الأسواق الأمريكية تزيد من مكاسبها لكنها تسجل خسائر أسبوعية
الشرق اليوم- صعدت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة الموافق 24 من أبريل، بقيادة سهمي أبل ومايكروسوفت، إذ أنهى المستثمرون أسبوعا مضطربا من التداول في حين تستعد بعض الولايات الأمريكية لتخفيف إجراءات العزل العام المرتبطة بفيروس كورونا. كما ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في ختام تعاملات يوم الجمعة، مع استمرار تعافي أسعار النفط وإجراءات التحفيز، لكنها سجلت أول خسائر أسبوعية في 3 أسابيع بسبب ضغوطات أسعار النفط الأخيرة.
وصعد مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.1% أو 260 نقطة إلى 23775 نقطة، كما ارتفع مؤشر “ناسداك” بنسبة 1.6% أو 139 نقطة إلى 8634 نقطة، في حين ارتفع مؤشر “S&P 500″ الأوسع نطاقاً بنسبة 1.4% أو 39 نقطة وإلى 2836 نقطة. أما على الصعيد الأسبوعي ، سجل مؤشر”داو جونز” خسائر بنسبة 1.9%، وسجل مؤشر “ناسداك” خسائر بنسبة 0.2%، فيما سجل مؤشر “S&P 500” خسائر بنسبة 1.3%.
واستفادت الأسهم الأمريكية من جهود الإدارة الأمريكية لتحفيز الاقتصاد بعد توقيع الرئيس دونالد ترامب على حزمة تحفيز مالية بقيمة 484 مليار دولار. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، تراجعت طلبيات السلع المعمرة بنحو 14% خلال الشهر الماضي، متجاوزة بذلك توقعات المحللين، فيما انخفضت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة بأقل من التوقعات. ولايزال “كوفيد-19” يسيطر على معنويات الأسواق العالمية، مع تأثيره الاقتصادي الكبير خاصة فيما يتعلق بسوق العمل، حيث تسبب خلال الخمسة أسابيع الماضية في فقدان جميع الوظائف المضافة في الولايات المتحدة منذ عام 2009. كما أودى الفيروس بحياة حوالي 54 ألف مواطن أمريكي، بينما أصاب أكثر من 939 ألف آخرين، وفقاً لحسابات جامعة “جونز هوبكينز” الأمريكية.
جاءت هذه الارتفاعات أيضاً ليوم الجمعة بفضل من قطاعات التكنولوجيا والمواد الأساسية والخدمات الصحية ، حيث من بين الأسهم القيادية في مؤشر “داو جونز” الصناعي برز سهم شركة “هوم ديبوت” ، والذي ارتفعت قيمته بنسبة 4.87% أو 9.8 نقطة وبلغ سعره 212.18 عند الإغلاق. في المقابل،واصل سهم شركة “آبل” ارتفاعه عند 2.89% أو 7.94 نقطة وأغلق عند سعر 282.97، في حين سهم “اي بي ام” ارتفع بنحو 2.78% أو 3.37 نقطة وبسعر 124.72 عند نهاية الجلسة.
سهم “Mesoblast Ltd” قفز لأعلى مستوى قياسي له خلال 3 سنوات، وقد ارتفع بنحو 139.53% أو 9.00 نقطة عند سعر 15.45 دولار، وذلك بعد أن أبلغت الشركة عن نتائج مبكرة وواعدة من دراسة صغيرة أجريت على مرضى COVID-19 المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، حيث اعطي لقاح لهم مع نسب نجاح وصلت الى 83% . أما سهم”Akazoo SA ” هبط لأدنى مستوى قياسي له على الاطلاق، وقد فقد من قيمته بنحو 22.32% أو 0.33 نقطة عند سعر 1.16 دولار.
خام برنت ينهي أسبوعاً كارثياً بخسارة وصلت الى 24% على المدى الأسبوعي
ارتفع النفط في نهاية تداولات الأسبوع، لكنه ظل على تراجع أسبوعي، وهو ثامن هبوط في تسعة أسابيع، إذ لم تتمكن تخفيضات الإنتاج العالمية من مواكبة الانهيار في الطلب الناجم عن جائحة فيروس كورونا.
وجرت تسوية العقود الآجلة لبرنت على ارتفاع 11 سنتا، بما يعادل 0.5٪، عند 21.44 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 44 سنتا، أو 2.7 %، لتجري تسويته عند 16.94 دولارا للبرميل. وسجل النفط ثالث أسبوع على التوالي من الهبوط، إذ أنهى برنت على خسارة 24٪ وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على انخفاض بنحو 7٪.
وكشفت بيانات شركة “بيكر هيوز” عن إغلاق 60 منصة للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري. حيث انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة للأسبوع السادس على التوالي، كما تراجعت منصات الغاز الطبيعي.
وجاءت مكاسب الذهب الأسود وسط آمال متزايدة بأن بعض منتجي الخام قد يتجهون إلى خفض الإمدادات النفطية قبل الموعد الرسمي لبدء اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط والحلفاء من خارج أوبك. وأعلنت الكويت اعتزامها التحرك لخفض إنتاج النفط دون الانتظار للموعد الفعلي لاتفاق تحالف “أوبك+” والمحدد في 1 مايو المقبل، نقلاً عن وكالة الأنباء الحكومية “كونا”.
شهدت تداولات يوم الجمعة تقلبات قوية بين الصعود تارة والخسائر مرة أخرى، وهو ما يأتي وسط أسبوع هو الأكثر اضطراباً في تاريخ أسواق النفط. ورغم التعافي الذي سيطر على التداولات في الأيام الماضية، إلا أن سعر خام غرب تكساس تسليم يونيو انخفض بنحو 32% على المدى الأسبوعي، وهو أكبر هبوط أسبوعي في تاريخ الخام. وكان خام غرب تكساس قد دخل النطاق السالب لأول مرة في التداولات في الاسبوع المنتهي في 24 من أبريل ، حيث سجل عقد مايو سالب 37.63 دولار للبرميل، فيما تهاوى خام برنت لأدنى مستوى في عقدين تقريباً.
وفي نفس السياق خفض البنك الدولي توقعاته لأسعار النفط والمعادن خلال العام الجاري بسبب التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا. حيث قال البنك الدولي في تقرير صادره الصادر في 22 من أبريل ، إنه من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط الخام 35 دولارًا للبرميل هذا العام، بانخفاض 43% عن المتوسط في 2019، وذلك في مراجعة هبوطية حادة عن توقعات أكتوبر الماضي. وأكد البنك الدولي أن المراجعة الهبوطية تعكس انخفاضاً تاريخياً في الطلب، مشيراً إلى أن الإفراط في الإنتاج من أوبك ومنتجين عالميين آخرين للنفط يزيد من تفاقم انخفاض الأسعار.
كما توقع محللون في بنك “كومرتس” ارتفاع سعر خام برنت إلى 40 دولاراً بنهاية العام الجاري. وقال محللو البنك في مذكرة للعملاء، إن تخفيضات الإنتاج مع تعافي الطلب في النصف الثاني من العام الجاري سيدعمان سعر الخام، بحسب وكالة “رويترز”. لكن في الربع الثاني من العام الجاري، يرى المحللون أن أسعار الخام سوف تشهد تقلبات شديدة ومستويات منخفضة. حيث سيتراجع سعر الخام القياسي في الربع الثاني ليتراوح بين 15 إلى 25 دولاراً للبرميل. أما خام غرب تكساس الأمريكي، فيتوقع المحللون أنه سوف يتراوح بين 10 إلى 20 دولاراً في الربع الثاني من العام الحالي.
الذهب يحقق مكاسب أسبوعية بنحو 37 دولار
تراجعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات خلال يوم الجمعة في جلسة متقلبة ، لكنها حققت مكاسب أسبوعية قوية وسط المشاكل الاقتصادية واستمرار تأثيرات تفشي فيروس كورونا. ويأتي هذا الهبوط للمعدن الأصفر مع ارتفاع الأسواق الأمريكية خلال التعاملات ووسط تقلبات العملة الأمريكية.
استفاد الذهب بشكل كبير خلال هذا الأسبوع بسبب إصدار الحزمة التحفيزية الأمريكية والتي هي بقيمة 484 مليار دولار ، وذلك لتمويل الشركات الصغيرة والمستشفيات، مما دفع إجمالي استجابة الإنفاق للأزمة إلى ما يقرب من 3 تريليونات دولار. فبذلك ينظرالى الذهب بعد هذه الخطة بأنه بمثابة تحوط ضد التضخم وتراجع قيمة العملة كما أنه يعد بمثابة ملاذ آمن وسط المشاكل الاقتصادية والسياسية.
وعند التسوية، انخفض سعر العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم شهر يونيو بنحو 0.6% وإلى 1735.60 دولار للأونصة بعد أن سجل مستوى 1760.20 دولارللأونصة خلال الجلسة. بالمقابل، حققت أسعار الذهب مكاسب على المدى الأسبوعي بنحو 2.2% أو ما يعادل 37 دولار. وخلال نفس الفترة، استقر المؤشر الرئيسي للدولار الأمريكي والذي يقيس أداء العملة مقابل 6 عملات رئيسية عند مستوى 100.411.
وكشفت بيانات اقتصادية عن انخفاض ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة بأقل من التوقعات خلال شهر أبريل، في حين تراجعت طلبيات السلع المعمرة الأمريكية بنحو 14%، الأمر الذي يقوي من عمليات شراء الذهب.
