الرئيسية / الرئيسية / لا حل إلا بحل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة

لا حل إلا بحل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة

بقلم: نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- من المعلوم أن هناك علاقة وثيقة بين الديمقراطية والانتخابات؛ فالانتخابات تعد حجر الأساس للديمقراطية لأنها الوسيلة التي تمنح الشرعية السياسية للحاكم لإدارة الدولة وخدمة الشعب، ومهما اختلفت النظم السياسية الديمقراطية في آليات عملها وتطبيقاتها لكنها تلتقي في أن “الشعب مصدر السلطة” فمن خلال الحق والحرية الانتخابية للشعب يتم اختيار من يمثلهم في السلطة ويحقق مطالبهم.

والانتخابات بطبيعتها تعبر عن مجموعة من الحريات والحقوق الديمقراطية المترتبة منطقيا والتي تبدأ من حق التصويت الى اعلان النتائج وتعتمد الانتخابات على معايير الثقافة الانتخابية التي تدور حول مضامين الديمقراطية  واهمها حرية الانتخابات واحترام حريات الافراد وكذلك نزاهة الانتخابات وهذا الشرط بحسب تجارب الدول عامة هو شرط اساسي لنجاح الحكم والوقوف على متطلبات الشعب وتحقيقها بعدالة وأمانة وإخلاص .

ومن الضروري جداً الاقتناع بان الانتخابات وسيلة لتبلور ارادة الشعب بشكل شفاف وليس هدفاً بحد ذاته لصالح الاحزاب الحاكمة فالأحزاب هي في خدمة الشعب وليس الشعب في خدمة الأحزاب.

إن الاستحقاق الشعبي في المشاركة الديمقراطية لانتخاب حكام الدولة بدأ في اثينا القديمة في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد فكان للمواطن الاثني الحق في انتخاب من يجده يستحق التصويت ليتولى تشريع القوانين ومتابعتها وتنفيذها.

ولأول مرة ظهرت عبارة الانتخابات (حرة، نزيهة)لوصف الاستفتاء الذي اجري في دولة توغو غرب افريقيا في عام 1956 ثم تبنت منظمة الامم المتحدة هذان المصطلحان لاستخدامهما في حالات الانتخابات في دول العالم .

وفي العصر الحالي طور الحكام اساليب عدة للتلاعب بالانتخابات ومجرياتها لتحقيق مقاصد غير تلك التي ترجى من الانتخابات الديمقراطية النزيهة وساعدت على ذلك غياب العقلية الديمقراطية التي تتطلب استيعاب نظام الحكم الديمقراطي بأخذ رأي المواطنين في اختيار من يمثلهم في السلطة.

وفي العراق الذي كان أحد أهم أسباب احتلاله باسم الديمقراطية ولكن الذين تحكموا بأمور الدولة العراقية لا يمتلكون لمحة من عقلية الديمقراطية بل انهم كانوا يمتلكون نزعات سلطوية عشائرية مذهبية مناطقية قومية ويتبجحون امام الشعب بانهم سيحققون الديمقراطية وبسطوا نفوذهم عبر الانتخابات المشكوك بنزاهتها والتي تفتقر الى المصداقية وعبر أساليب تمثلت بالتزوير وشراء الاصوات واستغلال جهل المواطنين وتدني وعيهم الديمقراطي اضافة الى استخدام اساليب الترهيب والعنف ضد المواطنين.

ومن خلال نتائج الانتخابات استمر تسلط الزمر ذات النزعة المذهبية والقومية والمناطقية  على العراق وشعبه واصبح مصير العراق ومستقبله بيد هؤلاء مما اثار غضب الشعب وادى الى خروج التظاهرات العارمة احتجاجاً على اساليب الكذب والرياء والتزوير التي وعدوا بها الشعب والحقيقة هي تشبثهم بالمناصب وتحقيق مكاسبهم ومنافعهم الشخصية ورغم الظروف التي يمر بها العراق فان المطلب الرئيس للمتظاهرين اليوم لا حل إلا بحل  البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة ليتحقق هدف الشعب لاختيار ممثلين له ببرلمان  نزيه عادل  يتعامل بمصداقية مع الشعب وبكل طوائفه وقومياته ومذاهبه ويوليه كل الاهتمام والرعاية وتحقيق كافة مطالبه المشروعة.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …