مؤشرات الأسهم الآسيوية تستهل بداية التداولات بإيجابية بدعم من فتح الاقتصاد العالمي
الشرق اليوم– استهلت مؤشرات الأسهم الآسيوية أولى جلسات الأسبوع الحالي باللون الأخضر في يوم الأثنين الموافق 11 من مايو وسط التفاؤل الذي يحيط بالمستثمرين بسبب إعادة فتح الاقتصاد العالمي، إضافةً الى تخفيف إجراءات التباعد الإجتماعي عالمياً، ويأتي هذا التفاؤل وسط ترقب عودة افتتاح “Disney Land” في مدينة شنغهاي في وقت لاحق يوم الأثنين، ولا يزال الحذر قائماً في أعقاب تحذير كوريا الجنوبية من موجة ثانية محتملة من حالات المصابة في فيروس كورونا.
وقد تم متابعة كشف بنك اليابان المركزي عن تقرير ملخص الآراء، وجاء ذلك قبل أن نشاهد عن الاقتصاد النيوزيلندي صدور قراءة مؤشر ثقة الأعمال من قبل مجموعة استراليا ونيوزيلندا المصرفية. وجاء في القراءة تقلص الانخفاض الى ما قيمته 45.6 في مايو مقابل 66.6 في أبريل الماضي، لتعكس هذه الأرقام بذلك تقلص التراجع للشهر الثاني على التوالي. ونود بالإشارة أن الإحصائية تجري مسح لنحو 1500 شركة لتقييم النظرة الاقتصادية للعام القادم.
وفي سياق أخر، فقد رأينا يوم أمس تحذير وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشن، من أن معدلات البطالة في بلاده قد تسوء قبل أن تتحسن، وان معدلات البطالة ربما قد تصل الى 25%. كما وجاءت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي عقب ساعات من صدور بيانات سوق العمل الأمريكي بارتفاع معدلات البطالة الأمريكية لأعلى مستوياتها في نحو سبعة عقود من الزمن والى مستويات 14.7% مع فقد نحو 20.5 مليون وظيفة خلال شهر أبريل من جراء انتشار جائحة كورونا.
ويمكن ان نستذكر تحذيرات منظمة الصحة العالمية، حيث حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، من خطورة تخفيف قيود الإغلاق المفروضة لمواجهة جائحة فيروس كورونا بشكل سريع ، موضحاً أن فتح الاقتصاد يجب أن يكون تدريجي وبحرص، ووفقاً لأخر الأرقام و البيانات الصادرة عن المنظمة، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا بنحو 3.93 مليون شخص ، ولقي أكثر من 274 ألف شخص مصرعهم في 215 دولة.
مؤشرات الأسهم اليابانية شهدت ارتفاعاً خلال التداولات، حيث ارتفع مؤشر ” TOPIX” الأوسع نطاقاً في اليابان بنسبة 1.44% ليربح 21.05 نقطة ويصل إلى المستوى 1479.33، وارتفع مؤشر “Nikkei 225” الرئيسي للأسهم اليابانية بنسبة 1.42% ليربح هو الأخر 287.49 نقطة ويصل إلى المستوى 20466.58.
كما شهدت مؤشرات الأسهم الصينية ارتفاعاً خلال تداولات الجلسة هي الأخرى، حيث ارتفع مؤشر “CSI 300” بنسبة 0.53% ليربح 20.87 نقطة ويصل إلى المستوى 3984.49، وارتفع مؤشر شنغهاي بنسبة 0.41% ليربح هو الأخر 11.82 نقطة ويصل إلى المستوى 2907.16.
وبالنظر إلى مؤشر”Hang Seng” لأسهم هونج كونج فشهد ارتفاعاُ بنسبة 1.93% ليربح 468.37 نقطة ويصل إلى المستوى 24698.54، كما ارتفع مؤشر “KOSPI” لأسهم كوريا الجنوبية بنسبة 0.07% ليربح هو الأخر 1.35 نقطة ويصل إلى المستوى 1947.17.
وصولاً إلى مؤشر “NZX 50” لأسهم نيوزيلندا والذي ارتفع بنسبة 0.26% ليربح 27.33 نقطة ويصل إلى المستوى 10722.92، من ناحية أخرى يشهد مؤشر “S&P/ASX 200” لأسهم استراليا ارتفاعاً بنسبة 1.41% ليربح هو الأخر 76.02 نقطة ويصل إلى المستوى 5467.10.
النفط يهبط بفعل تخمة المعروض والمخاوف من موجة ثانية للفيروس
تراجعت أسعار النفط أكثر من 1% يوم الاثنين حيث ألقت المخاوف من تخمة المعروض وعتمة اقتصادية بسبب جائحة فيروس كورونا بظلالها على الدعم الصادر عن تخفيضات المعروض التي يباشرها بعض أكبر المنتجين في العالم. وبحلول الساعة 06:24 بتوقيت جرينتش، كانت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة 51 سنتا بما يعادل 1.7% إلى 30.46 دولار للبرميل، في حين نزلت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 49 سنتا أو 2% إلى 24.25 دولار للبرميل.
اقتنص كلا خامي القياس مكاسب على مدار الأسبوعين الأخيرين مع تخفيف الدول القيود التجارية والاجتماعية المفروضة لاحتواء فيروس كورونا وانتعاش الطلب على الوقود وإن بشكل متواضع. ومن العوامل الداعمة أيضا انخفاض إنتاج النفط في أنحاء العالم. لكن تصريحات بسبب موجة ثانية محتملة من إصابات فيروس كورونا في شمال شرق الصين وفي كوريا الجنوبية أثارت قلق المستثمرين حتى مع شروع مزيد من الدول في تخفيف قيود التصدي للجائحة وهو ما قد يدعم الطلب على النفط.
وقال الاقتصادي لدى “OCBC” ، هو وي لي، ذاك مبعث قلق بلا ريب لأنه لا رغبة لدى أحد في تجدد الإغلاقات بعدة مدن، لكن أعتقد أن السلطات ستكون أكثر استعدادا للتعامل مع موجة ثانية. مضيفاً: إجمالا، بيئة المخاطر تبدو مواتية لمزيد من الصعود، وأن خام برنت قد يظل مدعوما عند 30 دولارا للبرميل.
الأسهم الأوروبية ترتفع بالمستهل مع تخفيف قيود الإغلاق
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية في مستهل جلسة اليوم الإثنين، مع استمرار تخفيف قيود الإغلاق في أنحاء أوروبا. ويواصل المستثمرون الأوروبيون مراقبة التطورات في منطقة اليورو مع استمرار الدول في رفع قيود الإغلاق تدريجياً، ومدى إمكانية تعافي الاقتصاد المتوقع أن ينكمش بوتيرة تاريخية في العام الحالي.
وأعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون خطوات أولية لإعادة فتح الاقتصاد والحياة العامة. وأشار “جونسون” إلى إن الأطفال يمكن أن يعودوا إلى المدرسة اعتبارًا من 1 يونيو المقبل، ولكنه أوضح أن رفع القيود سيعتمد إلى حد كبير على البيانات وانخفاض حالات الإصابة بالفيروس كورونا. وفي غضون ذلك، ستفتح المتاجر في فرنسا بدءًا من اليوم، كما يتم إعادة فتح مدارس الأطفال الصغار ودور الحضانة.
ومن المقرر صدور بيانات الإنتاج الصناعي في إيطاليا لشهر مارس الماضي في وقت لاحق من اليوم.
وبحلول الساعة 7:13 صباحاً بتوقيت جرينتش، ارتفع مؤشر “ستوكس 600” بنحو 0.5% إلى 342.7 نقطة، كما صعد المؤشر البريطاني “فوتسي” بنسبة 0.8% مسجلاً 5981.5 نقطة. وشهد المؤشر الألماني “داكس” زيادة بنحو 0.5% إلى 10961.9 نقطة، في حين استقر المؤشر الفرنسي “كاك” عند مستوى 4551.9 نقطة.
أهم الأحداث في أسواق المال المرتقبة خلال هذا الأسبوع
- البيانات الأمريكية وتوضيح أعمق هبوط للنشاط الاقتصادي
توضح البيانات الصادرة من الولايات المتحدة حول مبيعات التجزئة، والإنتاج الصناعي، خلال شهر أبريل التأثير الحقيقي لإغلاق المتاجر، والمصانع، وننتظر تلك البيانات يوم الجمعة. يتوقع الاقتصاديون هبوط مبيعات التجزئة بنسبة 11.6%، لتتجاوز الرقم القياسي المسجل في مارس الماضي عند 8.4%. أمّا الإنتاج الصناعي فمن المتوقع أن ينزلق بنسبة 5.4%، في مارس، بهبوط نسبته 11.5%.
ننتظر كذلك بيانات ذات صلة بمعنويات المستهلك، والتضخم، وكالعادة ننتظر يوم الخميس بيانات طلبات إعانة البطالة، للأسبوع الثامن من انتشار الإغلاقات على نطاق واسع. وأوضح تقرير الأسبوع الماضي ارتفاع العدد عن 3 مليون شخص للأسبوع السابع على التوالي، لكن ما يزال هذا الرقم بعيدًا عن المستوى القياسي لـ 6.8 مليون شخص المسجل في الأسبوع المنقضي بـ 28 مارس.
ويراقب المستثمرون خطاب من رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حول القضايا الاقتصادية الحالية في اجتماع نظمه معهد باتيرسون للاقتصادات الدولية.
- التهديدات التجارية
يستمر التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة، إذ أخبر ترامب قناة فوكس نيوز إنه “ممزق” بين إنهاء المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري من الصين أم عدمه. وترغب إدارة ترامب في فرض عقوبات ضد بكين بسبب تعاملها مع تفشي فيروس كورونا عند بدايته، بما فيها تعريفات محتملة، وتحويل سلاسل الإمداد لمناطق خارج الصين.
