الرئيسية / الرئيسية / العراق إلى أين

العراق إلى أين

بقلم :نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- في ظل تفاقم الأوضاع الفوضوية على الصعيد السياسي والأمني في العراق نتيجة لمروره بفترات عصيبة خلفتها الحروب وآخرها احتلاله من قبل التحالف الدولي (أمريكا) وتناغماً مع معطيات الواقع المرير الذي عاشه العراقيين يمكننا أن نحلل هذا الواقع بوصف المأسآة والمظالم التي يعيشها الشعب العراقي.

فمن المعلوم ان الاصلاح والتغيير في اي دولة تمر بازمات سياسية يكون من الداخل والخارج خلافاً لما يجري في العراق فمعالجة الازمات والاصلاح والتغيير يحدث من الخارج وبالاستعانة بقوى واجندات اقليمية ودولية لم يكن لديها تصور كامل عن واقع الحياة الحقيقية ونمط الشخصية العراقية فامريكا التي احتلت العراق منذ 2003 تتعامل مع الواقع العراقي فوقياً ومع الشخصية العراقية بانها شخصية مزاجية ومتقلبة وغير مستقرةمستندة بذلك على آراء ونظريات مفكرين وعلماء نفس واجتماعيين في تحليل الشخصية ومحاولة موائمتها مع الشخصية العراقية وكذلك على ماوصلتهم من تقارير مضللة لوصف شخصية العراقي من محللين حاقدين استقراطيين ينعمون بحياة مترفة اومن مبتذلين كانوايعيشون على ارصفة شوارع دول الغرب عندما كانوا يمثلون المعارضة للنظام السابق خارج العراق ولم يتعايشوا مع واقع العراق الفعلي وان جميع هذه التقارير والارآء المظللة لتوصيف شخصية العراقي تعد مجحفة وناقصة وغير كافية لانها لم تعزز بدراسات ومناهج بحث علمية دقيقةومستفيضة ومستندة الى بيانات و حقائق واقعية فاغلب من حكموا العراق او ساعدوا الامريكان في احتلاله والمدعين برغبتهم في انقاذ العراق وشعبه من الظلم قد رسموا صورة مشوشة غير دقيقة للشخصية العراقية واتضح انهم دخلوا العراق ليس من اجل مساعدة العراقيين بل من اجل مآرب شخصية و تقاسم السلطةو الثروات والعبث بمقدرات العراق وسلب الحقوق وانتهاك الحرمات واهمال توفير الحياة الآمنة مما ادى الى تعاظم الحيث والظلم واتساع رقعة البطالة بين الشباب وعدم تمكنهم من توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم ناهيك عن الاهمال في توفير بيئة صحية سليمة اضافة الى توقف مشاريع التنمية الزراعية والصناعية والعمرانية.

ونتيجة عمليات النزوح والتهجير من المدن والمناطق الساخنة والمتنازع عليها اصبحت العوائل تفترش الصحراء والهياكل والاماكن غير الصحية مما دفع الشباب الى التظاهر وقيادة انتفاضة تشرين 2019 الشعبية السلمية العارمة في عموم محافظات العراق مطالبين بحقوقهم المشروعة وحياة انسانية كريمة مناسبة ولكن لم يجدوا اذن صاغية لطلباتهم ولا ادنى اهتمام لهم وهذا يدعونا ان لا نستبعد ان الشباب قد يضطر الى حمل السلاح اذا لم يجدوا مخرجاً لتلبية مطالبهم بسبب اللامبالات والاهمال والمماطلة والتسويف من قبل المتسلطين في الحكم والذين يتنعمون باموال وثروات العراقيين ومن المتوقع قد تحدث مواجهات مسلحة بين شهري الخامس والتاسع تزهق فيها ارواح الاف الضحايا اذا استمرت الحكومة الهامشية غير مبالية لمعاناة ومظالم الشعب ومطالب الشباب المنتفضة وبالاحرى قد تحصل مواجهات في مناطق جنوب ووسط العراق ذات الثقل الشيعي خاصة مستذكرين ماحصل في محافظة النجف عندما تم تعذيب السيد مجيد الخؤي رحمه الله بوحشية وهو ابن مرجع ديني كبير له وزنه ، فالبيوتات العراقية معظمها لازالت تمتلك اسلحة وشبابها المندفع الذي يبحث عن رمق العيش ويعيش في بيئة مدمرة وغير صحية قد يلجأ الى حمل السلاح لاسترداد حقوقه فاذا حدثت مثل هذه الفوضى قد تتحول الى حرب شوارع حينها لايمكن السيطرة عليها والتحكم بزمام الامور باي شكل من الاشكال.

فالشعب بعد ازاحة النظام السابق من قبل امريكا انكسر لديه حاجز الخوف والصمت فاصبح اكثر جرأة وتحدي ولا يأبه لاي قوة امامه ولا اي رادع يمنعه من الثورة واستعادة حقوقه المشروعة المغتصبة لذا ولاجل تدارك الوضع قبل انفلاته لابد من النزول عند رغبة الشباب والشعب المنتفض وسماع مطالبهم وشروطهم في اختيار شخصية مستقلة غير موالية لاية جهة اقليمية او دولية متعايشة مع همومهم وواقعهم المزري ومدركة لخطورة الوضع ونتائجه وتعمل على تفكيك عُقَدهِ بحكمة وعقلانية .وان شاء الله
يتحقق ذلك قبل فوات الاوان.

هذا احتمال تنبؤي مستلهم من معايشة لواقع ملموس وحقائق دامغةونتمنى ان لا يجتاح العراق اعصار جديد مدمر ، واذ اننا نستقبل شهر رمضان المبارك نأمل ان تعالج المشاكل والازمات بجدية وموضوعية وتلبى مطالب الشعب ويرفع عنه الظلم والا فالتمرد والفوضى قادمة لا سامح الله.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …