الشرق اليوم- قال تقرير لمركز “أتلانتك” للدراسات والبحوث الدولية في واشنطن إن الطريقة التي ستتم بها إدارة التواجد الأميركي في العراق ستساعد في تحديد نفوذ واشنطن
وأضاف التقرير الذي أعدته مديرة مبادرة إيران في المعهد باربرا سالفين أن الحكومة العراقية تسعى إلى الحفاظ على نوع من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة دون إغضاب جارتها القوية إيران وذلك بالتزامن مع الانسحاب الوشيك لمعظم القوات الأميركية من العراق هذا العام.
يرى التقرير، وحمل عنوان “كيف يجب أن تغادر القوات الأميركية العراق؟”، أن الدعم الإيراني لرئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي، الذي تربطه علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، يعتمد على موافقته على التفاوض على اتفاقية جديدة مع واشنطن بشأن وضع قواتها في البلاد.
تطرقت كاتبة التقرير إلى تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران في المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص خلال الأشهر الماضية والتي وصلت لذروتها بعد مقتل سليماني.
تشير الكاتبة أيضا إلى العراق لا يمكنه أن ينفر من جاره الذي يشترك معه بحدود تتجاوز 1400 كيلومترا وله علاقات عميقة مع مجموعة متنوعة من الجماعات المسلحة العراقية.
تتابع أن بغداد في حال أُجبرت على الاختيار بين طهران وواشنطن، فإن الاختيار بالتأكيد سيقع على إيران، وبالتالي فليس من مصلحة الولايات المتحدة أن تجبر العراق على اتخاذ مثل هذا الاختيار.
وبدلا من ذلك، يقترح تقرير معهد أتلانتيك” أن تعمد الولايات المتحدة إلى النأي بالعراق عن الصراع الدائر بينها وبين إيران من خلال تخفيض عديد قواتها وتحديد دورها بمحاربة تنظيم داعش وتدريب القوات العراقية.
بالمقابل يرى التقرير أن على طهران منع عملائها العراقيين من مهاجمة أهداف أميركية ومنح الكاظمي فرصة قوية لتشكيل حكومة جديدة.
كذلك أشار التقرير إلى أن الشباب العراقي بات مؤخرا أكثر تركيزا على بناء مجتمع أقل طائفية يوفر وظائف وفوائد اقتصادية أخرى ملموسة، كما أنهم مستاؤون من تدخل إيران ويريدون بدلا من ذلك إعادة العلاقات مع محيطهم العربي والعالم الغربي.
يمكن للولايات المتحدة، وفقا للتقرير، أن تدعم هذا الاتجاه عن طريق إبعاد العراق عن المعركة مع إيران من أجل تسهيل مهمة السياسيين العراقيين ورجال الأعمال والمسؤولين الأمنيين الرامية للحفاظ على نوع من العلاقات البناءة مع الأميركيين.
ومن المقرر أن ترسل الولايات المتحدة، وفدا إلى العراق في يونيو المقبل، لإعادة التفاوض بشأن العلاقات العسكرية والاقتصادية بين البلدين.
وبدأت الولايات المتحدة منذ الشهر الماضي عمليات سحب جنودها من عدة قواعد عسكرية عراقية، وبات وجودها مقتصرا على ثلاث معسكرات هي التاجي شمال بغداد وعين الأسد في الأنبار وقاعدة في أربيل بإقليم كردستان.
المصدر: الحرة