BY: Forbes
الشرق اليوم- تتحصن الصين بقاعدة بحرية ضخمة في جيبوتي، وتشبه في تصميمها سور الصين العظيم، كدرع أساسي لحماية هذه القاعدة، وتعد هذه القاعدة مثيرة للاهتمام على وجه الخصوص بتصميمها الفريد، فهي قلعة حديثة بنتها الصين من الصفر، وتتميز بتحصيناتها التي يندر رؤيتها حتى في مناطق الحرب، وهي أكبر قاعدة بحرية عسكرية لبكين والأبعد عنها، ولها موقع استراتيجي في القارة الإفريقية وجاهزة لاستقبال سفن بحرية ضخمة وحاملات طائرات.
وإن هذه القاعدة لا تحمل مظهر القلعة فحسب، بل هي مصممة بالفعل لتكون محصنة من أي هجمات، وقد بدأ تأسيس جدران القاعدة في مطلع 2016، واكتمل بناؤها في ربيع 2017، ويجري بناء وتوسعة القاعدة منذ ذلك الحين.
ولكي تصل إلى القاعدة بالطريق البري، ينبغي أولا أن تدور حول محيط القاعدة وتعبر من بوابة خارجية آلية ضخمة، وبعد أن تنحرف بالمركبة بزاوية 90 درجة، وهذا أمر جيد دوما لإبطاء سرعة المركبات، عليك حينها تجاوز نقطتي تفتيش للمركبات ومنعطف صناعي.
وفي حال الدخول من جهة البحر فإن الأمر يتطلب تجاوز سلسلة من الحواجز الأمنية ونقاط الحراسة، بالإضافة للحواجز الأمنية الموجودة داخل القاعدة.
وتتميز جدران القاعدة بأنها مصنوعة على طراز حواجز (Hesco)، بأسلاك شائكة في الأعلى. وحواجز هيسكو عبارة عن إطارات سلكية مملوءة بأكياس رملية عملاقة. وقد استعملتها القوات الغربية بكثرة في أفغانستان والعراق في تدعيم الجدران الرئيسية للقواعد المحصنة. أما في هذه القاعدة فهي تشكل الجدار الخارجي فقط.
وداخل هذه الجدران (hesco) ، يوجد الجدار الرئيسي المبني من الخرسانة، ويحتوي على أسوار تشبه أسنان المشط تعلو وتهبط، وكانت تتميز بها قلاع العصور الوسطى. وبها أيضا مزاغل، أي فتحات لإطلاق النار من داخلها، وأبراج طويلة عند الأركان، وجميع جوانبها تحمل دفاعات قوية.
وأي هجوم على القاعدة ستتعامل معه قوات الضفادع البشرية المتمركزة هناك، ومن بين المركبات المصفحة التي شوهدت داخل القاعدة مركبات (ZBD-09) المقاتلة للمشاة، ومدافع (ZTL-11)، هذه المركبات مسلحة بتشكيلة من المدافع الآلية والصواريخ المضادة للدبابات والمدافع ثقيلة العيار.
وهناك قواعد عسكرية أخرى في جيبوتي، منها القاعدة الاستكشافية التابعة للبحرية الأمريكية في معسكر ليمونيه، وتتمتع بدفاعات قوية، لكنها لا تُقارن بدفاعات القاعدة الصينية.
كما أنه لم يسبق للصين أن تعرضت لأي هجوم على إحدى قواعدها العسكرية الخارجية مثل التي عانت منها القوات الغربية في أفغانستان والعراق، لكنها ربما تعلمت من تجارب غيرها، إلا أنه يصعب رؤية تلك الدفاعات دون مقارنتها بالقلاع الصينية القديمة، وبالطبع سور الصين العظيم.