BY: Rajiswary Rajagopalan – The Diplomat
الشرق اليوم- بينما تحارب معظم البلدان في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ وباء فيروس كورونا، تنشط بكين في بحر الصين الجنوبي وتتخذ خطوات عدائية ضد إندونيسيا وفيتنام، فتطلق مناورات عسكرية وتنشر معدات عسكرية على نطاق واسع في المنطقة، فاجأت هذه التحركات الدول المجاورة لها والولايات المتحدة، وهو وضع مبرر نظراً إلى انشغال هذه البلدان بالوباء، سيكون هذا السلوك العدائي، في ظل تفشي أزمة صحية تتحمّل الصين مسؤوليتها أصلاً، كفيلاً بزيادة عدائية الدول المجاورة تجاه الصين في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ.
منذ أسابيع تطارد الصين سفن الصيد الإندونيسية مقابل جزر “ناتونا”، فتعمد أساطيل الصيد الصينية، بدعمٍ من سفن خفر السواحل التابعة لبكين، إلى التعدي على المناطق التي تعتبرها إندونيسيا ملكاً حصرياً لها، ويشتكي الصياديون الإندونيسيون من عدم تحرك الحكومة في جاكارتا لحمايتهم، فأعلنت نجيستي يوني سوبرابتي، نائبة حاكم أرخبيل “ناتونا”: “مرّت فترة هادئة ثم عادت الصين، والصيادون في منطقتنا خائفون”! وفي الأسبوع الماضي، أغرقت الصين سفينة شحن فيتنامية على متنها ثمانية صيادين كانوا يصطادون في جزر “باراسيل” التي تسيطر عليها الصين وتطالب بها فيتنام. ردّت وزارة الخارجية الأمريكية على ما يحصل بتصريح قوي اللهجة عبّرت فيه عن مخاوفها من السلوك الصيني، ووصفت هذه التصرفات بأحدث جزءٍ من “سلسلة تحركات أطلقتها جمهورية الصين الشعبية للتأكيد على مطالبها البحرية غير القانونية والإساءة إلى الدول المجاورة لها في جنوب شرق آسيا”. كذلك، ذكر التصريح أن الصين أعلنت إنشاء “مراكز بحثية جديدة” في قواعدها العسكرية منذ بدء انتشار وباء كورونا وتابعت نشر قواتها البحرية في محيط جزر “سبراتلي”، وكما كان متوقعاً، انتقدت الصين التصريح الأمريكي بقسوة ودعت واشنطن إلى التركيز على محاربة فيروس “كوفيد-19” بدل إرسال السفن والطائرات إلى بحر الصين الجنوبي. وفي خطوة مفاجئة، أصدرت وزارة الخارجية الفلبينية تصريحاً قوياً عبّرت فيه عن قلقها من إقدام الصين على إغراق سفينة صيد فيتنامية، وأشارت إلى حادثة مماثلة أصابت سفينة صيد فلبينية في السنة الماضية.
شدّد التصريح أيضاً على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، واعتبر أن هذه الحوادث تمنع “نشوء علاقة إقليمية عميقة ومبنية على الثقة بين “رابطة دول جنوب شرق آسيا” والصين، لذا لا بد من تجنب هذا النوع من الحوادث ومعالجة الخلافات بطريقة تضمن تعزيز الحوار وترسيخ الثقة المتبادلة”. غداة سوء تعامل الصين مع انتشار فيروس كورونا في “ووهان” وفشل جهودها الرامية إلى تحسين علاقاتها العامة عبر محاربة الوباء، ها هي تثبت الآن قلة خبرتها الاستراتيجية عبر هذه التحركات ضد الدول المجاورة لها، ويبدو أنها ستواجه نتائج عكسية بهذه الطريقة، فتدفع البلدان المحيطة بها إلى التعاون مع الولايات المتحدة وقوى أخرى في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ في أقرب فرصة.