرها من الدول، واليوم روسيا موجودة عسكريا في سوريا وأيضا الولايات المتحدة موجودة أيضا في سوريا وغيرها من الدول، لذا يجب أن نتعمل مع الولايات المتحدة عبر ضمان مصالحنا الوطنية كعراق، فإن النفط يحرق في البصرة ويشترى الغاز بأغلى الأسعار من إيران، إذا يجب أن تبدأ الشركات بالتوجه إلى انتاج غاز الذي ينتج الكهرباء أو الطاقة النظيفة.
أما موضوع زيارة قاآني، قال الخبير غازي الفيصل: هناك توتر إيراني أمريكي وأعتقد أن إيران عليها أن تتحمل مسؤولية النتائج الكارثية على الشعب الإيراني، وفي ظل هذه التوترات على العراق أن يبحث عن مصالحه، وسوف تتسابق كل من أمريكا وإيران على مصالحهم ومشارعهم في العراق، ما يسمح لخفض أسعار المشتقات النفطية الإيرانية، وعلى إيران أن تسهم في تطوير الزراعة في العراق. في دولة ساهمت بتدمير البنية التحتية للعراق والأراضي الزراعية. وهناك كوارث أخرى كانت سببها إيران كسرقة النفط العراقي وتهريبه لسوريا.
واعتقد الخبير غازي الفيصل أن السيد الكاظمي والحكومة العراقية يمكن ان تلعب دور في تقريب وجهات النظر الإيرانية الأمريكية، ولكن التيار المتشدد والمرتبط بالسيد علي خامنئي يرفض أي مفاوضات مع والولايات المتحدة الأمريكية، واليوم ينتصر التيار المتشدد للأسف التي ترفض الديموقراطية والحوار، وهذا ما يشكل عقبة أمام الانفتاح نحو التعاون بين إيران وأمريكا وأوروبا أيضا، وحتى دول عربية، وبوجود هذه العقبات سوف ينتهي هذا النظام المتشدد كما انتهى النظام السوفييتي بفعل الجمود العقائدي، وعدم القدرة على الانفتاح في الحوار مع العالم.
وأشار الخبير إلى وجود ضغط دولي مثل حلف الشمال الأطلسي الذي يمثل أوروبا والولايات المتحدة وروسيا، كما أن التصريحات التي صدرت من بريطانيا، بأن هناك استياء مما يحصل في دول الشرق الأوسط، لذا نتفق على أن كل ما تقوم به إيران هو نقيض للسلام والاستقرار والأمن في الشرق الوسط والخليج، ومؤخرا تصريحات إيران إلى أن الخليج هو خليج فارسي لماذا هذا هل الخليج نكرة؟؟
وقال الخبير أن إيران تعمدت من خلال الوزراء المرتبطين بها أن تبقى البنية الاقتصادية مشلولة، وأهملت الزراعة تماما ففي 2003 كان العراق مكتفي غذائيا ويزرع 48 مليون دونم أما الآن يزرع 6 ملايين ويستورد الطماطم وغيرها من إيران وهذه كارثة خاصة أن العراق دولة زراعية منذ الدولة البابلية، وهذه نتيجة نظرية ولاية دولة الفقيه الكارثية وتجنيد الشباب في مليشيات والخوف والرعب.
ورأى الخبير أن موقف الأحزاب الموالية لإيران لا تشكل ثقل حقيقي على الصعيد السياسي ومجلس النواب، وبفعل تطورات الأحداث فإنها تقترب لأن تكون تنظيمات معزولة، والدليل أن المليين من الشباب في كل المدن العراقية ترفض نظام التبعية الإيرانية، وكل اشكال الهيمنة الاقتصادية، واليوم لا يوجد لإيران شعبية في العراق ولكن يوجد إرهاب في العراق، فإن العراقيين مل من هذه الصراعات الدموية المحزنة.
واختتم الخبير غازي الفيصل حديثه متمنيا أن يعود العراق سيد مستقل وحر وأن تعود له حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة، وأن تتم محاسبة كل من مارس التعذيب والقتل بحق الشعب والشباب العراقي، وأن ينتهي الارهاب الدموي في العراق.