الشرق اليوم- تساءل الإعلامي العراقي، الدكتور صباح ناهي، إن كان السياسيون العراقيون يصغون لما يقوله ويغرد به السياسي المستقل عزت الشابندر!
ابن الكرادة، وابن النضال السري، والعمل السياسي الذي وصفه مراراً، بانه لم يتلق نتائج كان يتوقعها! بل كان يقارن بين الدولة الآن المنهكة المنتهكة، التي ينتهبها ذئاب السياسة من سارقي المال العام ومنافقي السلطة ومسرفي القتل الذين تحكمهم عقدة الانتقام والياس وعدم القدرة على البناء، ويقارنهم مع رجال في السلطة السابقة خارج منظومة دكتاتورية الرئيس صدام وظلمه وقسوته، بأنهم رجال دولة لم يسرقوا ولم تمتد أياديهم للمال العام وكانوا بناة، يجعل ذلك السيد الشابندر ما زال ينظر لهم بإعجاب وتقدير الوطني الغيور.
فما الذي يجعل الشابندر قلقاً على الوطن كإسلامي متنور، تتلمذ على يد مفكري الإسلام السياسي لكنه آمن بأن الوطن ورسالته أرفع منهم، وأن التدين سمة عراقية من فطرة الناس وتقاليدهم فيرى عزة مصطفى العامي القيادي في البعث حينها أرقى من كثير من الإسلاميين الذين وضعوا الإسلام خلف ظهورهم حين غضوا الطرف عن سرقة المال والاستحواذ على قصور الدولة التي لم يتعظوا ويتعلموا من سيدهم الخمينيّ، بأن تحول دور دولة يشاهد الشعب ظلم الشاه وغطرسته وحال دون ان يمنح ابنه فلذة كبده فرصة أن يأخذ له سكناً لأنه لا يستحق لإنها ملك الشعب.
يدرك الشابندر أن الاوطان لا تبنى بالعداوات والضغائن والتآمر على الغير؛ بل بالدين الحق الذي يرجح أن يتقي الإسلامي ربه قبل رئيس حزبه وكتلته ، لذلك فهو لم يتوانى من مهاجمة قيادات الدين والدنيا علنا ً
هل يجد الشابندر أنه أفلح!؟
ما الذي جناه الشابندر من رفاق الأمس الذين صاروا يلعبون بالأموال والأعمال والمناصب، وهو يتفرج على تحولاتهم ناصحا ًحينا ًرفاقه، وقادحاً جشعهم ومنتقدا ًسلوكهم ومذكرّاً رموزهم بأحوالهم في الأيام الخوالي، لكنه لا يخرج للناس شاهرا ً سيفه وهو يرى فقراء بلاده يتلفع نسوته عباءات البؤس والشقاء، وهو يمعن النظر بمرأى العراقيات الشيعيات يتسولنّ في الرميثة وبغداد، ولم يخرج عليهم ويقول لهم أعيدوا ما اخذتم فما جئنا من اجل الدنيا التي قال عنها سيدهم ابو الحسنين بانها دار فناء فحولوها قصور بقاء, لم يقل لمعيته أنى لكم أن تتحدثوا مع الناس عن الظلم والظلمة وأنتم تعيشون في قصورهم بل وتملكتوها وكنتم تعيشون على الكفاف يوم عدتم للوطن بفضل جيش عرمرم غزا البلاد وهجّر العباد وحل الدولة وفكك اواصر الوطن الذي حصدتم أتعاب غيركم من الشهداء وظننتم انكم عوضتوهم بالرواتب دون أن تدركوا بأنهم يحلمون بوطن أمن ومستقبل مكفول، وظلت مدنهم من طين ومدارسهم تعيش الرثاثة وسرق الطغاة الجدد المليارات بل سرقوا كل ما يملك الشعب وتركوه في فك العوز والحيرة. لماذا لم تقل لهم يا أبا زينب إن الأوطان لا تبنى بالتمنيات وبمجالسة المتخمين والمقاولين الذين يتقاسمون معهم الوطن بلا وجه حق؟ أسالك كل هذا لأني أعرف كم انك عراقي غيور!