الرئيسية / الرئيسية / المغانمة والتستر المتبادل وغياب الرقابة.. أسلحة فتاكة لهدم العراق

المغانمة والتستر المتبادل وغياب الرقابة.. أسلحة فتاكة لهدم العراق

بقلم:نوفل آل صياح الحمداني


الشرق اليوم- يعد أسلوب اللجوء إلى اعتماد الاجراءات الانية وقصيرة المدى (التكتيكية) للاستمرار في السلطة على حساب إعداد خطط متوسطة وبعيدة المدى (استراتيجية) كانت وما تزال العامل المشترك بين أقطاب الطبقة الحاكمة التي اتسمت بالفشل وتشبعت بالفساد .. في التعامل مع الاخرين ووسيلة في كسب وجذب الآخر لغايات مختلفة بحسب ما يحتاج الموقف إلى آراء صادقة أو تحديد رأي معين أو اتخاذ قرار إزاء موقف ما.

ولكن اذا تجاوز الهدم الحدود المعقولة والمسموح بها واصبح سلوكاً يمارس باستمرار في كل المواقف والظروف اعطى مظهرا سيئا ينم عن سلسلة من الاكاذيب والرياء ويتحول الى نفاق والذي يظهر عكس ماتخفيه النفس البشرية .وفي عصرنا الحاضر شاع بشكل فاضح اسلوب الهدم والنفاق في العلاقات السياسيةدوليا ومحلياً فبات السياسيون يلبسون الاقنعة المزيفة لاخفاء حقيقتهم غير المقبولة ونفوسهم المشوهة بمختلف النوايا والشرهة اتجاه كافة المغريات الوظيفية لتكون لهم جسور عبور الى تحقيق مصالحهم الخاصة بطريقة مباشرة او غير مباشرة ويتفاقم اسلوب الكذب والنفاق في مواقف التنافس على المناصب والمغانم والالقاب واثبات الوجود حتى لو كان ذلك على حساب التسلق على مظالم الشعوب ومطالبهم.

ويعد النفاق السياسي اخطر انواع النفاق واكثرها فتكاً واشدها تدميراً للمجتمع لانه يستهدف القيم النبيلة وكل ماهو جميل فكرياً واخلاقياً لما يبثه المنافقون من تضليل الرأي العام وتزييف الحقائق والترويج لثقافة الحقد والكراهية وبث روح اليأس والهزيمة بين افراد المجتمع للحصول على اكبر قدر من المكاسب واثبات الوجود وطبقا للدراسات النظرية والتطبيقية ثبت أن ليس للسياسة ذنب في خلق سياسيين منافقين بل انها غايتهم لتحقيق مصالحهم الشخصية فاستخدموا السياسة وسيلةمن اجل الوصول اليها، ففي اعتقادهم ان تكون سياسيا ناجحا يجب ان تحترف الكذب والنفاق وتضليل الرأي العام.

وترتكز ظاهرة النفاق على اسباب منها نفسية ومنها اجتماعية كما اشار اليها الباحثون والعلماء والمتمثلة بعدم الثقة بالنفس والشعور بالضعف امام الاخرين والتعصّب وعقلية المعارضة بصيغة الاجرام والخُلق الذميم، وحب النفس وحب المال ومحاولات الوصول اليه بكل الوسائل المتاحة،الخيانة ، التعلق بالحياة ومغرياتها ، الجهل ، الطمع ، و الإحساس بعدم المساواة الاجتماعية و القلق والتخوّف من الفشل .وعقدة الماضي وماخلفه.

وفي العراق ومنذ احتلاله تعاقبت على حكمه شخصيات اعلت من شأن قوميتها تارتا ومذهبيتها تارة اخرى وهم ما يكون ابعد عن مصالح جمهورهم او كما يدعون تمثيلها لابل عززت مصالحها لاثبات وجودها والاستحواذ على المناصب والمكاسب والمنافع واستمرار تسلطها على الشعب باعتمادهم اسلوب الهدم والنفاق في تحقيق اهدافهم المريضة ووفاءً بالالتزام للجهة الدولية والاقليمية التي تدعمهم في غيهم وتعزيز وجودهم في السلطةعلى حساب القيم والاخلاق والمبادئ والاعراف ولا يختلف المنافق السياسي عن المنافق الديني الذي يلتحف عباءة الدين تستراً لتحقيق مكاسب شخصية ومنافع ذاتية وهم مستعدون للقيام بكل شيء سواء كان شرعيا او غير شرعي طالما يرضي صاحب القرار، وهذا كله على حساب الشعب الذي يعيش ضمن شبكة واسعة من المظالم والمآسي نتيجة الظروف والمتغيرات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالعراق.

ان لجوء السياسيين لاعتماد اسلوب الهدم والنفاق يعكس ضعف وهشاشة الحصانة الفكرية والسياسية والثقافية والأخلاقية والدينية لديهم وعدم القدرة على مواجهة الظروف والمتغيرات الاستثنائية التي يمر بها العراق وضعف الامكانية في اتخاذ القرارات الموضوعية الصائبة في مواجهة الازمات والتشبث بمناصبهم بشتى الطرق والوسائل على حساب المصلحة العامة والواقع المرير الذي يعيشه الشعب وغياب دور المؤسسات الدينية والرقابية والاصلاحية على متابعة هذه السلوكيات مما ادى الى اتساع الفجوة بينهم وبين الشعب فغرق الشعب بمظالمه ومآسيه بينما غرق السياسيين في حياة الترف والثراء والمغانم نتيجة العلاقات المشبوهة والتقايضية الداخلية منها والخارجية في الميدان السياسي والاقتصادي ولم يكن تأثير هؤلاء على تحصيل المكاسب والاستحواذ على المناصب فحسب بل تمتد اساليبهم في الهدم والنفاق الى افساد الذمم والعقول والسلوك لدى الجهلة والمتدني الثقافة والانتهازيين والمنتفعين وبالتالي تؤدي الى تشويه الحقائق والتحريض على الباطل واتساع استعباد وتبعية النفوس المريضة لهؤلاء المنافقين من اجل ارضائهم وضمان معيشتهم.
لذلك فالعراق اليوم يحتاج الى ثورة اخلاقية وثقافية وتربوية للتصدي لاسلوب الهدم والنفاق لدى السياسيين والذين يتحكمون بمصير العراق وشعبه وثرواته ومستقبله وتحصين الجيل من هذه الآفات المدمرة.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …