الرئيسية / الرئيسية / تخبط الكاظمي

تخبط الكاظمي

بقلم :نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- إن التَخَبَّطَ والوَقوع فِي مشاكل لا حصر لها ومحاولة التَّخَلُّصَ مِنْهَا بشتى الطرق يكون على حساب مستوى ونوع الاداء المنجز بفوضوية وعشوائية وتذبذب وارتباك.

ويعتبر التضخم الوظيفي من أوليات أسباب التخبط في العمل ومن المشكلات التي باتت تطفو على سطح الحياة العملية مما يتسبب في الكثير من المشاكل التي تؤثر على مستوى كفاءة أداء الموظف وتنعكس على مستوى انجازه للعمل بكفاءة و بسرعة ودقة فائقة وثقة عالية بالقدرات الشخصية والبيئية والمادية.

فمن أكبر أسباب ضعف الاداء وعدم القدرة على الانجاز هو القلق النفسي وعدم الثقة بالنفس والمصحوب بنوع من الإحباط أو عسر المزاج، وهو دليل على احتقانات نفسية داخلية في  الانسان الذي يتخبط في عمله، فهو يشتت التفكير ويقلل من مقدرة الإنسان على الاستيعاب للظروف والمواقف التي يعيشها او يكلف للعمل خلالها .

كذلك من معوقات النجاح في العمل بكفاءة وكفاية عالية عدم القدرة على عملية صنع القرار واتّخاذه وهي واحدةً من الاستراتيجيات التي يقوم عليها نجاح العمل والتي تشمل البحث في عمق المشاكل والمسائل المطروحة في الواقع  وإيجاد الحلول المناسبة لها وإنتاج بدائل ناجحة لتصحيح المسار وتلافي الازمات، وهذا كله بسبب اسناد الأمر إلى غير أهله والتي تمثلها مقولة  مألوفة ألا وهي “الرجل المناسب في المكان المناسب”.

فبعد أن تم الاتفاق على تكليف  مصطفى الكاظمي ليتسنم رئاسة مجلس وزراء العراق واختيار كابينته الوزارية بما تعنيه كل وزارة  ومما تعانيه من تركات اثقلت بها خلال الفترات السابقة اذ لم تنجز ماهو مطلوب منها اتجاه العراق وشعبه ولم تحقق  ما تم الاتفاق عليه من خطط محلية وخارجية لاسباب عديدة منها قلة الكفاءة والكفاية الادارية والتحسبية للوزير وبعده عن اختصاص الوزارة ومنها التدخلات المقصودة من قبل الاحزاب والجهات الاقليمية لاعاقة عمل الوزارات ومنع الانتاج بكل معانيه، والفساد المالي بالاستحواذ على الحصص المالية المحددة للوزارت ومشاريعها إضافة الى انشقاقات الاحزاب والكتل المتسلطة على العراق من أجل اثبات الاقوى في السيطرة والتمركز والمتغلغلة في كافة مؤوسسات دولته العميقة والتي اصبحت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة ثم هناك الشارع العراقي ومظالم الشعب التي تحيط به منذ الاحتلال من فقر وبطالة وتجهيل وصراع عشائري وحقوق سكان في مدن مدمرة كلياً بسبب الارهاب وماخلفه من ازمات نفسية ونقمة شعبية وعدم ثقة بكل مسميات الحكومة العراقية الحالية والحكومات السابقة التي تعابقت على حكم العراق ودمرت مدنه ونهبت ثرواته وأقصت شبابه بالاغتيالات والاعتقالات وشردت عوائله بالتهجير والنزوح.

 كل هذه أدت الى هيجان وثورة شعبية عارمة  في معظم مدن العراق وكان من مطالب ثوار هذه الثورة العراقية وأولها اختيار رئيس حكومة من الشعب وبارادة الشعب واسترجاع  الوطن من ايدي المغتصبين آمناً حراً ويعيش العراقي حياة كريمة في ظل دولة عادلة  مستقلة ذات سيادة تدير دفتها حكومة  نزيهة منغمسة في هموم الشعب  ومظالمه هذه التظاهرات اصبحت هي القشة التي ستقصم ظهر البعير، ولكن الذي حصل اختيار شخصية  الكاظمي لتسنم حكومة العراق وفق اتفاقات حزبية وفئوية وتدخلات اقليمية ودولية  بعيدة عن مطالب الشعب الثائر وارادته ومما وضعه في موقف لا يحمد عليه فتفاقم تخبطه في عمله لقلة خبرته ولضعف امكانياته على التفكير العقلاني المتوازن وعدم قدرته على مواجهة التحديات الاقليمية وصراع القوى الداخلية والخارجية في الساحة العراقية وخضوعه لتجاذبات هذه القوى حسب ما ترتأيه مصالحها وتغاضيه عن مطالب الجماهير الثائرة فاصبح يتخد قرارت ارتجالية غير مدروسة ولا يميز بين المواقف المصيرية والشكلية التي يتصور انها تقدم حلولا للازمات التي تعتصر العراق وشعبه فكانت قرارته  التي اتخذها ويتخذها واهية هشة تنم عن عدم دراسة وتمعن في اولويات الازمات وعمق تأثيرها على حياة الشعب ومدى نجاحها كحلول  بديلة لمواجهة الازمات إضافة الى عدم اكتراثه بالمطلب الجماهيري الصارخ وهو مصير المختطفين والمغيبين من الشباب والرجال وتقديم المتهمين بجرائم ضد الشعب العراقي وقتل الثوار الى المحكمة لمحاسبتهم علما ان لديه معلومات مسبقة عن هذه المظالم من خلال وظيفته كرئيس جهاز مخابرات سابق .

ولكي يستعيد العراق وجوده السياسية والاقتصادي والوطني داخليا واقليمياً ودولياً  فلابد من تلبية مطلب ثوار اكتوبر 2019 باختيار رئيس حكومة وحكومة عراقية خالصة نزيهة عادلة حكيمة تنبع من الشعب والى الشعب ……

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …