بقلم نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- إن الفارق المميز ما بين المصالح والمبادئ هي (المواقف)؛ فصاحب الموقف هو صاحب مبادئ، ومن لا موقف له هو صاحب مصالح.
لنعقد مقارنة نبين من خلالها الفرق ما بين صاحب المصالح وصاحب المبادئ، وهي:
1- صاحب المصلحة لا يمتلك موقفاً ثابتاً تراه يتغير مع تغير مصلحته، بينما صاحب المبادئ ثابت الموقف يعتز بموقفه ويدافع عنه الى النهاية.
2- صاحب المصالح يبرر ويبرر ويتلوى يمناً ويساراً ليجد اي مهرب واي مبرر ولو على حساب مساواة نفسه بأنبياء وأئمة وصالحين ليتحين من خلالهم مهرباً لمصالحه في مغالطة عجيبة، بينما صاحب المبادئ لا يتهم احداً بل لا يتهم عدوه ظلماً بل هو نزيه حتى في عداوته.
3- صاحب المصالح لا وطن له ولا دين ولا عشيرة ولا جماعة ثابته فهو اشبه بالمرتزق وهو كالحرباء يتلون كل لحظة بلون جديد، بينما صاحب المبادئ ثابت مستقر في كل شيء وولائه لمواقفه الثابته العقلانية فقط.
4- صاحب المصالح غير مأمون الجانب طبعه وطابعه الغدر والانحياز مع فلان وعلان لأجل مصالحه ولأجل طلب السلامة وطلب الدنيا، بينما صاحب المبادئ مأمون الجانب ليس من طبعه الغدر ولا ينحاز الا لما به فائدة المجتمع والوطن.
نعم، لقد شاهدنا وسمعنا أمثلة كثيرة لاصحاب المصالح من ساسة العراق الجديد ومنذ عام 2003 ولحال الحاضر، لكننا لم نجد بينهم من يمكن ان نطلق عليه صاحب مبادئ الا أفراد قلة جداً جداً، وآخر الغيث التملق الفج لأمريكا من قبل ما يسمى قادة الفصائل أو محور المقاومة العراقي، تملق يستنكره حتى الشيطان بسبب الانبطاح القبيح لأمريكا، والمصيبة ان يجعلوا هدنة الإمام الحسن عليه السلام شماعة ومحل لتبرير أفعالهم المخزية، ولم يلتفتوا الى انها هدنة بين المسلمين ولحقن دماء المسلمين وليس مع ما يسمونه هم بالأمس القريب الشيطان الاكبر!؟
على كل حال سننتقل لنبين مستقبلهم، وما ستكون عليه أحوالهم في المستقبل القريب وهي:
1- قسم سيختفون عن المشهد عن طريق المحاكمات وما شاكلها.
2- قسم سيختفي نهائياً وسيذوب كما يذوب الماء بالملح.
3- قسم سيستبدل العمامة بربطة العنق، وسيستبدل المسجد بالنادي الاجتماعي وما شاكله.
4- قسم سيهرب لكهوف عفنة ليعيش دور المعارضة من جديد، وليتبجح من جديد بتحرير الشعب وما شاكله من ترهات.
ان الايام القادمة والشهور القادمة ستبين لكل الشعب وبالخصوص المخدوعين بهؤلاء حقيقتهم، وأنهم طلاب دنيا ومناصب، وأنهم فاسدون وسراق ولا يوجد في قاموسهم شيء اسمه حرام، ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى، ستكون الايام شاهدة على خزيهم وفضائحهم، أما من يقول ان فشلهم فشل للاسلام السياسي فهو يقارن مقارنة مع الفارق الكبير، كون هؤلاء تقمصوا الاسلام لأجل مصالحهم، والا فإن المسلم لا يسرق ولا يقتل ولا يزني ولا يظلم ولا يخادع.. هؤلاء اسوء مجموعة شهدها العراق عبر تاريخه، مجموعة اتخذت من الاسلام غطاءً لمصالحهم الخاصة.
شاهد أيضاً
أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!
العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …