الأسواق الأمريكية ترتفع بسبب التحفيزات الاقتصادية
الشرق اليوم- يكمن التركيز هذا الأسبوع في الأسواق المالية على أسعار النفط التي تضيف توتر كبير على أسواق المال، إضافةً إلى المخاطر الكبيرة بسبب العقود الأجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو، والذي أصبحت قيمته في السالب بسبب الموجة البيعية للمضاربين قبل تاريخ استحقاقه في 21 من إبريل ، إضافةً إلى ارتفاع كلف التخزين مع عدم وجود مكان لتخزين الخام من قبل المضاربين. وبالرغم من ذلك تمكنت المؤشرات الرئيسية الثلاث من الارتفاع وهي : الداوجونز و S&P 500 و ناسداك.
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تداولات هذا الأسبوع للمرة الأولى في ثلاث جلسات، مدعومةً بتعافي النفط والتفاؤل بشأن حزمة تحفيز جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يحتفل المستثمرون بتوصل الحكومة والكونجرس لاتفاق بقيمة 484 مليار دولار لدعم الشركات والمشافي ومسوح اختبار فيروس كورونا، كما ووافق مجلس الشيوخ على الحزمة يوم الأربعاء ، ويصوت مجلس النواب عليها يوم الخميس من الأسبوع الجاري.
وعاد مؤشر S&P 500 في الارتفاع بعد موجة هبوطية في بداية الأسبوع ، وارتفع المؤشر إلى مستويات 2815 نقطة في يوم الأربعاء وبنسبة 0.9% مدعوماً من ارتفاع أسعار الخام الأمريكي . كما وارتفع مؤشر “ناسداك” إلى مستويات 8537.3 نقطة وبنسبة 2.8% خلال تداولات اليوم الثالث من هذا الأسبوع . وصعد مؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 1.9% وإلى المستويات القريبة من 23613 نقطة.
ومن بين الأسهم الأكثر ارتفاعاً كان سهم “سناب SNAP” والمالك للتطبيق الشهير “سناب شات” و الذي ارتفع بنسبة 36.7% خلال تداولات يوم الأربعاء وذلك في أعقاب صدور النتائج الفصلية للشركة خلال الربع الأول من عام 2020. وأعلنت “سناب” عن تسجيل صافي خسائر في الربع الأول بنحو 305.9 مليون دولار أو 21 سنتاً للسهم من خسائر قدرها 310.4 مليون دولار أو 23 سنتاً للسهم قبل عام. لكن السهم ارتفاع بسبب الإيرادات، فقد ارتفعت إلى 462.5 مليون دولار مقارنة بحوالي 320.4 مليون دولار قبل عام، وتجاوزت بذلك توقعات المحللين التي كانت عند 423.7 مليون دولار.
و تعتبر هذه الفترة عبارة عن فترة إصدار النتائج الفصلية ، حيث من المتوقع أن تصدر 225 شركة نتائجها الفصلية خلال الربع الأول في نهاية أخر يومين من الأسبوع الحالي.
الأسبوع الأسوء على الإطلاق لخام غرب تكساس الوسيط
تدهور سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر مايو، بأكثر من 100% ووصولاً إلى مستويات -37 دولار، وذلك بسبب انهيار مقدار الطلب عليه ، وعدم رغبة المضاربين في إمتلاك العقود الأجله حتى تاريخ استحقاق العقد في 21 من أبريل ، إضافة إلى عدم وجود مكان لتخزين هذا النفط . وبذلك عند هذه الأسعار أصبح المستثمرين يدفعون مبلغ 37 دولار للتخلص من الخام ، بسبب كلفة التخزين التي أصبحت أغلى من كلفة الدفع للتخلص منه. ونظرا إلى انقضاء مهلة عقود مايو يوم الثلاثاء، فإنه يتعين على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن. لكن هذا لم يحدث بسبب امتلاء مناطق التخزين جميعها وعدم رغبة أحد في امتلاك هذه العقود.
وحذر المتداولين من أن هذا الانهيار إلى منطقة سلبية لا يعكس الواقع الحقيقي في سوق النفط الضعيفة. حيث ينفصل سعر أقرب العقود الآجلة للنفط – العقود الأجلة لشهر مايو- عن العقود الآجلة للشهرالقادم ، والتي استمرت في التداول فوق 14 دولارًا للبرميل بعد انهيار عقود النفط الأجلة لشهر مايو والتي لم نشاهد في تاريخ النفط بأكمله هذه الأسعار.
وبالنظر إلى ما بعد انهيار أسعار خام غرب تكساس ، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات 22 و 23 من أبريل ، لكنها قللت مكاسبها في أعقاب صدور بيانات المخزونات الأمريكية التي سجلت زيادة أعلى من التوقعات. حيث كشفت إدارة معلومات الطاقة عن ارتفاع مخزونات النفط في أمريكا بنحو 15 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي بأعلى من التوقعات وبزيادة قدرها نحو 13 مليون برميل.
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي تسليم يونيو بنسبة 60% وإلى 14.9 دولار للبرميل من تاريخ إغلاق 22 من أبريل حتى كتابة هذه السطور ، فيما صعد خام “برنت” بنسبة 2% وإلى 21.59 دولار للبرميل لنفس الفترة المشارة أعلاه.
أسعار الذهب تستقر بدعم من ضعف الدولار
استقرت العقود الآجلة للذهب في أعلى مستوياتها خلال أسبوع يوم الخميس في 23 من أبريل، حيث ارتفع الذهب إلى مستويات 1747 حتى كتابة هذه السطور، وساعدت المخاوف الغير تفاؤلية بشأن الاقتصاد العالمي على دعم ارتفاع المعدن النفيس بعد يومين من استقرار الأسعار عند أدنى مستوياتها في أسبوعين تقريبًا.
ومن النظرة التحليلة بحسب الخبراء، فإن الذهب عاد إلى المشهد بسبب ضعف الدولار والمخاوف المستمرة بشأن الاقتصاد العالمي والتي دعمت طريق المعدن إلى بر الأمان، ومن المرجح أن يظل المعدن النفيس مدعومًا بفوضى سوق النفط من بين العديد من الموضوعات الأخرى المتعلقة بالسعر، مع إمكانية تمديد المكاسب مع اعتماد المستثمرين نهجًا حذرًا تجاه الأصول الأكثر خطورة.
ويرى كبير المحللين في Kitco.com ، جيم ويكوف ، إن أسعار الذهب يعززها الطلب وسط تكهنات بأن بعض المستثمرين الآسيويين والأسواق المالية تضرروا بشدة من انهيار أسعار النفط الخام في الأسبوع ما قبل الاخير من نهاية شهر أبريل . ويتوقع Saxo Bank بأن ترتفع أسعار الذهب إلى 1800 دولار للأونصة نهاية العام الحالي ليبدو مستقبل الذهب مشرقًا بشكل استثنائي على المدى الطويل ، حيث تتزايد المخاوف من التضخم نتيجة لكمية السيولة الهائلة التي أغرقت الأسواق خلال الفترة الماضية.
الأسواق الأوروبية تتخبط بفعل أسعار النفط والبيانات الاقتصادية
تسير الأسواق الأوروبية في مسار عرضي قصير أو خط ثابت ، حيث ارتفعت المؤشرات في يوم الأربعاء الموافق 22 من أبريل بدعم من شركات الطاقة والتي تلقت انتعاشاً بسبب أسعار النفط. فارتفع مؤشر “ستوكس 600” القياسي بنسبة 1.8% أو ست نقاط إلى 330 نقطة. وارتفع مؤشر “فوتسي 100” البريطاني 129 نقطة إلى 5770 نقطة، كما صعد مؤشر “كاك” الفرنسي 54 نقطة وإلى 4412 نقطة، فيما صعد “داكس” الألماني 165 نقطة وإلى 10415 نقطة.
أما اذا تم تتبع الأسواق الأوروبية اليوم الخميس 23 أبريل، فتخلى مؤشر Stoxx 600 لعموم أوروبا عن مكاسبه المبكرة ليهبط بنسبة 0.2٪ دون الخط الثابت، وذلك بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو تدهورًا قياسيًا بسبب أزمة فيروس كورونا. حيث انخفض نشاط الأعمال في منطقة اليورو إلى مستويات قياسية في أبريل ،الأمر الذي يسلط الضوء على الضرر الاقتصادي الشديد الذي يحدثه وباء فيروس كورونا. وانخفض مؤشر مديري المشتريات “IHS Markit” الذي يقيس كل من صناعة الخدمات والتصنيع إلى مستويات 13.5 في أبريل وفقًا للبيانات الأولية، وتعتبر هذه المستويات الأقل على الإطلاق ، كما وتعتبر الأقل في مرحلة الركود العميق لأن اسفل مستويات 50 تعتبر منطقة الركود.
ويمكن لنا معرفة أهم الأمور التي يجب النظر إليها هذا الاسبوع في التالي:
أهم 4 أمور يجب مراقبتها في أسواق المال خلال أسبوع 19 أبريل
- تقارير أرباح الشركات:
خلال هذا الأسبوع تصدر حوالي مائة شركة مدرجة على مؤشر إس آند بي 500 تقارير أرباحها، مع محاولة المسثتمرين استيعاب ارتفاع المؤشر بنسبة 25% منذ انخفاضاته المسجلة في شهر مارس. وتصدر تقارير أرباح من قطاعات: الصناعة، والتكنولوجيا، والاستهلاك، كما تصدر تقارير أرباح شركة نيتفليكس التي سجلت أسهمها مستوى قياسي جديد الأسبوع الماضي مع توسع سياسات البقاء بالمنازل للحماية، والتي رفعت الطلب على شركة البث.
وننتظر الأسواق تقرير أرباح شركة أمازون دوت كوم اليوم، ومن المتوقع أن تأتي العوائد عند 73 مليار دولار، مما يمثل زيادة نسبتها 22% عن الربع المقارن للعام الماضي.
2. تباطؤ حدة أرقام البطالة:
يمكن أن تتباطأ معدلات التقدم بطلبات إعانة للبطالة هذا الأسبوع، مع هدوء رد الفعل الأولي على الإغلاق. إلى الآن فقد 22 مليون أمريكي وظائفهم في غضون شهر مع إغلاق الأعمال، والمدارس، والقيود القوية على السفر والسياحة، مما أضر بالاقتصاد أعمق الضرر. ومن المتوقع أن تكون طلبات السلع المعمرة متراجعة بالنظر لضعف البيانات التصنيعية وانهيار قطاعي النفط والغاز بسبب تراجع سعر السلعة بقوة.
3. بيانات منطقة اليورو:
تنتظر منطقة اليورو قراءة أليمة لمؤشرات مديري المشتريات لشهر أبريل .فتهبط بذلك المؤشرات المركبة، المتكونة من الخدمات والتصنيع. وكانت القراءة في الشهر مارس برقم قياسي عند 29.7 ، وهو أكبر انخفاض شهري منذ بداية المسح في يوليو 1998.
ويجتمع وزراء مالية منطقة اليورو اليوم في 23 من أبريل لبدء مفاوضاتهم المستمرة حول خطط التعافي، وتمويل المنطقة. وعلى الأجندة تظل سندات كورونا موضوع للنقاش، ولكن احتمالية خروجها من طاولة النقاش للتنفيذ شديدة الضآلة.
4. ضربة أخرى للاقتصاد البريطاني:
من المتوقع أن تكون التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا الوبائية شديدة على المملكة المتحدة، لتفوق ما وقع على المملكة خلال الأزمة المالية العالمية. ويتوقع بعض اقتصاديين إن أرقام مبيعات التجزئة ستهبط بحوالي 10%، ولكن الرقم يظل أكبر بناء على مؤشرات الإنفاق التي صدرت بالفعل. ومن المتوقع أن تتجه مؤشرات مديري المشتريات لانزلاق عنيف في النشاط أيضًا.
المصادر: