بقلم: نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- بدأت حقبة سياسية جديدة في العراق بعد أن تمت الموافقة على تشكيل حكومة بشخصيات جديدة لا تخلو من النزعة المحاصصاتية والنفسية، والبحث عن المصالح دون الالتفات للشعب أو متظاهريه أو تمتلك ادنى خجل او اهتمام فالمتقدم عندهم هو مصالحهم الشخصية فقط، وهي ليست منزهة ابداً الا ان اهم ايجابياتها انها اسدلت الستار على حقبة سوداء مظلمة اختصرت الظلم والطغيان والمآسي التي مرت على العراق وشعبه منذ اكثر من 16 عاما في بضعة أشهر.
إن هذه النقلة السياسية اثارت في نفسي الفضول للغوص في اعماق وجداني والابحار في رحلات فيها الحلو وفيها المر ارتسمت على طول ايام حياتي، ولكني لم اجد قصة معبرة كقصة الشاطر حسن.
لقد احببت ان اشارككم التاريخ واستذكار قصة احدى الرحلات التي اتسمت بدمويتها وشدة ظلاميتها وعدم إنسانيتها، وهي التي بدأت بتسنم عادل عبد المهدي رئاسة حكومة العراق.
تبدأ الرحلة بتحليل هذه الشخصية الظلامية المحيرة والمربكة في الوصف والمركبة والتي تخلع جلدها دائما كالحرباء لتتحول بأنتمائها من الشيوعي الملحد الى القومي الممجد ثم البعثي المتعفلق واخيراً الاسلامي المنهزم بالقميص والجاكيت الفرنسي.
لم تظهر حقيقة هذه الشخصية الازدواجية الخانعة والمحبة لكرسي السلطو الا بعد ان تسنم الكابينة الوزارية، إذ قد كشف المنصب القناع عنه وظهرت ملامحه الحقيقية ومعدنه الاصلي الصدئ والذي طالما اخفى حقيقة هذا الرجل الدمث الاشيب ومرات الحكيم، لكن حقيقته بعيدة كلياً عن هذه الصفات التي كانت يتقمصها ويصطنعها.
انه عادل ولكن اسم علم على غير مسمى، فهو شخص غير عادل مطلقاً وعبد المهدي وهو غير مهدي ، نعم انها مرحلة حكم رغم قصر مدتها في حياة الحكومات التي توالت على العراق بعد الاحتلال الامريكي 2003
الا انه مارس اقوى دور للمجرم الحامي للطغاة من رعاة القناصين الذين اقتنصوا ارواح الشباب الابرياء المسالمين بدم بارد، فهوالحاقد على الشباب، والحاقد على الشعب، وذلك بما يحمله من عقد نفسية سوداوية جعلته يسقط هذه العقد بكل حقده وحسده وسلوكياته الاجرامية التي افرغها كلها على شباب الانتفاضة التشرينية .
نعم انه عادل عبد المهدي المجرم باطناً المستقيم الهادئ ظاهراً، والذي لم تهتز مشاعره واحاسيسه – ان كان يملك مشاعر وأحاسيس – وهو يتحدث عبر شاشات التلفاز عن ابويته للشباب بينما يوجه من يقتلهم.
وعن احتوائه لمطالبهم بينما يماطل ويسوف هذه المطالب، ويدعي احتضانه للشعب بينما يبعث زبانيته لاعتقال وتعذيب ابنائهم دون وجه حق ومن دون اي تهمة تدينهم
وباسلوب شرس حيواني خالي من الرحمة، إذ يطلق عبيده الرصاص على صدور الشباب الرافض للظلم والاستعباد والطغيان .
نعم انه الصنم المتكلم، انه اللغة اللانسانية الاجرامية ولكن بثقافة دبلوماسية دكتاتورية، انه النغمة القاتلة والصوت النشاز الذي يعزف موسيقى المتوحش.
نعم انه اللانسان اللاعادل، إنه النفاية التي لوثت صفحة من تاريخ الحكم في العراق، واقل مايمكن ان يقال له: مكانك يا عادل عبد المهدي هو مزبلة التاريخ، فأذهب غير مأسوف عليك… وأخيرا بمصطلح عراقي سبع احجارات.
الوسومالحكومة العراقية العراق مقال رأي
شاهد أيضاً
أوكرانيا
العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …