BY: Foreign Policy
الشرق اليوم- في ما يشبه الإجماع بادر الرئيس العراقي، برهم صالح، بحضور وتزكية أكبر الكتل السياسية في البلاد، في التاسع من أبريل الجاري، إلى تكليف رئيس جهاز المخابرات العراقي، مصطفى الكاظمي، لتشكيل حكومة ائتلافية للبلد، عقب فشل محمد توفيق علاوي وبعده عدنان الزرفي.
وافقت الكتل السياسية الشيعية على تسميته، فيما يشبه إجماعا بين الأطراف العراقية، وعقب ذلك بيومين قال الكاظمي في تصريح: إن كابينته الوزارية جاهزة، بيد أنه لم يعلن عنها حتى اللحظة، في ظل أنباء عن تعرضه لضغوطات سياسية لاستوزار أسماء محسوبة على الكتل في حقائب بعينها.
ويبقى السؤال حول ما قد يفلح الكاظمي فعلا في إخراج العراق من نفق الفراغ الحكومي وانقاذ البلد من تبعات الأزمة الاقتصادية والصحية التي تضرب البلد؟
إن شخصية مصطفى الكاظمي، على الرغم من حياديتها الحزبية ونزاهتها المهنية، “لن تقدر على تخليص البلد من مشاكل معقدة للغاية، ويبدو أنها غير قابلة للحل، إذ لا أحد يعرف حلها على الرغم من سنوات المحاولة”.
وأن الوضع المعقد والعصي عن الحل في العراق ولد أصواتا في واشنطن تنادي بالخروج من العراق، كما تشير سياسة دونالد ترامب.
كما أن رئيس الحكومة المكلف، مصطفى الكاظمي، معروف لدى العراقيين والأمريكيين، بأنه ذو كفاءة، وغير متحزب في أي من الكتل السياسية في البلد، كما أنه وبصفته مديرًا لجهاز المخابرات العراقية، نجح في عدم تسييس المؤسسة الأمنية وبادر إلى احترافها. لكن الكتل السياسية العراقية النافذة ستقوض قدرة الكاظمي ولن تترك له أي هامش للحكم.
سياسات العراق بعد اتفاق الانسحاب الأمريكي من البلد في العام 2007، أصبحت بمثابة “نظام غنائم” مع ما يصاحبه من فساد لمعظم السياسيين والأحزاب، ما جعل إيران، تستفيد بقوة.
ووجود الولايات المتحدة الأمريكية، سيكون “حكيما واستراتيجيا”، من خلال الاقتصار على الاحتفاظ بمهمات تدريبية برفقة حلف “الناتو” للتصدي لخطر عودة تنظيم داعش في المنطقة.
وإن الكاظمي قد يكون كفؤاً كما هو معلن، لكنه لن ينقذ العراق، لأن النظام السياسي في البلاد فاسد للغاية، والأمريكيون مشتتون أيضا مع أزمة الوباء وهبوط أسعار النفط، وإيران تحب العراق كما هو الآن.