وقال ترامب إنه سينهي العمل بالاتفاق التجاري مع الصين حال فشلت الأخيرة في الوفاء بما قطعت من التزامات لشراء المنتجات الأمريكية. وذكر يوم الأربعاء أنه بغضون أسبوع أو اثنين سيتقرر هذا.
بموجب الاتفاق نرى الصين ملزمة بشراء ما قدره 200 مليار دولار من السلع على مدار عامين، وبدأ سريان الاتفاق في 15 فبراير، عندما كان الفيروس يكشف عن نفسه للعالم. وتهدف إجراءات الإغلاق إلى الحد من انتشار الفيروس، وتسببت في أسوأ صدمة للاقتصاد الصيني، الذي بدأ للتو تعافيه.
- الناتج المحلي الإجمالي لكل من بريطانيا وألمانيا
نحصل هذا الأسبوع على أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من المملكة المتحدة، وألمانيا والتي توضح التداعيات الاقتصادية للإغلاق الذي بدأ في نهاية مارس.
وتشير التوقعات لتراجع الاقتصاد البريطاني بنسبة 2.5%، ولكن الصورة الكاملة للدمار ستكون في الربع الثاني. قال بنك إنجلترا إنه يتوقع تراجع الاقتصاد بنسبة 14% هذا العام، في أسوأ هبوط شهري له في 300 عام، وتصل البطالة لـ 8% مع تدمير أزمة فيروس كورونا للاقتصاد.
بينما منطقة اليورو، فتصدر بيانات عن أكبر اقتصاد بها، ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 2.1% في شهور ثلاثة التي تنتهي بمارس الماضي، وتقول الحكومة إنها تتوقع التراجع السنوي بنسبة 6.3%، في أسوأ تراجع منذ الحرب العالمية الثانية.
- الانقسام الثالث لعملة البيتكوين
ينتظر المستثمرون انقسام بتكوين الثالث يوم الثلاثاء، وذلك بعد مرور 11 عاماً. تولد عن الانقسامين الماضيين تجميعات صاعدة أو ما يسمى بالرالي ،والذي دفعت القيمة السوقية للعملة نحو الأعالي، ولكن الآن يوجد فيروس كورونا، وهذا ما يدفع لصعوبة التبنؤ لما قد ينتج من ارتفاعات.
يقول كات ويلير رئيس بحوث السوق في جاين كابيتال: من وجهة فاعلية السوق، أي رد فعل أساسي على الانقسام ينبغي احتسابه في السعر في الوقت الحالي، فإجمالًا، من الصعب تخيل حدث أكثر قابلية للتوقع من تراجع مفاجئ في الإمداد، مجدول منذ أكثر من عقد في أصل به سيولة عالية وحجم تداول قوي.
يهدف تصميم تكنولوجيا بتكوين إلى تخفيض عوائد أرباح القائمين على التعدين كل 4 سنوات، للحد من التضخم. وبانتظار الانقسام هذا الأسبوع، صعدت العملة بأكثر من 40% منذ بداية العام، لتبتعد 80% عن نقاطها المنخفضة.
تراجع الذهب رغم تقارير وجود موجة ثانية من كورونا
تراجعت أسعار الذهب خلال الجلسة الآسيوية من يوم الاثنين، ولكنها ظلت أعلى 1,700 دولار للأونصة، حيث تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.26% لسعر 1709.30 دولار للأونصة، مع ما حققته الأسهم الآسيوية من مكاسب. وعادة يتحرك الذهب في الاتجاه المعاكس للأسهم. واستطاع الذهب في المعاملات الفورية، يعكس سعر سبائك الذهب الى 1,706.88 دولار للأونصة.
ولكن وسط تقارير موجة ثانية للإصابة بفيروس كورونا في الصين واليابان ما زال المسثتمرون يرون الذهب ملاذهم الآمن.حيث سجلت الصين في 10 مايو عدد 17 حالة جديدة، وبدأ إغلاق في الجزء الشمال الشرقي من مدينة شولان، في محافظة جيلين. بينما في كوريا الجنوبية تتضح مخاوف الموجة الثانية مع 27 حالة إصابة جديدة في 10 مايو، وهو الرقم الأعلى منذ مارس. وتشهد البلد تفشيًا لفيروس كورونا بدأ في أحد الملاهي الليلية بمدينة سيول، بعد أيام من الإعلان عن تخفيف قيود التباعد الاجتماعي.
تقول رئيسية صندوق النقد الدولي، كريستالينا جيورجيفيا، إن المنظمة تنظر في احتمالية مراجعة التوقعات الاقتصادية للعالم للهبوط. وحذرت من عودة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وما لها من أضرار على تعافي الاقتصاد العالمي من فيروس كورونا.