ومن ناحية التوقعات لأسعار الذهب ، توقع البنك الدولي أن أسعار الذهب قد ترتفع بنسبة 15% خلال هذا العام ، مما جعله يشير الى أن الاستثمار به يعد آمن في هذه المرحلة.
الأسواق الأوروبية تهبط في نهاية الجمعة لعدة أسباب
تراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية بأكثر من 1.1% في ختام تعاملات يوم الجمعة بسبب عاملين اساسيين، الأول، بسبب تقارير تثير الشكوك حول فشل العلاج المحتمل لفيروس “كورونا”. والثاني، بسبب خيبة أمل المستثمرين نتيجة قلة التفاصيل فيما يتعلق بصندوق الطوارئ بقيمة تريليون يورو اتفق عليها قادة الاتحاد الأوروبي في ظل تنامي المؤشرات على الضرر الاقتصادي الناجم عن أزمة فيروس كورونا.
ودفع ذلك الى خسائر في مؤشر “ستوكس 600” على المدى الأسبوعي ليسجل خسارة بنحو 1.2٪، إذ ازدادت وطأة الموجة البيعية بسبب انهيار تاريخي في أسعار النفط، مما يوقف سلسلة أسبوعين من الصعود للمؤشر.
وعند الختام، تراجع مؤشر “ستوكس 600” بنحو 1.1 بالمائة مسجلاً مستوى 329.5 نقطة. كما هبط المؤشر البريطاني “فوتسي” بنحو 1.3 بالمائة إلى 5752.2 نقطة، ليتراجع بنسبة 0.6 بالمائة خلال الأسبوع المنتهي اليوم. وشهد المؤشر الألماني “داكس” هبوطاً بنحو 1.7 بالمائة إلى 10336.09 نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية بنسبة 2.7%. كما انخفض المؤشر الفرنسي “كاك” بنسبة 1.3% مسجلاً 4393.3 نقطة، ليسجل تراجعاً بنحو 2.3% خلال الأسبوع المنتهي في 24 من أبريل.
وتراجعت معنويات المخاطرة لدى المستثمرين بعد أن أوضح تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” فشل العقار الذي كشفت عنه شركة “جلياد ساينس” في تحسين ظروف مرضى “كورونا”.إضافةً الى ترك قادة الاتحاد الأوروبي تفاصيل حزمة الإنقاذ الفورية والبالغة قيمتها 500 مليار يورو حتى فصل الصيف. واحتشدوا خلف ميزانية مشتركة أكبر للفترة من 2021 إلى 2027 متضمنة برنامجا للتعافي الاقتصادي وكلفوا المفوضة الأوروبية بتقديم مقترحات مفصلة بحلول السادس من مايو 2020.
مؤشر “نيكي” الياباني يسجل أول خسارة أسبوعية في 3 أسابيع
تراجعت مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام تعاملات يوم الجمعة، مسجلة أول انخفاض أسبوعي في ثلاثة أسابيع، وذلك وسط حالة عدم اليقين بشأن موعد وكيفية تعافي الاقتصاد من تداعيات وباء “كوفيد-19”. وقادت الأسهم الدورية خسائر البورصة اليابانية، حيث تداول 27 من أصل 33 مؤشراً فرعياً في المنطقة الحمراء، في حين تأثرت الأسهم ذات الصلة بأشباه الموصلات سلباً بالتوقعات القاتمة بشأن الأرباح من شركة “إنتل” الأمريكية.
وعند الإغلاق، تراجع مؤشر نيكي الياباني بنحو 0.9 بالمائة ليهبط إلى مستوى 19262 نقطة ويسجل خسائر أسبوعية بنسبة 3.2%.
وانخفض سهم شركة “كانون” بنسبة 1.3% بعد أن ألغت الشركة المصنعة للكاميرا وآلة النسخ توقعات الأرباح للسنة المالية الحالية، مشيرة إلى صعوبة التنبؤ بنهاية تأثير الفيروس المميت. كما وهبط صافي أرباح شركة “كانون” في الربع الأول المنتهي في مارس بنسبة 30% مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق له، رغم أنها كانت أفضل من توقعات المحللين.
وتراجعت الأسهم الصينية مسجلة خسائر أسبوعية بعد تقرير أثار شكوكا حول احتمالية نجاح عقار “جيلياد ساينسز” في علاج وباء “كورونا”. وأغلق مؤشر “شنغهاي المركب” تداولات الأسبوع منخفضًا بـ 1.06% وإلى 2808.5 نقطة، كما تراجع مؤشر “شنزين المركب” بنحو 1.48% عند 1736.9 نقطة. وجاء ذلك بعد تقرير نشرته “فاينانشيال تايمز” عن وثائق نشرتها منظمة الصحة العالمية بطريق الخطأ تفيد بأن عقار شركة “جيلياد ساينسز” لم يحسن حالة مرضى فيروس “كورونا”.