BY: Tim Bryn – The Baltimore Sun
الشرق اليوم- أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً في الأسبوع الماضي لمنع الهجرة إلى الولايات المتحدة موقتاً، وهذا القرار لا يفرّق بين العائلات في هذه الأوقات المُتعِبة نفسياً فحسب، بل يخلّف وصمة عار لدى جماعات المهاجرين في الولايات المتحدة، علماً أن عدداً كبيراً منهم يعرّض حياته للخطر عبر العمل في قطاع الرعاية الصحية وفي خطوط أمامية أخرى.
عملياً، يؤدي المهاجرون دوراً محورياً في الخطوط الأمامية لمواجهة الأزمة الصحية القائمة ولا غنى عن مساهماتهم في الاقتصاد والمجتمع، وفي السنة الماضية اكتشفت كلية الطب التابعة لجامعة “هارفارد” أن شخصاً واحداً من كل أربعة عاملين في القطاع الصحي داخل الولايات المتحدة هو مهاجر، ووفق تقرير عن الشؤون الصحية في عام 2019، تبيّن أن الرعاية بكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة تتكل محلياً على اليد العاملة المهاجرة.
يشغل العاملون المهاجرون في القطاع الصحي وظائف في مجال الرعاية المباشرة كمساعدين في العناية المنزلية والرعاية الشخصية، هم يملؤون النقص في المناطق الريفية ويعملون خلال نوبات غير تقليدية ويقدمون معارف لغوية وثقافية أساسية لا يتمتع بها العاملون الآخرون في مجال الرعاية الصحية، صحيح أن الأمر التنفيذي الأخير يستثني خبراء الطب من حاملي الإقامة، لكنه لا يراعي الوظائف الأساسية الأخرى التي يشغلها المهاجرون في الوقت الراهن.
اكتشف تقرير صادر عن “صندوق أبحاث الاقتصاد الأمريكي الجديد” أن “دور العاملين المهاجرين أساسي” لتأمين سلسلة الإمدادات الغذائية الأمريكية لأن متوسط أعدادهم يبلغ أكثر من شخص واحد من كل خمسة عاملين في القطاع الغذائي الأمريكي، كذلك يبلغ متوسط العاملين المولودين في الخارج شخصاً واحداً من كل ستة عاملين في متاجر البقالة داخل الولايات المتحدة، أي ما يساوي أكثر من ربع العاملين في تجهيز الأغذية وأكثر من ربع العاملين في الزراعة.
حذر تقرير في وكالة “بلومبيرغ نيوز” من أن تؤدي أي ضوابط إضافية إلى “تعقيد خطط الشركات والعاملين الساعين إلى تجاوز أزمة فيروس كورونا”، كذلك، يسري قرار الحظر على عدد كبير ممن يحاولون الانضمام إلى عائلاتهم في الولايات المتحدة، هؤلاء هم آباء وأمهات وأبناء وأشقاء أشخاص حقيقيين، ولكل واحد منهم قصة حقيقية، هم بأمسّ الحاجة إلى عائلاتهم في هذا الزمن المضطرب الذي تشتد فيه المخاوف بدرجة غير مسبوقة، وليس منصفاً أن تُفرَض العقوبات عليهم وعلى أقاربهم من حاملي الجنسية الأمريكية، فقد دفع هؤلاء رسوم تقديم الطلبات وانتظروا بكل صبر طوال سنوات أو حتى عقود بما يتماشى مع متطلبات نظام لمّ شمل الأُسَر الأمريكي.
في الوقت نفسه، يؤثر فيروس “كوفيد-19” على جميع الناس ولا يفرّق بينهم على أساس ممتلكاتهم أو جذورهم أو مدة إقامتهم في الولايات المتحدة، وأصبح البشر جميعاً معرّضين لهذا الوباء، وللتغلب عليه، تقضي الطريقة المثالية والوحيدة على الأرجح بأن نتعاون جميعاً ونحافظ على تضامننا كوطنٍ موحّد، وبهذه الطريقة يمكن إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس وتجاوز الأزمة في أسرع وقت.
يتعامل الأطباء، والممرضون، والمساعدون في العناية المنزلية، وعاملو النظافة أو البوابون، والعاملون على صناديق الدفع في المتاجر وفي المزارع، ومقدمو الرعاية للأطفال، والسائقون في مجال تسليم البضائع مع وباء “كوفيد-19″، فيقدمون مساهماتهم لاحتواء الفيروس ودعم جميع الناس خلال هذه الفترة الصعبة.
في زمن الوباء، لا مفر من أن نتذكر أهم ما في الحياة وندرك أننا نحمل جميعاً كرامة راسخة فينا لأننا وُلِدنا على الصورة التي خلقها الله، لدينا ما يكفي من المخاوف أصلاً ولا داعي كي يخاف أيضاً بعضنا من بعض!