بقلم: نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم– أكتب هذه المقالة ويعتصرني الألم لما آل اليه العراق والحيث والظلم الذي غطى حياة شعبه وكردا على من يتهم أمهاتنا ونسائنا بأعراضهن والكارثة الكبرى يسمون أنفسهم اسلاميون واهل تقوى وورع …. فاخترت نموذج يمثل العراقيات المضحيات والصابرات انها العراقية.
أم مهند المرأة التي تجسد الحالة العراقية الابية المشرقة في وقتنا الحالي ……
هذه المرأة الأنموذج الحي في الصبر والتصابر والكبرياء وباستذكارها نزداد اصرار وعزيمة في التفكير والتدبير لإرجاع البسمة على وجوه العراقيين من اطفال وشيب وشباب …..
أم مهند
وانا اتصفح معالم شخصيتها ينتابني الألم والحزن وفي ذات الوقت اشعر بالفخر والاعتزاز …
المرأة العراقية التي مازالت تضحي وتقدم ولم تتوقف عن العطاء على مر الدهور …
المرأة العراقية في احنك الظروف القاسية التي انتابت العراق وما جرى عليه اثبتت انها متميزة عن جميع نساء العالم لأنها تجسد بعمق كل ما تعنيه كلمة الام والزوجة والبنت والحبيبة
بتضحياتها ومعانيها الانسانية الزاخرة والعاطفية والتربوية والاخلاقية.. وعندما اتصفح مسيرتها يدهشني مدى الصبر والتحمل الذي تتوسم به شخصيتها وهي التي ثكلت بزوجها وابنها وأخيها وحبيبها وما زالت صامدة وصابرة، هي قيثارة الازمان ونغم تواصل الثوار وملهمتهم الروحية ونَفسهم الثوري …
أم مهند
الحالة المؤلمة جداً وقصتها مثال حي حاضر معنا عن مأساة قائمة… وهي تودع وحيدها الذي قدمته قرباناً لهذا الشعب والوجود العراقي الذي مازال وسيبقى حياً ولن يموت نعم العراق يمرض ولا يموت …
أم مهند
اعطت مثالاً عالياً نستقي منه العبر في معايشتها للظلم بمكنوناته وكلياته الظلم بكل ما تعنيه هذه الكلمة عندما تقدم مستهتر لاقتناص حياة ابنها الوحيد الذي لم تلد غيره والذي بَنتْ الآمال عليه لكي يكون عوناً لها في حياتها وسنداً لها في تقدم عمرها وبار بها بعد مماتها ويحمل نعشها على كتفيه ويدفنها ويبكيها ويعمل لها الخيرات للإيفاء بحق تربيتها …..
ولكن فجأة تلاشت آمالها وماتت احلامها برصاصة متعمدة قتلت فلذة كبدها بدم بارد ،من قبل فكر منحرف من عبيد العصابات المجرمة المستهترة التي لا تمت للدين والإنسانية والاخلاق والعراقية بشيء.
نعم إنها عصابات مافوية نتاج نظام فاسد محاصصاتي لا يمت للشعب العراقي بشيء أبداً ….
وكذلك كل من يعزز النزعة الطائفية والعرقية في العراق فهو بعيد عن العراق ولم ينتمي له ولم يتنفس هواءه النقي ولم يشرب من ماءه الطهور …..
وها نحن اليوم محاطين بهذه الزمر الخارجة عن القانون والتي تمتلئ نفوسهم بالحقد والشر كنتاج لشعورهم بالنقص والعقد النفسية والتي تنفث حقدها وشرورها في الجسد العراقي ….
ولكن الشباب الثائر في ساحات التحرير الذين وصلتهم صرخة ام مهند وتعاهدوا وقالوها نحن ولدك يم مهند وعهدا سنبقى ولن نخذلك ولن نخذل مهند واخوته الشهداء وسنثأر له ولكل حر شهيد وجريح وجائع ونازح ومغيب …
ليس بالدم بل بالاقتصاص من الاشرار والخارجين على القانون بقلعهم وتغيير النظام السياسي المحاصصاتي الفاسد….
وسيبقى العراق ويبقى الاحرار …
وتبقى ام مهند نموذج الام الخالدة في الذاكرة العراقية امد الدهر وكل من يشبهها لانها النخلة الشامخة الباسقة المرأة التي جمعت كل صفات نساء العالم والعراقيات فيها …..
رحم الله البطل مهند ورحم الله شهداء اكتوبر وشهداء العراق منذ بدء الخليقة الى قيام الساعة.
والعراق العراق هو الباقي وكل من يحاول أن يقزمه فهو قزم زائل.