بقلم : نوفل آل صياح الحمداني
الشرق اليوم- منذ احتلال العراق عام 2003 انهارت مقومات الحياة وتصدعت العلاقات الإنسانية وتلاشت القيم الأخلاقية بعد تولي حكم العراق مجموعة من الطغاة ذوي النفوس الدنيئة والشرهة والجشعة التي نصبها المحتل لتنفيذ أجنداته وتمرير مشاريعه المشبوهة مقابل أثمان بخسة ونتيجة لذلك تنامت الصراعات السياسية للحصول على المكاسب والاستحواذ على المناصب وفي خضم هذه الفوضى التي اتسع نطاقها الى المزيد من الانشقاقات النوعية بين صفوف المنتفعين المساندين للمحتل والطامعين بالعراق فتعدى الصراع بين السياسيين إلى صراع بين أبناء الطائفة الواحدة والمكون الواحد من اجل الفوز بغنائم اكثر على حساب ابناء شعبهم وجلدتهم فانكشفت نواياهم الخفية وانتمائاتهم المزيفة عائلياً ومناطقياً ووطنياً وهم يتظاهرون بنصرتهم لحقوق الشعب المنكوب وتوددهم بمساعدة العوائل المتضررة نتيجة همجية العدوان وإجرام العدوانيين فها هي المناطق الغربية والشمالية من العراق يعيش شعبها نصفه مشرد ونازح في الصحراء والاخرين لازالت رفاتهم واجسادهم تحت انقاض المدن المدمرة في نينوى وصلاح الدين وجرف الصخر وفي اعماق نهر دجلة والشباب الابرياء المدفونين في سجون العملاء والغرباء فهذه المآسي التي يعيشها الشعب لم تحرك ضمير ولا احساس المحسوبين على هذه المناطق والمتجردين من المشاعر بل استمروا في غيهم يعمهون وفي كذبهم ورياهم يوعدون بانصاف شعبهم المنكوب فمنهم من توعد بخلع رداءه والاصطفاف الى جانب المتظاهرين من اجل استرداد حقوقهم وآخر تعهد باعادة النازحين الى ديارهم وتعويضهم وتوفير الحياة الآمنة لهم وآخر عزم على اعادة الحياة للمناطق المحررة وتفعيل الحياة فيها وهذه كلها مجرد جعجة في فنجان وخطابات جوفاء فالارصدة والمبالغ الطائلة التي خصصت لتنفيذ هذه الوعود والتعهدات ومساعدة النازحين والمنكوبين وعوائل الشهداء والمهجرين قد دخلت في ارصدة هؤلاء اللاوطنيين والمتأسلمين وهم لازالوا يتعاملون مع الشعب من برجهم العاجي محاطين بارتالهم من المركبات والحمايات تحوطاً لغضب الشعب عليهم فأنكشفت حقيقة انتماء هؤلاء للمحتلين والاغراب والطامعين بخيانة شعبهم ووطنهم وابناء جلدتهم عندما قدموا الولاء لملالي ايران ورجالات المحتل الذين بعثروا الوطن واغتصبوا حقوق شعبه وهدروا دماء ابناءه ووصل الرياء بهم بسعيهم لتشكيل تآلف تحت مسمى تآلف المناطق المحررة ليس لانصاف ابناء هذه المناطق بل لاثبات قوتهم ووجودهم تحدياً لبعضهم ولمزيد من الجاه والمكاسب.
فيا ايها المنافقون لم يعد ينفعكم الاعتراف والاعتذار لفشلكم والخيانة والعقوق لوطنكم وابناء جلدتكم ولا يكفي تظاهركم بانكم للحق ناصرون لانكم عملاء ومنتفعون وللدرهم قابضون ولعرفكم واهلكم وشعبكم متنكرون وان نفوسكم تطمع لمزيد من السلطة والمناصب والثروة بعتم انفسكم واصبحتم سلعة رخيصة يتداولها اعداء العراق وشعبه فبعمالتكم تزعزع الاستقرار وانهار الآمان والسلام وازدادت ويلات ونكبات العوائل .وماقدرتم الوطن حق قدره والله يعلم خائنة الاعين وما تخفي النفوس .
ورغم كل مزايداتكم الدنيئة على انصاف الباطل واجهاض الحق الا ان الشعب سيستمر في فضحكم ورفض سطوتكم وكشف نواياكم الخبيثة لانه شعب واحد متماسك ويقدس انتماءه لوطنه انتماءً جذرياً وحباً ابدياً وبثورته التشرينية السلمية المصممة على اقتلاعكم وتعفير الوطن من دنسكم وتلوثكم ليعود العراق معافى الى اهله الاصلاء الامناء الاوفياء وان غداً لناظره قريب